قائمة الموقع

حروق من الدرجة الثالثة تجعل المرايا عدوا لدودا لـ"شمس"

2009-12-08T18:51:00+02:00
الطفلة شمس مع والدها

شمال غزة/ كمال عليان  

لم تكن تتخيل "شمس نعيم سالم" (4 أعوام) أن الحروق التي تعرضت لها في أجزاء مختلفة من جسمها، ستجعلها عاجزة عن العيش الكريم كما يعيش أطفال العالم، ناهيك عن مشاعرها حين تنظر في المرآة فترى وجهها الذي التهمت النيران أجزاء بارزة منه، وشوهت فيه ما شوهت، حتى غدت المرايا وكأنها العدو اللدود الذي تتجنب النظر فيه.

تروي هنية سالم "والدة الطفلة شمس" قصة تعرض ابنتها لحروق من الدرجة الثالثة، بلغة موغلة في الحزن (...) تقول: " أصيبت شمس عندما كانت جالسة بجواري في المطبخ وأنا أعد طعام الغذاء لأخوتها على "بابور الكاز"، نظرا لأزمة الغاز التي كانت في القطاع، حيث قام أحد أخوتها الصغار في تلك اللحظة بالحراك والاصطدام بالبابور، فما كان من السيرج المغلي في تلك الأثناء إلا أن التهم الطفلة شمس بسرعة البرق".

وتشير التقارير الطبية التي بحوزة "عائلة شمس" أنها تعاني من حروق في رقبتها ويديها وأجزاء أخرى من جسدها من الدرجة الثالثة، وهي بحاجة ماسة إلى عدة عمليات تمديد وترميم وتجميل، تجريها على مدى سنتين، بحيث تخضع كل 3 أشهر لعملية تقدر تكلفة إجرائها بنحو 60 ألف شيكل.

المبالغ الباهظة المشار إليها لا يستطيع رب الأسرة تأمين شيء منها، لكونه لا يعمل منذ أن أغلقت (إسرائيل) معبر بيت حانون حيث كان يعمل هناك في مهنة الخياطة. وأن المبلغ الذي يحصل عليه من الشئون الاجتماعية لا تكفيه هو وعائلته لتأمين أساسياتهم المعيشية.

ويعيش أبو لطفي (والد شمس) في منزل والده، وله من الأبناء ثمانية، وتعد الطفلة شمس البنت الوحيدة له.

ولا تقتصر رحلة معاناة أبو لطفي عند ذلك الحد، فافتقاره للتأمين الصحي زاد من تعقيد الأمر، هذا إذا ما افترضنا أن التأمينات الصحية يمكن أن تغطي كلف عمليات من هذا النوع.

وفي المحصلة فإن أبو لطفي يتخبط يمينا ويسارا من أجل توفير ما أمكنه من نقود قليلة تخفف من حدة ألم ابنته الصغيرة.

ويناشد أبو لطفي أهل الخير بأن يمدوا له يد العون والمساعدة في "مصيبته"، ويعينوه على إنقاذ طفلته وثمانية أرواح في عنقه.

 

اخبار ذات صلة