قائمة الموقع

محللون: حماس "نهج مقاوم" لا تسقطه كل الخيارات

2011-11-27T16:48:06+02:00

فايز أيوب الشيخ                    

غلب الإطار السياسي على اللقاء الذي جرى الخميس الماضي في القاهرة بين خالد مشعل -رئيس المكتب السياسي لحركة حماس- ورئيس السلطة محمود عباس حتى تكهن البعض بأن التوافق جاء على حساب أن تسقط حماس خيارها الاستراتيجي "المقاومة المسلحة" باعتبار أنه سبيل للتحرير.

وكانت صحيفة "القدس العربي" قد نقلت عمّن زعمت أنه مصدر فلسطيني أن حماس تبنت خيار المقاومة الشعبية بعيداً عن العمل المسلح والتزمت بالحفاظ على التهدئة في الضفة الغربية وقطاع غزة.

بيد أن حركة حماس -على لسان عضو المكتب السياسي للحركة صلاح البردويل- نفت ما أوردته الصحيفة، وأكدت عدم تخليها عن نهج الكفاح المسلح.

وقال البردويل لـ"الرسالة نت": "النهج السياسي والمقاوم لحماس قاعدة ثابتة لا يمكن تغييرها، والحديث عن تخليها عن مقاومة الاحتلال لا أساس له من الصحة".

وأضاف أن التوافق مع حركة فتح على المقاومة الشعبية المشتركة لا يعني إطلاقا استبعاد الكفاح المسلح، وتابع: "المقاومة بأنواعها حق مشروع للشعب الفلسطيني طالما أن وطنه محتل".

وأوضح البردويل أن المقاومة المسلحة ستستمر ما دام الاحتلال موجودا، "لأن من حق الفلسطينيين الرد على الجرائم (الإسرائيلية) بكل الطرق المتاحة"، وفق تأكيده.

لكل مرحلة وضعها النضالي

المحلل السياسي أسعد أبو شرخ عبر عن اعتقاده بأن حركة حماس لا يمكنها أن تتخلى عن خيارها الاستراتيجي الذي خاضته وتحملت تبعاته في أصعب الظروف، وقال: "من يعتقد أن حماس يمكن أن تتعهد لأحد بنزع الكفاح المسلح من حساباتها فهو مخطئ إلى حد بعيد".

وأضاف: "هناك فرق بين أن تقول حماس إنها تؤمن بالمقاومة الشعبية وتساهم فيها وبين أن يفهم البعض قولها على أنه تخلّ عن المقاومة المسلحة"، معتبرا أن الاحتلال استخدم كل أساليب الحصار والقوة العسكرية وحرب الإبادة والمجازر مع الشعب الفلسطيني.. "غير أنه مع كل عدوان كان يلاقي مقاومة مسلحة تردعه".

وأشار أبو شرخ لـ"الرسالة نت" إلى أن لكل مرحلة من المراحل شكلها النضالي، موضحا أن هناك مرحلة ما تتطلب العمل الدبلوماسي أو المقاطعة والعمل الشعبي.. "في حين أن مرحلة أخرى تتطلب الكفاح المسلح والمقاومة العنيدة".

وأكد أن ثقافة المقاومة موجودة وستبقى في أجندة الشعب الفلسطيني.. "غير أنه ما يمكن أن يجري في المرحلة المقبلة هو ترتيب الأولويات وفق الإمكانات والأجواء العربية والدولية المحيطة".

ورأى أبو شرخ أن الفترة الحالية بحاجة إلى العمل الشعبي القائم على مقاطعة (إسرائيل) وفضح ممارساتها عالميا من أجل سحب الاستثمارات منها والمطالبة بمحاكمة قادتها كمجرمين، لافتًا إلى أن هذا الأمر لا يكون إلا بوقف التنسيق الأمني نهائيا وتنشيط حملة إعلامية دولية ضد الاحتلال.. "وباستقدام الوفود من الخارج إلى الضفة وغزة وبما في ذلك سفن كسر الحصار".

وعبر المحلل السياسي عن اعتقاده بأن التوافق السياسي الذي جرى بين حركتي حماس وفتح في القاهرة سيدفع الجميع إلى الإيمان بالمقاومة المسلحة وبخاصة تنظيم فتح.. "بعد أن أخفق خيار التسوية على مدى الأعوام السابقة".

التهدئة عامل مساعد

الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل رأى من ناحيته أنه لا حركة حماس -ولا غيرها من الفصائل الأخرى- تستطيع أن تتخلى عن خيار المقاومة كحق من حقوق الشعب الفلسطيني، لافتا إلى أن الأمم المتحدة تعطي الحق للشعب المحتل في أن يقاوم الاحتلال بكل الوسائل.. "بما في ذلك الكفاح المسلح".

وأشار إلى أن القضية تتركز في أن هناك أنواعا للنضال تتغير وفق الظروف التي تدفع بها كأولوية للشعب الفلسطيني.. قائلا "في كل ظرف نجد أنفسنا أمام نوع يتقدم عن الأنواع الأخرى"، مؤكدا أن الأولوية الآن للمصالحة الوطنية.

وأضاف عوكل في حديث لـ"الرسالة نت": "من العقل أن يتفق الفلسطينيون على تصعيد النضال الشعبي والسلمي لأنه مقبول ويجاري الوضع العربي والدولي ويؤثر على (إسرائيل) أكثر من أي وضع آخر"، منوها إلى أن الاحتلال في الوقت الراهن يدفع باتجاه التصعيد وجر غزة والضفة إلى التصادم العسكري لتبرير عدوانه على الشعب الفلسطيني.

وعبر عن اعتقاده بأن التهدئة مع الاحتلال -سواء في الضفة أو غزة- عامل مساعد لترتيب البيت الفلسطيني وتطبيق المصالحة الوطنية، مشددا على أنه بذلك يفوت الفرصة على الاحتلال وينزع منه ذرائع شن الحرب.. "علما بأن (إسرائيل) على استعداد لأن تشتري الحروب لأنها تعاني من أزمة داخلية"، على حد تعبيره.

توافق على إدارة المرحلة

أما الكاتب والمحلل للشأن (الإسرائيلي) محمد مصلح فقد شكك في إمكانية أن تتعهد حركة حماس -بأي حال من الأحوال- بالتخلي عن الكفاح المسلح، منوها إلى أن هذا لا يمنع أن تلزم المصالحة الوطنية كلا الجانبين بتنازلات لإنجازها.

واستدرك مصلح قائلا: "ليس من العقلانية الاعتقاد بأن عباس ينقلب انقلابا جذريا على مفهوم المفاوضات ويتجه إلى المقاومة المسلحة، كما إنه ليس هناك انقلاب في منهجية حماس بالتوجه إلى المفاوضات والتخلي عن المقاومة لأن ذلك ليس في قاموسها، وهذا له تبعات صعبة على الصعيدين الداخلي والخارجي".

وأضاف في حديثه لـ"الرسالة نت": "هناك نوع من التوافق بين موقف الطرفين على إدارة المرحلة الحالية لأن كلاهما بحاجة إلى موقف الآخر وبخاصة أن عباس بحاجة إلى فرصة في إطار ما يسمى التهدئة وهذا لا يعني أن هناك تخليا من حماس عن المقاومة والكفاح المسلح".

اخبار ذات صلة