قائمة الموقع

حينَ يصيرُ الشّوقُ شهقات المدى

2011-11-10T12:49:04+02:00

شعر : صالح أحمد

صوتي رماديٌّ سحيق

لا شيء يسمعني هنا

الأفق موّالٌ غريب

لا شيءَ يُرجعُه الصّدى

العمرُ يرقُصُ في مساحات الرَّماد

ويَشُدُّني ما كانَ يُمكِنُ أن يَكون

لو أنّني غرّبتُ ألوانَ الجُنونِ عن الجُنون

ومضيتُ للبحرِ الذي لم يُبكِهِ زَبَدٌ...

لِيُبكيه احتراقي في مَخاضَتِهِ سفيرا للظّنون

آهٍ على وجعي؛ احتَرَفتُ غُروبَهُ...

لونًا يُلَقِّنُني صَدايَ، وَيَنتَشي..

ما انفكّت الصّحراءُ عطشى لِغَدي

يا قلبُ خلِّ الأمرَ للهِ.

***

فجري ضَبابيٌّ وحيد

لا قَلبَ يَنبِضُني هنا

لا شيءَ مما كانني سأعيشُهُ

الرّيحُ زَفَّتني ملامِحَ للسّدى

وهناك يتركني الصّباحُ بلا صباح

قلبٌ بقلبِ الرّيحْ = والرّيحُ مجروحَةْ

صوتُ الفراغِ كسيحْ = والآهُ مذبوحة

في العُمقِ عُمقي يصيحْ = فاتَ النّدا روحَه

والصّمتُ في صمتي يُفيق...

يَقتاتُ من جَلَدي

يا قلبُ خلِّ الأمرَ للهِ

***

الصّمتُ يُشقيهِ الصّدى

أنا لهفتي فرَّت إلى ليلٍ؛ وليلي ظلّ يُعييهِ احتضاني

الشّوقُ ساقِيَةُ العَطَش

الشّوق لونُ الرّاحلين إلى تَضاريسِ المُنى

الشّوق أغنيةٌ تُساكِنُ روحنا...

تشقى إذا صرنا نسيج حروفها

يا قلبُ خلِّ الأمرَ للهِ

***

صوتي تَضاريسُ الغَريق

والموجُ يَرحَلُ للمَدى المَرهونِ بي

والآهُ تشرَحُني لصوتٍ سرُّهُ كم ضاقَ بي

هذا المدى لو ضاقَ عنكَ الصوتُ يُصبِحُ هاوية

لا شيءَ في هذا المدى يحتاجُني وأنا غريق

ويَرومُ قلبُ الليلِ نَبضي...

قد يُفيق!

ويفيقُ بي لونُ الأنا

يا قلبُ خلِّ الأمرَ للهِ

***

لا سرَّ في القلبِ الذي اجترَحَ المَواجِعَ كلّها لِيَقِرَّ بي

أنا لم أغِبْ عن لونِ أيامي بليلٍ صارَ منّي

ما أخترتُ يومًا أن اكونَ صدى حكاياتٍ سحيقة

ما اخترتُ صَمتي حينَ زفّتني الرّياحُ إلى مجاهيلِ الوَجَع

ما اخترتُ صوتي حين صِرتُ حكاية البَردِ المعشِّشِ في تَعاريشِ السّراب

إختارني وجعي وساكَنَني خَوايْ

ومضيتُ، لونُ الصّمتِ نافذتي وهجعته صداي

الليلُ يكتبني رحيل اللّونِ عن مرمى مداي

وتصيرُ بي وجعا مراقي وحدتي،

ليفرّ من موج السّدى عبثًا سداي

وأظلّ أرجو الوصلَ من لونٍ يُغايِرُني ويَفزَعُ من رُؤاي

يا قلبُ خلِّ الأمرَ للهِ.

 

اخبار ذات صلة