قائمة الموقع

مقال: هل إله مع الله

2011-11-24T06:57:59+02:00

بقلم: م. كنعان سعيد عبيد

ربما يتعود أحدنا على نمط واحد من رواتب القول لا يحيد عنها إلا قليل، ولم أكن من ذوي الحظ الموفور في كتابة ما يلزم له تأصيلاً شرعياً من الكتابات الإسلامية، وليس مثلي من يُزاحم أصحاب هذا المقام من السادة العلماء ولكنها سورة النمل في القرءان العظيم أثلجت صدري في معان غير التي تؤلمني في عالم السياسة حين تَصَّدرت في روع الناس أميركا كإله رازق مدبر لا يعزب عنها مثقال ذرة في الأرض ولا على سطح القمر.

حين لم تَخلُ حلقة أو جولة من جولات الحديث في السياسة إلا كانت أمريكا الحاضر كمدبر الأمر، الفعال لما يريد، حتى ظن الناس في الثورات العربية ظن المؤامرات المدبَّرة كفوضى خلاقة من سنن كونداليزا رايس وأصبحوا يستشرفون المستقبل من نبوءات تصريحات الناطق باسم البيت الأبيض وظنوا بالله الظنونا, كما وغابت عن علماء العقيدة فتاوى الشرك السياسي والاقتصادي والزراعي وسكتوا عن نفي ربوبية أمريكا كمعين حين تحدثوا عن شرك الاستعانة بأصحاب القبور.

والمراقب بعقيدة المسلم لأميركا يجد فيها التي لا تملك لنفسها ضراً ولا نفعاً والمتسولة فقراً بديونها التي فاقت أموال الدنيا ويرى فيها الظالم المملى له من الله ليأخذه ولا يفلته ويجد في نفسه حسن ظن بآيات الله (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ( و (كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ(.

والمتتبع لسورة النمل يجد الهدهد ينكر أن تكون الشمس بعظمتها إله غذاء عالمي وأمني مع الله الذي يخرج الخبء في السماء والأرض ويعلم ما في السماوات والأرض ويرى النملة تحسن الظن بلطف نبي الله سليمان عليه السلام ألا يؤذيها بعلمه ويقرأ ( وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى(.

ويرى في السورة مصير ثمود التي استعجلت السيئة قبل الحسنة ومصير من قالوا بإخراج أناس يتطهرون من قريتهم.

ويقرأ في السورة (أإلهٌ مَعَ اللَّهِ( أربع مرات إنكارا لأية إلوهية مع الله لا إله زراعة وري مع الله ينزل الماء وينبت الزرع، ولا إله زلازل وبراكين مع الله يجعل الأرض قراراً وجعل فيها أنهاراً, ولا إله مع الله يجيب المضطر ويُرشد للسبيل.

منطلقات وجبت على كل مسلم (آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ(

تلك هي التربية الإسلامية السياسية العسكرية والمدنية وجب تعلمها ووجب على الحركات الإسلامية التي تتصدر العمل في أن تنتهجها غير بعيد عن الآية (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ( ولهم في حماس وغزة ذلك النموذج الذي لم يخش الناس حين قيل إن الناس قد جمعوا لهم وكانوا الفئة المؤمنة القليلة التي غلبت الفئة الكثيرة وهم من أتاهم رزق الله والناس من كل فج عميق وهم من أجابوا ب(لَا إله إِلَّا اللَّهُ( حين سئلوا هل إله مع الله.

 

اخبار ذات صلة