قائمة الموقع

مقال: هوية الإسلام الفائز

2011-11-27T09:24:09+02:00

مازن حماد   

يدفع الغرب ومعه (إسرائيل) هذه الأيام ثمن سياسة مزمنة قضوها في محاربة الإسلاميين ومصادرة مكتسباتهم كما حدث مع الجزائر وحركة حماس الفلسطينية. لكن من حسن الحظ ــ حظ الغرب وإسرائيل ــ أن فوز الأحزاب الإسلامية الذي يتوالى واحداً تلو الآخر، هو فوز يتناول أحزاباً ليست مبنية على أسس متطرفة ولا تشرب إسلام تنظيم القاعدة على سبيل المثال، وإنما تستوحي في معظمها الإسلام التركي المعتدل الذي لا يعتبر الإسلام ديناً فحسب، بل مظلة ثقافية عمرها ألفية ونصف.

وكان الفوز الأخير هو تصدر حزب العدالة والتنمية الإسلامي للانتخابات المغربية مما يلزم الملك محمد السادس حسب الإصلاحات الدستورية الأخيرة، باختيار رئيس الحكومة من شخصيات الحزب الفائز بالمرتبة الأولى.

وما يجب لفت أنظار العالم إليه أن فوز الإسلاميين المعتدلين أصبح ظاهرة مرافقة للربيع العربي وناتجاً عن تطوراته وتداعياته. ففي تونس تصدر حزب النهضة الإسلامي الانتخابات، وفي مصر أثبت الإخوان المسلمون أنهم الجماعة الأقوى وإن كانوا لا يتطلعون إلى الحكم في المرحلة الحالية.

أما في ليبيا فقد ظهر التيار الإسلامي خلال الثورة على القذافي وشارك في الحكومة الجديدة. وفي سوريا هناك حزب إخواني قوي له نصيب لا يستهان به في حكم سوريا المستقبل. وفي الأردن هناك حزب إخواني له حصة كبيرة في الشارع.

نتذكر ونحن نقرأ الخريطة الانتخابية الإسلامية في الشرق الأوسط وكذلك في دول الخليج التي يتميز شارعها هو الآخر بالتطلعات الإسلامية المعتدلة، الرؤية الإسرائيلية القلقة والمتشائمة التي عبر عنها أكثر من محلل إسرائيلي حين قال إن أشد ما تخشاه الدولة العبرية أن تقع المنطقة في قبضة الحكم الإسلامي. لكن مشكلة هذه الرؤية أنها تعتبر كافة ألوان الطيف الإسلامي حتى لو كان من اللون التركي، على أنها أطياف متطرفة، أو ستتجه إلى التطرف مع مرور الوقت.

لنترك الإسرائيليين لهواجسهم وحساباتهم الخاصة، ولندافع في الوقت ذاته عن الإسلام المعتدل الذي يبدو أنه يحقق الانتصارات المتتالية في الثورات والانتفاضات الحالية. أما تحول المعتدل إلى متطرف فيعتمد إلى حد كبير على الطريقة التي سيتعامل فيها الغرب وإسرائيل مع الإسلام الفائز في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

اخبار ذات صلة