قائمة الموقع

رغم الألم.. عيد الأطفال بهجة وفرحة

2011-11-07T11:24:53+02:00

الرسالة نت- صابرين العابد

"العيد فرحة، العيد بهجة، العيد لمّة للأحباب"، "أجا العيد وعيدنا ندعي الله يجمعنا، هذا العيد أحلى عيد على المحبة جمّعنا"، مقاطع من أناشيد التقطتها أذن "الرسالة نت" من جموع الأطفال الذين رددوها وهم يلعبون على المراجيح أثناء تجوالها في منتزهات مدينة غزة.

"الرسالة نت" انطلقت في قطارها لرحلة تجواليه تنقل فرحة الأطفال بالعيد رغم القصف والألم، فلفت أنظارنا الأبرياء الصغار بلباسهم النظيف الجميل يلعبون ويركضون، يشترون الحاجيات وينطلقون بابتسامة بريئة تُرسم على شفاههم.

في أول محطة، وقف قطارنا أمام منتزه البلدية لأخذ جولة سريعة، استوقفت "الرسالة نت" الطفلة مرام عيسى –عشرة أعوام- ذات العيون الزرقاوات والشعر الذهبي المنسدل على كتفيها وهي تغني وتركض خلف إخوتها، عبّرت لنا عن فرحتها بالعيد بكلمات بسيطة قائلة: "أحلى عيد في حياتي، بابا طششنا وأخذنا أنا وإخوتي على السندباد والملاهي"، مستدركة: "ما كنا نطش قبل هيك، كان بابا يقلنا بنات جيرانكم أبوهم أسير وما بطشوا".

وفي محطة ثانية، طلبت "الرسالة نت" من محمد سليمان -13 عاماً- أن تأخذ من وقته القليل لتعرف منه شعوره في هذا العيد وهو أول عيد للأسرى المحررين وعوائل الشهداء، فهدّأ فرسه وأوقفها وبعيونٍ لامعة قال: "صحيح عيدنا أحلى مع فرحة أبناء الأسرى، لكن الله يعين أطفال الشهداء".

وقفز عن حصانه فجأة ليأتي لنا بابن جيرانه أسامة قاسم، وقال: "هذا عمه طلع من السجن جديد"، فاستدارت إليه "الرسالة نت" طلباً منه ليعبّر عن سعادته بهذا العيد وعمه محمد بينهم فوصفه بـ"أجمل عيد في حياتي".

وفي محطة المثلجات والبوظة –رغم برودة الجو- حطت "الرسالة نت" على أحد الطاولات التي كانت تجمع أربعةً من الصبية يأكلون البوظة، فجذبها أثناء الحديث كلام الشبل محمد علي -14 عاماً- وبلغة الرجال قال: "رغم تنغيص الاحتلال علينا فرحة العيد بقصفهم إلا أننا صامدون وسننقش البسمة على شفاهنا حتى نرسمها على قبة المسجد الأقصى ونقهر الاحتلال بها".

أما عيون إيهاب طه التي تساقطت منها لآلئ الدمع نقلت لنا صورة الأطفال الذين حُرموا حضن الأب الدافئ في مثل هذه الأيام، وحُرموا أساليب طعم الفرحة لفقدانهم نبع الجنان خلف سجون الاحتلال، وبصوتٍ متحشرجٍ قال: "لم أكن أريد المجيء مع زملائي لأن ابن خالي لم يخرج من السجن ولم يفرح أبناءه بالعيد، إلا أنني تشجعت بالمجيء لأرجع لهم بعلبة بوظة وبراد ألطف بها جوهم".

ويبقى هذا هو حال أطفالنا، حسبما يسير التيار يتجهون معه، ففي الأعياد والأفراح تجد الفرحة مرسومة على شفاههم تعبيراً منهم عن براءتهم وحقهم في التمتع والعيش كما يعيش أطفال العالم.

فيا أيها العيد أشعر أطفالنا وأبناءنا أنهم أمل الزمان الباسم، وينبوع الحياة المنفرج، الذي لا يتدفق عذباً صافياً إلا إذا كان بصفاوة الماء الزكي، وأن هذا الصفاء لن يتم إلا في اكتمال الخلق وطهارة الطبع ونقاوته.

اخبار ذات صلة