رامي خريس
تبشر الأمطار الغزيرة التي هطلت على الأراضي الفلسطينية خلال الأيام الماضية بخير قادم لاسيما أنها الأعلى منذ ست سنوات كما قالت مصادر في هيئة الأرصاد الجوية.
ويرتبط هطول الأمطار في الأذهان ببشارات الخير دائماً ، فماؤه يروي المزروعات ويبشر بموسم حصاد وفير.
وهذا العام بالتحديد أثمر العديد من النتائج وجاء بالكثير من البشريات فقد بدأ بالربيع العربي والثورات على الأنظمة الديكتاتورية التي حققت نجاحاً في تونس ومصر وليبيا ، وبلدان أخرى على الطريق ، وتلا ذلك الافراج عن المئات من أسرى (المؤبدات) في إطار صفقة التبادل.
دوافع
والفلسطينيون الذين استبشروا بغزارة الأمطار ينتظرون هذه الأيام حصاد اللقاء المرتقب بين رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ورئيس السلطة محمود عباس المقرر عقده في القاهرة خلال الأسبوع القادم ويتوقعون منه اختراقاً حقيقياً في ملف المصالحة الذي جرى التوقيع على اتفاق بشأنها مطلع مايو- آيار الماضي ، ولم يجر تنفيذه بسبب رغبة رئيس السلطة على ما يبدو في استكمال مهمة طلب الاعتراف بدولة فلسطينية من الأمم المتحدة وهو ما يعرف بـ(استحقاق أيلول) ، وأهمل في حينه تنفيذ بنود الاتفاق خشية من أن يؤثر على نتائج مهمته التي فشل فيها.
وبما أن خيار التوجه للأمم المتحدة والدولة (الوهمية) لم يتحقق لا يوجد الآن بُد من سلوك طريق المصالحة ومن هنا كانت آراء العديد من المراقبين تشير إلى وجود دوافع قوية يمكنها دعم انجاح اللقاء المرتقب بين مشعل – عباس.
تصريحات مشجعة
ولم تكن الدوافع وحدها التي تشير إلى امكانية تحقيق شيء ما فالتصريحات التي أطلقها عدد من قادة الحركتين (حماس وفتح) تسير في هذا الاتجاه ، وعبرت جميعها عن رغبة في تجاوز العقبات التي تعترض تنفيذ اتفاق المصالحة ومن أهمها ما قيل ان حركة فتح ورئيسها محمود عباس قد تخلوا عن تمسكهم بسلام فياض رئيساً لحكومة التوافق وهو المطلب الذي يقف حائلاً في نفيذ أولى استحقاقات الاتفاق ، بل إن عضو القيادة السياسية لحركة حماس د.صلاح البردويل قال امس الأول في تصريح لموقع الرسالة نت أنه تم تجاوز كل العقبات التي كانت تعرقل انجاز المصالحة الداخلية والاتفاق على حكومة الوحدة الانتقالية مع حركة فتح عدا ملف واحد.
والملف يتعلق بالأجهزة الأمنية وطريقة تشكيلها بل إن بعض المصادر قالت أن هناك توافقاً حول كيفية تجاوز الموضوع الأمني إلا أن ممارسات الأجهزة الامنية في الضفة الغربية هي التي قد تفجر الاوضاع من جديد فالاعتقالات هناك مستمرة.
على أية حال فإن الأمل كبير في تحقيق بشرى جديدة من بشريات هذا العام ، وما هي إلا أيام قليلة ، وتكون نتائج لقاء مشعل – عباس قد أصبحت معلومة وحينها سنعرف هل تحقق الاختراق أم لا؟