الرسالة نت - رائد أبو جراد
ما أن أسدل الستار عن مهرجان "وعد الياسين" الذي نظمته حركة حماس مساء الثلاثاء في ساحة الكتيبة غرب غزة لاستقبال الأسرى المحررين ضمن صفقة "الوفاء للأحرار" حتى تحولت شوارع قطاع غزة وحاراتها لساحات تدوي فيها أصوات الأعيرة النارية الكثيفة من كل حدب وصوب.
السعادة غمرت بيوت الغزيين.. وفرحة لا تكاد توصف ملأت قلوبهم .. وأزيز رصاص انطلق من الأسلحة الرشاشة بصورة كثيفة.
طغت على الزغاريد
وطغت أصوات الأعيرة النارية الكثيفة في حارات غزة على زغاريد النسوة وأصوات المكبرين والمهللين القادمين لتهنئة الأسرى المحررين.
ومع وصول كل محرر ضمن صفقة تبادل الأسرى لمدخل حاراته يبدأ "الطخيخة" بتجهيز رصاصاتهم ليعزفوا عبرها أنغام الإزعاج ويرسموا من خلالها صور المخاطر التي قد تصيب المواطنين المتلهفين أمام المتنافسين على من يطلق أعيرة نارية أكثر.
وفي حي الدرج وسط مدينة غزة والذي استقبل عددا من الأسرى المحررين ضمن الصفقة انشدت آذان المواطنين القاطنين في الحي الأكثر كثافة سكانية في المدينة لسماع أصوات أعيرة نارية نشرت الذعر بين الأطفال.
وبينما كانت كل عائلة أسير محرر تحتفي بابنها على طريقتها الخاصة كانت أصوات الرصاص تعلو أصوات المكبرات التي تبث الأناشيد والأهازيج الوطنية.
وما أن حمل الأسير المحرر نافذ حرز من سكان حي الدرج على أكتاف أقربائه وجيرانه حتى تعالت أصوات "صليات" الرصاصات مخترقة الأجواء.
وبعد صيحات من ذوي الأسير ومناشدة شخصية منه توقف بعض مطلقي الرصاص لكنهم ما لبثوا أن عادوا تارة أخرى بعدما لطفوا الأجواء بإطلاق الألعاب النارية باعتبارها أقل ضرراً من الأعيرة الحية.
وقال المواطن الغزي أبو محمد أبو حصيرة أثناء تهنئته جاره الأسير المحرر أحمد الحتو :"لا أعرف لماذا يطلق الشبان هذا الكم الكبير من الأعيرة النارية؟ لماذا تستنفذ هذه الرصاصات هكذا بدون فائدة (..) بإطلاقها في الهواء".
وبين فينة وأخرى تخترق آذان الغزيين أصوات الطلقات النارية في كافة محافظات قطاع غزة ومدنها.
في حين أيد الشاب محمد في العشرينيات من عمره إطلاق الرصاص في الهواء تعبيراً عن الفرحة العارمة التي تعتري ذوي الأسرى المحررين، قائلاً "من حقنا كعوائل اسرى أن نفرح بأبنائنا .. بكل الأساليب"، على حد تعبيره.
الألعاب النارية
وفي مشهد آخر، اكتفت عائلة الأسير القسامي المحرر أشرف البعلوجي بإطلاق الألعاب النارية في أجواء الحي المحيط بمنزلها.
وأثار مشهد انطلاق الألعاب النارية في سماء حي الصحابة الذي تقطنه عائلة البعلوجي سعادة المواطنين وارتسمت الابتسامات على شفاههم.
وناشدت اللجنة العليا للإسعاف والطوارئ في قطاع غزة كافة المواطنين بوقف إطلاق الأعيرة النارية في الهواء تجنباً لإصابة المواطنين بأي أضرار وحذرت من تأثير تلك الرصاصات على حياة المواطنين وأرواحهم.
وكانت وزارة الداخلية والأمن الوطني قد دعت أبناء الشعب الفلسطيني وأهالي الأسرى والأسيرات لإعلان البهجة والفرحة على الملأ في هذا العرس الوطني الكبير في إطار الالتزام بالقانون وعدم مخالفته .
وطالبت الوزارة في بيان وصل "الرسالة" نسخة عنه جماهير الشعب الفلسطيني وأهالي الأسرى الأحرار الابتعاد عن استخدام السلاح والأعيرة النارية في التعبير عن الفرحة وكل ما يخالف القانون.