الرسالة نت- أيمن الرفاتي
بات قطاع غزة المحاصر قبلة للمنشدين والفرق الفنية الإسلامية, فالعديد من الفرق كانت تسعى في السابق لدعم القضية الفلسطينية بالأناشيد فقط, لكنها في ظل ازدياد عدد القوافل التضامنية باتت تزور غزة لإحياء أول حفلاتها لمن أنشدت لهم طيلة السنوات الماضية.
آخر هذه الفرق الإسلامية كانت فرقة اليرموك الأردنية وفرقة الأقصى الجزائرية والفنان الإسلامي الشهير خيري حاتم, ومن قبلهم طيور الجنة الأردنية الفلسطينية الأصل, والمنشد عبد الفتاح عوينات.
وتجد الفرق الفنية الإسلامية صدىً كبير في غزة لاهتمام الأغلبية العظمى بالفن الإسلامي المقاوم الذي عاشوا معه أصعب اللحظات في الانتفاضتين الاولى والثانية .وعبر خالد مقداد مدير فرقة طيور الجنة التي كانت في باكورة الفرق التي دخلت القطاع عن سعادته بالتفاف أكبر جمهور في تاريخ الفرقة الفني.
قبلة الفن الإسلامي
فرقة اليرموك التي غادرت غزة في آخر أيام عيد الأضحى عبرت عن سعادتها لزيارة القطاع خلال فترة العيد وتقديمها العديد من الحفلات, كان أبرزها في مدينتي بيسان وأصداء الإعلاميتين, بحضور عشرات الالاف من المواطنين.
راشد قشوع رئيس فرقة اليرموك التي اشتهرت بأناشيدها الداعمة لغزة وخاصة في الحرب يقول "للرسالة نت": "وصولنا للقطاع يعبر عن مدى انتمائنا للقضية الفلسطينية ومدى حبنا لها من جانب, ومن جانب آخر غزة كانت طيلة السنوات الماضية مشعل لنا في عملنا وفي أناشيدنا, والكثير من إصداراتنا تتحدث عنها".
وحول مشاركة فرقته في حفلات بالقطاع أضاف :"شاركنا في حفل "أعراس الأحرار" -الذي نظمته شبكة الأقصى الإعلامية وكان معنا فرقتي اليرموك الأردنية, والأقصى الجزائرية، والمنشد خيري حاتم, وشاركنا أيضا في احتفالات في مدينة أصداء جنوب غزة".
وأشار قشوع إلى أن جلوسه وحديثه مع أبناء القطاع واستقبالهم الرائع لهم زاد الحرارة والشوق أكثر لتكرار المجيء في عدة زيارات مقبلة, مؤكداً أنه حفزه لإصدار ألبومات وأناشيد تصف أهل غزة وصمودهم.
وشدد على أن المنشد عندما يعيش المعاناة التي يتغنى بها طيلة سنوات طويلة مضت يكون لديه حافز أكبر كي ينشد المزيد لها وبكلمات وعبارات وبطريقة أقوى, مشيراً إلى أن غزة بات قبلة المنشدين الإسلاميين.
ولفت قشوع إلى أن أغلب الفرق الإسلامية تنشد لفلسطين باعتبارها بوصلة وقبلة بحاجة للدعم بالكلمة التي تعتبر جزء من الجهاد المقدس ضد المحتل الذي يواصل عدوانه على الشعب الفلسطيني الأعزل.
وتابع: "الفن الإسلامي رسالة نوصلها من خلال الكلام المتميز واللحن الملتزم وهذه هي رسالة فرقة اليرموك منذ أن تأسست وهي أن تحافظ على هذا اللون الإسلامي الملتزم الداعم لقضايا الأمة وأهمها قضية فلسطين".
غزة بوابة الأقصى
ويصف العديد من أعضاء فرقة الأقصى الجزائرية غزة بأنها بوابة تحرير المسجد الأقصى, مؤكدين أن صمودها خلال سنوات الحصار والحرب وما تلاها جعلها في عيون جميع الأحرار الطريق الصحيح لتحرير كامل فلسطين.
ويقول المنشد إسماعيل الجوزي من فرقة الأقصى لـ"الرسالة نت" :"الدافع الذي جعلنا نأتي إلى القطاع، هو الشعور بواجب النصرة لغزة, وهي ملهمتنا في أناشيدنا الإسلامية التي نقدمها منذ سنوات طويلة".
وأضاف : "قسماً ستغدو غزة أروع قصة, في الحب تنسي قصة المحروم, كم في ضفائرها الكرام تعلّقت, أوتار قلبي ودموع شجونِ".
ويبين الجوزي أن القطاع سيغدو خلال عدة سنوات بعد انتهاء الحصار عنه, قبلة لكل المنشدين والفانيين, مؤكداً أن أكبر أمنية له أن يأتي لينشد في مدينة القدس وهي محررة من الاحتلال (الإسرائيلي).
شحن روحي
أما المنشد الفلسطيني الكبير خيري حاتم فعبر عن مكانة غزة بالنسبة للفن الإسلامي بأنها المكان الذي يشحن منه المنشدين أفكارهم وهممهم, موضحاً أن العشرات من المنشدين والأصدقاء يحسدونه على زيارته للقطاع.
وقال حاتم :"أضافت الزيارة لي روحا جديدة، فأنا اليوم أكثر شجاعة وقوة وإصرارا واستبشارا بقرب النصر", مضيفاً أنه يستعد لإطلاق ألبوم إنشادي جديد لغزة خلال الفترة المقبلة بحيث يكون مستلهماً من زيارته ومما شاهده من صمود أهل القطاع.
ويضيف :" حينما دخلت غزة ونظرت لها, شعرت بسعادة كبيرة, وعندما لمست ترابها شعرت بنشوة الفرح, فقد أنشدت الكثير لها ولأهلها".
وختم خيري بأنه يخطط لزيارة القطاع في الفترة المقبلة, كي يصور مزيداً من الأناشيد, مؤكداً أنه أتم تصوير أنشودة لغزة, تعرض خلال الفترة المقبلة.
أشعار جديدة
وسبق حاتم المنشد الفلسطيني عبد الفتاح عوينات الذي شارك في مهرجان الوفاء للأحرار والذي كان بمناسبة إتمام صفقة تبادل الأسرى مع (إسرائيل) وإنتصار المقاومة الفلسطينية, وقد أكد حينها أن أجواء غزة توحي إليه بكتابة أشعار جديدة للأناشيد.
لافتا إلى أن كل أناشيده التي أداها في وقت سابق تلامس واقع غزة الأليم في الحصار والمقاومة، مستدركاَ " لكن زيارتي مازالت حلما لم أستيقظ منه بعد".
وأشار عوينات إلى أن غزة دائمة الحضور بداخله ولها مكانة عظيمة في قلبه، وقال: "أول مرة التقي أهل القطاع الذين غنيت لهم سواء كانوا شهداء أو إحياء او أسرى(..) دائما غزة في جدول أعمالي سواء كنت داخلها أو خارجها".