قائد الطوفان قائد الطوفان

حماس في الضفة.. تحت حراب السلطة ونار الاحتلال

الضفة الغربية – لمراسلنا الخاص

 

لم يكن احمد يتصور في يوم من الأيام انه سيتمنى لو بقي أسيرا لدى الاحتلال سنوات أخرى، على أن يخرج ويلاقي ما لاقاه من تعذيب وإهانة من أبناء جلدته في سجون السلطة في الضفة الغربية.

 

ويقول أحمد الذي خسر من وزنه الكثير خلال فترة اعتقاله الأخيرة "للرسالة" بعد ان التقت به في إحدى القرى في الضفة الغربية فور خروجه:"فرحتي عند الخروج من سجن السلطة بعد أسبوع واحد من الاعتقال، ضاهت فرحتي بالإفراج من سجون الاحتلال بعد 3 سنوات ونصف".

 

ويضيف:"قد تستغربون ما أقوله.. لكن كل من دخل سجون السلطة ورأى الجحيم الذي يعيشه أبناء حركة حماس فيها أثناء التعذيب.. سيقول أكثر من ذلك أيضا، لقد كانت الأيام القليلة هذه كالسنوات بالنسبة لي..مرت علي أيام تمنيت الموت فيها".

 

وكان أحمد قد اعتقل لدى الاحتلال لمدة ثلاثة سنوات ونصف.. بتهمة الانتماء لكتائب القسام والتخطيط لتنفيذ عملية استشهادية، إلا أنه أكد لنا أن تلك السنوات كانت أرحم بالنسبة له من الأسبوع الذي قضاه داخل مراكز التحقيق التابعة لعباس.. والتي يأتمر المحققون فيها بأوامر الجنرال الأمريكي دايتون.

 

ويضيف والألم يعتصر بداخله: "كنت وأخوتي المعتقلين لا نعرف من أين يأتينا الضرب.. أصوات الأخوة وهم يضربون كانت أقسى على نفسي من أن أكون أنا الذي أضرب.. فهم يعتمدون أساليب الضغط النفسي علينا.. ويتعمدون ضربنا في مناطق حساسة من أجسادنا".

 

ويشير:"الضرب والتعذيب كان يبدأ من بعد صلاة العشاء إلى أذان الفجر.. ضرب جنوني.. وإهانات وألفاظ نابية بحق قادتنا ورموز الحركة الإسلامية وحتى الشهداء منهم، كان الضرب يتركز على الرأس، والأيدي، حيث يستخدمون "برابيش" سميكة، أو أسلاك كهرباء "كيبلات" سميكة أيضا ويتم ضربنا بها على الأيدي، أو على الأرجل "فلقة"، فهم يتفننوا في طريقة التعذيب".

 

ويضيف:"كان بعض الأخوة يبقى مشبوحا أيام متواصلة.. لا يتم فكه الا لقضاء الحاجة أو الصلاة لدقائق قليلة جدا، وفي بعض الأوقات لا يسمح له بقضاء حاجته، حيث أن هناك أخا بقي مقيدا على كرسي لوحده في غرفة، وبقي على هذه الحال دون السماح له بقضاء حاجته لمدة ثلاثة أيام..فلم يكونوا يسمعوا أو يأبهوا بطلبه بالذهاب إلى الحمام، وكانوا يقولون له "اعملها على حالك".. إلى أن قضى حاجته على نفسه رغما عنه، أثناء تأديته صلاته بعينيه وهو مقيد، بسب الآلام الشديدة التي لحقت به طوال ثلاثة أيام.. وما كان من المحققين الحاقدين إلا أن سخروا منه عندما رأوه بهذه الحالة.. فحسبنا الله ونعم الوكيل".

 

قصص تقشعر لها الأبدان.. ويشيب منها المرء عن سماعها، فهذا حقا ما يحدث في سجون عباس الذي يتباكى على المصالحة ليل نهار.. فقد تدمع العيون ويدمى القلب لهول ما يلاقيه خيرة شباب الضفة  المحتلة على أيدي الحاقدين من أبناء جلدتهم، الذين باعوا ضمائرهم رخيصة في سبيل إرضاء الاحتلال وزعيمهم دايتون، الذي يتسابقون لإرضائه.

 

ولا ينتهي مسلسل المعاناة هنا.. فالاحتلال يقف بالمرصاد أمام غالبية من يطلق سراحهم من سجون عباس.. لتبدأ رحلة معاناة أخرى.. لكنها قد تكون أهون عليهم مما رأوه في زنازين أجهزة عباس.

 

البث المباشر