بقلم-كمال عليان
لن تتراجع شياطين التعذيب فى سجون السلطة الفلسطينية، ولن تسكت هذه الوساوس الجهنمية لمحترفي الحجج الواهية، الطالب في جامعة النجاح علاء طه حالة أخرى، وجريمة جديدة.
الخطيئة تمضى بالسيناريو نفسه، الإفراط فى التعذيب حتى نقله للمستشفى، ثم تلفيق تهمة محاولة الانتحار كالعادة، ولا أفهم كيف يستطيع الطالب الجامعي علاء طه، الذي تعرض لإطلاق النار أثناء عملية اختطافه من أمام جامعة النجاح قبل أيام، ولم يمكث سوى عدة أيام داخل السجن أن يحاول الانتحار وهو شاب مؤمن وذو خلق عالي بشهادة أهالي قريته.
والذي لا أفهمه أيضا هو كيف حاول الانتحار، فالوقائي يقول أنه شرب شريط أدوية مما أدى إلى فقده الوعي وتم نقله للمستشفى، ولا أدري من أين جاء بشريط الدواء كي يشربه، على هذا النحو الأخرق الذى تزعمه تقارير السلطة؟
وعلى كل حال فنحن أمام جريمتين، فإما أن إدارة السجن هي من تعطيهم الأدوية المفرطة أو "القاتلة" داخل الزنازين إلى الحد الذى شجّع "طه" على شربه، وهى جريمة تستحق أن يعاقب عليها "الوقائي"، أو أن إدارة السجن عذّبت علاء طه حتى وصلت حالته إلى ما وصلت، ثم استجابت لوساوس أشباح التعذيب، وفبركت حججا للهروب من مسؤوليتها عن الجريمة.
فى الحالتين يجب معاقبة قيادات السجون، وفى الحالتين أيضا يجب أن يقدم المسؤولون عن موت علاء طه للمحاكمة، وفى الحالتين أيضًا يجب أن تحاكم مراكز حقوق الإنسان التي لا ما زالت تمارس سياسة الصمت تجاه كل هذه الاختراقات لحقوق الإنسان، ويجب أن يتحمل رئيس السلطة محمود عباس، المسؤولية السياسية عن هذه الجريمة، وعن هذه المهزلة.. كيف تريد أن تصنع دولة مبنية على الظلم والفساد؟.
كما اجتهد "القسام" في إطلاق سراح الأسرى من سجون الاحتلال، عليه أن يجتهد في إطلاق سراح الأسرى المظلومين في سجون الشقيقة "فتح".
الحرية للأسرى.. في سجون الاحتلال والشقيقة "فتح"...