لا تزال أعداد غفيرة من الفلسطينيين تتدفق نحو السياج الحدودي، الفاصل بين غزة، "وإسرائيل" بمنطقة جنوب القطاع، في تحدي لجيش الاحتلال الذي كان يقتل كل من يقترب منه على بعد مسافة 1500 متر.
وفي الأيام الثلاثة الماضية تدفق مئات الفلسطينيين نحو الشريط الحدودي في منطقة "الفرّاحين" شرق خانيونس، رغم استشهاد شاب وإصابة 19 آخرين صباح الجمعة, في حين شوهد بوضوح جنود الجيش "الإسرائيلي" على الجانب الآخر من السياج.
ونقلاً عن وكالة الأناضول فإن الشرطة الفلسطينية في غزة، لم تفلح في منع الشبان من الاقتراب، نظرا لأعدادهم الكبيرة، ولإصرارهم الشديد على الوصول للمنطقة.
ويبرر السكان الذي يتدفقون على المنطقة تصرفهم، بـ"شوقهم لأراضيهم التي منعوا على مدار سنوات من الاقتراب منها".
وفرضت "إسرائيل" في 28 ديسمبر/ كانون أول عام 2005 منطقة عازلة داخل القطاع، بمحاذاة الشريط الحدودي، وحظرت على الفلسطينيين الاقتراب منها، وتمتد المنطقة العازلة من بلدة بيت حانون شمالا وحتى مدينة رفح جنوبا بطول 41 كم و1500 متر عرضًا.
وقال أحد المواطنين :"بعد النصر الذي حققته المقاومة على "إسرائيل" اشتاقت الناس لأرضها التي حرمها الاحتلال الاقتراب منها منذ 6 سنوات".
وهتف الشبان في ظل وجود الجيش الإسرائيلي: "اضرب اضرب تل أبيب.. اضرب اضرب تل أبيب"، في إشارة إلى إطلاق المقاومة الفلسطينية صواريخ على مدينة "تل أبيب" العاصمة السياسية لـ"إسرائيل".
واستشهد أول أمس الجمعة الشاب أنور قديح (21 عامًـا) وأصيب 19 مواطنـًا بجروح متفاوتة، بعدما أطلقت قوات الجيش الإسرائيلي أعيرة نارية تجاه عشرات المواطنين الذين اقتربوا من السياج الأمني شرق خان يونس جنوب قطاع غزة.
وقال الشاب أحمد أبو دقة، الذي كان شاهدًا على إصابة قديح، :"إن مجموعة من الشبان كانت تقف على مسافة قريبة من الحدود، رافعين شارة النصر، فأطلق الجنود النار صوبهم بشكل عشوائي الأمر الذي أصاب قديح بعيار ناري في الرقبة".
ورفع الشبان الأعلام الفلسطينية وسط هتافات "التكبير والتهليل" بتمكنهم من كسر المنطقة العازلة التي فرضها الجيش الإسرائيلي في السنوات السابقة.
وأضاف شهود عيان أن بعض الشباب اجتازوا بالفعل الحدود لمسافة قصيرة، قبل أن يعودوا أدراجهم.
وأعلنت جمهورية مصر العربية التوصل بشكل رسمي لاتفاق تهدئة بين المقاومة الفلسطينية و"إسرائيل" برعاية مصرية، يدخل حيز التنفيذ ابتداءً من الساعة التاسعة بتوقيت القاهرة مساء الأربعاء الماضي.