لو تمت الصفقة..هل سينهي الاحتلال حصار غزة ؟

غزة-ياسمين ساق الله- الرسالة نت                        

توقع محللون سياسيون عدم فك حكومة الاحتلال الإسرائيلي الحصار المفروض على قطاع غزة حتى لو تكللت الجهود الفلسطينية والعربية المبذولة في صفقة تبادل الأسرى بالنجاح, مؤكدين في أحاديث منفصلة "للرسالة نت" على أن حصار غزة بالنسبة لـ(إسرائيل) يمثل خيارا استراتيجيا يهدف إبعاد حماس من قلب المعادلة السياسية الفلسطينية والعربية ، ومع ذلك فهناك توقعات أخرى بأن يخف الحصار الاقتصادي بدرجة كبيرة.

وكانت  صحيفة هآرتس الإسرائيلية أكدت في الأيام القليلة الماضية  أن الحكومة الإسرائيلية قررت أن تنفيذ صفقة التبادل لن يؤدي إلى أي تغيير على سياسة الكيان فيما يتعلق بالحصار على غزة ومنع عبور الأفراد والبضائع بين غزة والضفة باستثناء حالات إنسانية وبضائع ضرورية.

معادلة جديدة

المحلل السياسي هاني حبيب قال:"إن المشاورات القائمة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي برعاية الوسيط الألماني بشأن الصفقة تدور حول بند واحد من بنود الملف والمتعلق بتبادل الأسرى ولم يكن هناك اى نقاشات في ملفات المعابر والحصار ".

في حين قال المحلل السياسي سميح شبيب:" أعتقد أن حصار غزة بالنسبة لـ(إسرائيل) هو خيار يرتبط باستراتيجيها بمعنى إبعاد حماس من المعادلة السياسية وإسقاط خيار المقاومة كخيار موجود ومتوفر في قطاع غزة ", مضيفا:" إسرائيل ترى في سيطرة حماس على القطاع بمثابة خلق معادلة جديدة في الشرق الأوسط لا تنسجم مع سياستها وبرامجها الاستيطانية والاحتلالية , لذا الحصار سيتمر ولن تسمح (إسرائيل) بتخفيفه أو فكه ".

بينما أكد المحلل السياسي هاني البسوس أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي لا يوجد لديها  نية جادة لفك الحصار عن قطاع غزة حتى لو تمت صفقة التبادل بنجاح .

ويقول البسوس:" (إسرائيل) تسعى لإفشال الحكومة الفلسطينية بغزة بأي وسيلة ومن ضمنها استمرار الحصار على القطاع  والحرب الأخيرة التي أثبتت فشلها , لذا الحصار الإسرائيلي سيتواصل في الفترة القادمة ", مبينا وجود جهات مستفيدة من استمرار الحصار الإسرائيلي على غزة من  بينهم السلطة الوطنية الفلسطينية ومصر على حد قوله.

ومن الجدير بالذكر أن (إسرائيل) شددت حصارها على قطاع غزة إثر أسر المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس  للجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، يشتمل على منع أو تقنين دخول المحروقات والكهرباء والكثير من السلع، ومنع الصيد في عمق البحر، وغلق المعابر بين القطاع و(إسرائيل) وغلق معبر رفح المنفذ الوحيد لأهالي القطاع إلى العالم الخارجي من جانب مصر.

إفشال واضح

ويتابع المحلل حبيب :" الجهود الألمانية والمصرية تعاملت على ملف واحد فقط وهو الأسرى وتجاهلت باقي الملف لهذا السبب حدث تقدم ملحوظ, لذا إعلان "إسرائيل" نيتها بعدم تخفيف الحصار يدلل على أن ملف الحصار غير خاضع لنقاشات صفقة التبادل الحالية".

ويضيف المحلل شبيب :" إن المعادلة الجديدة المتمثلة بوجود حماس بغزة لا تنسجم مع إسرائيل التي ترى أن الترتيبات القائمة سواء كان على صعيد كامبد ديفيد مع مصر أو الاتفاق الفلسطيني الإسرائيلي مع الفلسطينيين يشكل نهجا تكرس فيه (إسرائيل) سيطرتها على الشرق الأوسط ", متابعا:" لذلك يجب علينا أن ننظر لحصار غزة  على أنه خيار استراتيجي لـ(إسرائيل) وليس مجرد إجراء تكتيك تمارسه ضد  القطاع".

وكانت حركة حماس قد وصفت قرار (إسرائيل) باستمرار فرض الحصار على القطاع حتى في حال تنفيذ صفقة تبادل الأسرى، بأنه صورة من صور العدوان الإسرائيلي, مشيرة إلى أن الموقف الإسرائيلي بالإبقاء على حصار غزة حتى في حال إجراء صفقة التبادل يؤكد أن الحصار لم يكن مرتبطا بقضية أسر الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليط وأنه جاء على خلفية سياسية.

وأضافت الحركة على لسان المتحدث باسمها سامي أبو زهري  :" إن القرار الإسرائيلي "صورة من صور العدوان الإسرائيلي على شعبنا الفلسطيني وهو يفرض على المجتمع الدولي مجدداً تحمل مسؤولياته لمواجهة العدوان الإسرائيلي كونه يمثل تجاوزاً للقانون الدولي". ".

وتابع أبو زهري في تصريح صحفي :"إنما هذا الحصار فرض لاعتبارات سياسية مرتبطة بفوز حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية" في عام 2006 ", مؤكدا أن حماس لن تستسلم لاستمرار الحصار الإسرائيلي وستبقى تبحث عن كل البدائل لكسره وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني.

إحباط وعواقب

وينوه حبيب إلى أن حديث (إسرائيل) عن عدم رفع الحصار عن غزة رسالة تشير إلى أن الحصار الإسرائيلي على غزة سيستمر والعقوبات على المستوى الاقتصادي ستتساوى مع المستوى الأمني والعسكري ", مؤكدا أن ملف شاليط ونجاحه لن يغني عن استمرار إسرائيل في فرض الحصار وتواصل الاعتداءات بحق المقاومة والتحكم بالمعابر على حد قوله.

في حين يؤكد البسوس أن حديث (إسرائيل) عن تواصل حصار غزة حتى لو تمت صفقة شاليط في الأيام القادمة يأتي محاولة لإحباط سكان غزة وعدم إعطائهم المجال للاحتفال بالصفقة , قائلا:" إسرائيل تريد إيصال رسالة للغزيين أنه لو نجحت صفقة التبادل لا يكون هناك فتح للمعابر وفك للحصار بالرغم من أن فتح المعابر جزء أساسي من شروط ملف شاليط ".

وفي معرض رده على سؤال هل يمثل إعلان (إسرائيل) عدم نيتها في إدخال أية تغيرات على سياسة الحصار المفروض على غزة نوعا من الضغط الإعلامي على  سكان القطاع , يجيب المحلل شبيب قائلا:" لا أعتقد أنه ضغط إعلامي وتكتيكي بقدر أنه نهج تعتمده حكومة نتنياهو واولمرت من قبله لأن فك الحصار عن غزة سيعطي خيار المقاومة و حماس بعدا إضافيا تخشى (إسرائيل) من عواقبه".

ويبقى السؤال مطروحا على الطاولة , هل سيذوب جليد الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة مع نجاح صفقة تبادل الأسرى ؟...

 

البث المباشر