قائمة الموقع

واخيرا .. مجدل تحتضن جدها وايرينا بكت

2011-10-19T09:49:11+02:00

القدس – الرسالة نت

حتى في اللحظات الأخيرة، حاولت سلطات الاحتلال إفساد فرحة أكثر من ألف عائلة خرج وسيخرج أبناؤها من سجون الاحتلال. إذ بعد انتظار تواصل لعشر ساعات للأهالي على حاجز "عوفر" غرب رام الله، ودون سابق إنذار، غيرت إسرائيل مسار خروج الأسرى وحولته إلى حاجز قلنديا، ليخرجوا إلى الحرية دون فرحة أو استقبال.

حمل الأسرى المفرج عنهم، إلى جانب فرحتهم بلقاء ذويهم وتجدد حياتهم بخروجهم من السجن، أحزان أكثر من خمسة آلاف أسير ما يزالون داخل السجون الإسرائيلية.

ربما القبلات والزغاريد والإغماء، وعدم تصديق ما يحدث، كان أبرز ما ميز اللقاءات الحميمة بين الأسرى وذويهم.؟ قصص من الفراق واللقاء والفرح والحزن والمشاعر المختلطة .

وأخيرا مجدل تحضن جدها

تقف الطفلة "مجدل هادي البرغوثي"، في ربيعها الرابع، وهي حفيدة عميد الأسرى فخري البرغوثي، بين المحتشدين على معبر عوفر جنوب غرب رام الله، لاستقبال جدها وابن عمه نائل، اللذين أمضيا أكثر من 33 عاما في سجون الاحتلال، وها هما يخرجان ضمن صفقة تبادل 1027 أسيرة وأسيرا فلسطينيا مقابل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط.

وقفت "مجدل" ، وهي توزع الابتسامات على من حولها، ترفع علم فلسطين عاليا، وقد زينت ثوبها بالكوفية الرقطاء، ابتهاجا بعودة الأسرى، ورغم حرارة الشمس وصغر سنها، تقف على مرتفع تمسك بيد والدها، في انتظار احتضان جدها، بعد أن كانت تقبل صور الجد ونائل، وتنظر إلى صورتهما وتسأل عن موعد عودتهما.

"مجدل"، كانت توزع الزهور في الذكرى الـ33 لاعتقال جدها نائل  ، أسميناها مجدل، نسبة إلى السجن الذي يقبع فيه جدها فخري وابن عمه في عسقلان"، يقول والدها هادي وهو يحتضنها، وعبر عن سعادته لإطلاق سراح والده فخري وعمه نائل من سجون الاحتلال، بعد انتظار طال لأكثر من 34 عاما، قضتها العائلة بالحسرة والشوق للقائهما.

 وأشار هادي إلى أن هذه الفرحة ما زالت منقوصة، في ظل اعتقال قوات الاحتلال لأخيه شادي، الذي كان يقبع مع والده في ذات السجن، معربا عن أمله بالإفراج عن بقية الأسرى، والعمل من أجل ذلك كل حسب دوره وموقعه.

وعبّر محمود بكر حجازي أول أسير فلسطيني في الثورة الفلسطينية المعاصرة بعد انطلاقتها في الأول من يناير عام 1965، والذي أطلق سراحه في صفقة تبادل 28 يناير 1971، خلال عملية تبادل قامت بها حركة "فتح"، عن شعوره بالفرح للإفراج عن الأسرى ونيلهم الحرية الكاملة.

إيرينا سراحنة إلى العالم لنقل معاناة الأسيرات

لم تتمالك نفسها بل أجهشت بالبكاء عندما كان اللقاء الذي لم تتوقعه الأسيرة المحررة إيرنيا سراحنة في أحد الفنادق بمدينة رام الله... إنها والدتها الأوكرانية الأصل وابنتها ياسمين القادمتين من أوكرانيا لمشاركتها فرحة إطلاق سراحها بعد عشر سنوات من الاعتقال، و26 أسيرة أخرى في إطار صفقة التبادل التي تم تنفيذها اليوم.

"بباقات الورود حضرت ياسمين (12 عاما) وجدتها لاحتضان إيرينا برام الله، والتي لم تتمالك نفسها في تلك اللحظة بل شرعت بالبكاء، وقالت: "غير ممكن"، و"غير معقول". تلك هي الكلمات التي أطلقتها الأسيرة المحررة إيرينا سراحنة لدى رؤية والدتها وابنتها اللتين لم تتوقع أن تراهما أبدا ظنا منها أنهما في أوكرانيا وأن عليها السفر لرؤيتهما في حين أن إسرائيل لن تسمح لهما بالدخول".

إلى جانبها جلست والدتها وطفلتيها ياسمين وغزالة (9 أعوام) التي عاشت بعيدة عن أختها في عائلة والدها المعتقل في مخيم الدهيشة بمحافظة بيت لحم. وأخيرا اجتمع شمل الأم بطفلتيها، بانتظار الإفراج عن رب الأسرة، إبراهيم، المحكوم بالسجن ستة مؤبدات.

تقول إيرينا "فرحتي لن تكتمل إلا بإطلاق سراح زوجي إبراهيم ليكون إلى جانبنا، وكذلك إطلاق سراح زميلاتي التسع اللاتي بقين في السجون الإسرائيلية، واللاتي يعانين بشكل كبير جراء قمع الاحتلال المتواصل بحقهن".

وتضيف "سأحمل رسالة الأسيرات المعتقلات والأسرى الموجودين في سجون الاحتلال إلى كل العالم وسأكون سفيرة لهم أينما ذهبت وسأبقى إلى جانب زوجي حتى إطلاق سراحه".

وتقول أيرينا: "فرحتي منقوصة، أتمنى أن تكتمل قريبا بخروج زوجي وكافة الأسرى في سجون الاحتلال. قضيت عشر سنوات هن الأصعب في حياتي، خضعت لتهديد كبير من الاحتلال الذي قام باختطاف ابنتي غزالة وأخبرني أنه سيقوم بإعطائها لعائلة يهودية لتقوم بتربيتها ولن أراها إلى الأبد، وها أنا اليوم اجتماع بابنتي وأنا سعيد جدا بهذا اللقاء".

اخبار ذات صلة