قائد الطوفان قائد الطوفان

اسرائيل : شيطان جديد على حدودنا

القدس – الرسالة نت

نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية تقريرا للمراسل العسكري للصحيفة أليكس فيشمان نقل خلاله معلومات استقاها من تقرير للجيش حول عملية إيلات الفدائية التي طالت جنودا إسرائيليين الشهر قبل الماضي، حيث تتهم إسرائيل مصريين بتنفيذها بتخطيط فلسطيني.

و يشير التقرير حسب ما جاء في الصحيفة أن الجيش نصب كمينا، وكان يتوقع عملية لفلسطينيين من غزة. في هذه الحالة يكون الرأس والمخططون وقدرتهم العسكرية الميدانية معروفة للجيش و"الشاباك" الإسرائيليين، وهنا كمنت المفاجأة، فبدلا من العدو التقليدي قفز "شيطان" جديد.

يقول التقرير "شيطان" كان لدينا علم بوجوده، ولكن طالما لم يخرج من الزجاجة لم نستعد لمواجهته.

لهذا "الشيطان" أيديولوجية وقدرات مختلفة، فهو يقاتل بشكل مختلف، ويتصرف بشكل مختلف، هذا "الشيطان" دشن في الـ 18 من أيلول مرحلة جديدة على الحدود المصرية الإسرائيلية.

لم يكن أي إنذار مسبق يقول إن العملية التي كانت مرتقبة ستنفذ من قبل مجموعة إسلامية متطرفة من سيناء، ولذلك فإن جميع الاستعدادات وخطط المواجهة لم تكن فعالة، رجال سيناء تصرفوا بعكس كل التوقعات، الادعاء بأن "الشاباك" قد أعطى إنذارا تحول بعد نتائج التقرير إلى غير عملي، فـ"الشاباك" أيضا لم يعرف في الساعات الأولى للحدث من يقف ضد من، ولم يكتشف أن منفذي العملية مصريون من سيناء سوى في معهد التشريح، كما يقول التقرير.

حسب التقرير، في الساعة 11:56 دخلت سيارتان إسرائيليتان خصوصيتان كانتا تتحركان على شارع رقم 12، دخلتا إلى داخل ما وصفه التقرير بـ"صندوق نار" بعرض 500 متر، صندوق يتألف من ثلاثة فدائيين مسلحين ببنادق أم 16، أحزمة ناسفة ومتفجرات، كان الهدف منها تفخيخ السيارات المصابة حالما تصل إليها قوات الإنقاذ.

خليتان إضافيتان مكثتا في الجانب الآخر من الحدود على مسافة قريبة، بينما مكثت خلية أخرى على مسافة بعيدة من الحدود وهي مزودة بصواريخ؛ بهدف إسقاط مروحيات إسرائيلية قد تقدم لمساعدة القوات الإسرائيلية البرية، وفعلا تم إطلاق صاروخ على مروحية هجومية وصلت إلى المكان لمنع اختطاف إسرائيلي.

الجيش الإسرائيلي انتظر وصول الخلية ليلا، السيناريو كان يفيد بأن التخطيط هو اختطاف مواطن إسرائيلي ونقله إلى قطاع غزة، تحت جنح الظلام، ولكن رجال سيناء نفذوا العملية نهارا، بعد ثلاث ساعات من موعد تحرير الجيش الإسرائيلي للمرابطين الذين جثموا طوال الليل بانتظار العملية.

التحقيق يكشف أنه بعد ثلاث دقائق من الإنذار، الذي وصل الساعة 11:57، دخلت إلى صندوق النار الذي صنعه الفدائيون أربع سيارات في البداية، اثنتان خصوصيتان، الأولى من جهة إيلات، والثانية من جهة الشمال، وخرجتا منه مصابتين، ولكن بعدهما دخلت حافلة مليئة بالجنود، وحافلة أخرى كانت خلفها ولكنها خالية من الركاب، وتعرضتا لإطلاق النار. قتل سائق الحافلة الثانية يتسحاك سيلاع، وانقلبت على جانب الشارع واشتعلت فيها النيران.

حتى تلك اللحظة لم يعلم الجنود الذين يقفون على الحاجز، الذي يبعد كيلومترا واحدا عن موقع العملية، أن الحديث يدور عن عملية مسلحة، وواصلوا تمرير السيارات وصولا إلى صندوق النار، لولا مبادرة السائقين الذين أصيبت مركباتهم الشخصية في منع السيارات من العبور، فقط في الساعة 12:03 وصلت إلى القائد العسكري طال روسو معلومات حول إطلاق نار على حافلة.

التقرير يشير إلى أن المرة الأولى التي اصطدم فيها الجيش بالفدائيين، كانت بعد عشر دقائق من بداية العملية. دورية إسرائيلية تصل المكان وتقرر دهس الفدائي الأول الذي يقف في طريقها. محاولة الدهس تؤدي إلى انقطاع الحبل المشغل للعبوة الملفوفة على جسد الفدائي، وعندها اشتبك أفراد الدورية مع المجموعة.

القصة لم تنته عند هذا الحد ففي الساعة الخامسة والنصف، وعندما كان وزير الأمن وقائد الأركان وقائد الجبهة الجنوبية يستعدون لعقد مؤتمر صحفي حول العملية على الشارع المذكور، تم إطلاق النار على مجموعة من أفراد وحدة خاصة كانت على مقربة من المكان، حيث قتل القناص بسكال أبرومي.

حسب التقديرات الإسرائيلية اشترك في العمليات المدمجة بين 10 إلى 15 فدائيا، فيما تم إحصاء تسع جثث، وألقي القبض على اثنين في الجانب المصري.

التحقيق وصل إلى نتيجة خلاصتها أن بناء سيناريو خاطئ تشترك فيه جميع الأجهزة الأمنية قاد إلى تصرف خاطئ، واستنتاجات خاطئة باستمرار فتح شارع رقم 12 لحركة السير، رغم وجود إنذار، وإن كان غير محدد بوقوع عملية مسلحة.

البث المباشر