قائمة الموقع

محررون: لن نغفر لمن حرمنا من الحج

2011-11-05T11:31:42+02:00

الضفة  - الرسالة نت

حزم حقيبته وأعد ملابس الإحرام استعدادا لتحقيق حلم الطواف بالبيت العتيق الذي راوده طوال سنوات اعتقاله، فقد ظل هذا الحلم مرافقا للمحرر فؤاد أبو نار حتى بعد أن أفرج عنه من سجون الاحتلال، وكان على ثقة بأن الله سيحقق حلمه.

وقد تلقى أبو نار اتصالا من وزارة الأسرى بالاستعداد لأداء الفريضة في مكرمة من خادم الحرمين للمحررين الذي ضحوا بسنوات عمرهم من أجل القضية والكرامة، فجهز نفسه لهذا اليوم عبر التطعيم وتحضير الأوراق اللازمة لكن هذا الحلم توقف على باب وزارة الأوقاف في رام الله عندما أغلقت في وجهه الباب بمعية 32 من إخوة البندقية والدم وذلك بمنعهم من أداء الفريضة.

الحج حق للأسرى

"كم كان وقع خبر الحرمان من تحقيق الأحلام مؤلما على النفس".. ذلك ما واجهه الأسير المحرر أبو نار المفرج عنه عام 2010، والذي حرم هذا العام من أداء فريضة الحج ضمن قائمة الممنوعين الأخيرة, فأكد لـ"الرسالة" أنه لم يبلغ مباشرة من وزارة الأسرى أو الأوقاف بمنعه من الحج، وقال: "كنت في كشف الاحتياط في المكرمة ووزارة الأسرى وأوقاف غزة أكدتا سفرنا بعد استلام جوازاتنا"، مستدركا: "تفاجأنا بأن وزير أوقاف رام الله الهباش شطب أسماءنا وعددا من ذوي الأسرى".

وأضاف أبو نار: "الحج حق من حقوق الأسرى الذين أفنوا زهرة عمرهم في سجون الاحتلال"، ويذكّر بالقول: "هذا العام خضعت المكرمة لمصالح شخصية بتقديم أسماء معينة على حساب أسماء الأسرى الذي لهم كامل الحق في هذه المكرمة التي جاءت على أسمائهم من خادم الحرمين تقديرا لتضحياتهم، فهذه المكرمة ليست من حق أحد سوى المحررين.. لكنهم اتبعوا فيها أهواءهم وبيعت بعض الأسماء بالمال".

لن نغفر

ولم يتوقف الأمر على محررين بل شمل المنع ذوي المحررين، وكان من ضمنهم والدا المحرر "خالد طه" من القدس المحتلة، والذي اتهم وزارة أوقاف رام الله بحرمان والديه من الحج لهذا العام بعد أن وافقت الأولى مسبقا على سفرهم.

وأضاف المحرر طه: "لقد تواصلت مع وزير شؤون الأسرى والمحررين في الضفة عيسى قراقع الذي أخبرني أن الأسرى المحررين في صفقة "وفاء الأحرار" ليس لهم حج هذا العام والمكرمة فقط لذوي الأسرى داخل سجون الاحتلال"، وتساءل: "هل تكون هذه مكافئتنا؟.. أليس من الواجب تعويض ذوينا بأداء الفريضة بعد أن أبعدنا عنهم قسرا في ظل حرماننا من الخروج"، منوها إلى أنه تواصل مع وزارة غزة التي وعدته بالعمل على حل الإشكالية, وختم: "لن نسامح من حرمنا من أداء الفريضة".

يذكر أن عددا من المحررين قد استنكروا الإجراء غير الأخلاقي لمحمود الهباش -وزير أوقاف رام الله- الذي منعهم من أداء فريضة الحج لهذا العام بعد أن تجهزوا للسفر وكانوا ضمن الأسماء المتفق عليها بين اللجنة المشتركة التي شكلت ما بين وزارتي الأسرى في رام الله وغزة.

واستغرب المحررون هذا التعدي المتكرر والسافر من الهباش وتحكمه الشخصي في ملف الحج, موضحين أن الشروط تنطبق عليهم باعتبار أنهم محررون وأنهم قد سلموا جوازات سفرهم وقاموا بالتطعيم ووداع الأهل لكنهم صعقوا حينما سمعوا الخبر في ساعة متأخرة, مؤكدين أن أسماءهم قد استبدلت بأسماء خاصة بالهباش.

وقد أخذ المحررون على عاتقهم فضح الهباش بكل الطرق والوسائل حتى يعود عن إجرائه الهمجي بحقهم، معتبرين أن سريان المنع سيجلب للهباش أمورا لا يتوقعها مستقبلا، مطالبين الجهات المعنية بالتدخل السريع والعمل على إنهاء الأزمة قبل أن يحدث ما لا يحمد عقباه.

حسابات شخصية

واستهجنت وزارة الأسرى والمحررين في غزة من جانبها تبرير وزارة الأوقاف برام الله استبدال أكثر من ثلاثين اسما من الأسرى والمحررين وأهالي الأسرى في مكرمة خادم الحرمين الشريفين بغير أهالي الأسرى والمحررين، واتهمت الوزارة بغزة وزارة الأوقاف وعلى رأسها الهباش ولجنته بسرقة المكرمة لحسابات شخصية، "وهذا ما يؤكده شخصيات رسمية ومسؤولة في رام الله -تحفظت الوزارة عن الأسماء– بسرقة الهباش من مكرمة خادم الحرمين العام الماضي وكذلك هذا العام".

وأكدت الوزارة أن قرار مجلس الوزراء -برئاسة إسماعيل هنية- كان قد كلف الوزارة بوضع المعايير الخاصة لاختيار 300 اسم من أهالي الأسرى والأسرى المحررين، مبينة أنها شكلت لجنة مهنية ضمت الوزارة في غزة ورام الله ومندوبين عن المؤسسات ذات العلاقة للإشراف على هذه المكرمة الخاصة بالأسرى، "حيث قدمت الوزارة كشفا بـ300 حاج إلى اللجنة المشتركة ووزارة الأوقاف بغزة موقعا من ممثل وزير الأسرى د. عطا الله أبو السبح وكذلك ممثل عيسى قراقع في رام الله".

كما بينت الوزارة أن "الأوقاف" تتلاعب وتمارس الكذب والافتراء، "إذ أعلنت أسماء المستفيدين من المكرمة وتفاجأ بعض أهالي الأسرى والمحررين بعدم وجود جوازات لهم (مفيزة)، وبهذا فلن يتمكنوا من الحج والاستفادة من هذه المكرمة".

اخبار ذات صلة