بسيسو: تمتلك قوة عسكرية تؤهلها لصد لأية ضربة
الصواف: ستقود المشروع الوطني في المرحلة المقبلة
عوكل: المصالحة مقدمة لانجازات الحركة على الساحة
الرسالة نت مها شهوان
أكد محللون سياسيون أن حركة حماس بعد مرور 22 عاما على انطلاقتها ستكون هي سيدة المرحلة التي تمثل من خلالها الشعب الفلسطيني أمام كافة المحافل الدولية, وذلك بعد الفشل الذي حققته سابقتها حركة فتح في المفاوضات.ويرى المحللون أن الانقسام السياسي من ابرز الأسباب التي حالت دون تحقيق حركة حماس لعدد من الملفات لاسيما المصالحة والتهدئة .
النظام الإقليمي
وفي هذا السياق يرى المحلل السياسي د. ناجي شراب أن حركة حماس منذ انطلاقتها الـ21 باتت تمثل الصمود والتحدي لاسيما فيما أدته في حربها الأخيرة على القطاع ، مؤكدا أنها خرجت أكثر تحديا وحضورا على المستويين الإقليمي والدولي وهذا من الفوارق السياسية الكبيرة للحركة .
وأشار شراب إلى أن ما يبرز الصمود والتحدي للحركة هو محاولتها التغلب على الحصار بشتى الطرق.
وأضاف : هناك انجازات داخلية حققتها حركة حماس في ظل الحصار لا يمكن إنكارها وان كانت محدودة كمظاهر الانفتاح على مستوى الحوارات الرسمية وغير الرسمية ، بالإضافة لزيارة بعض الوفود الأوروبية التي تعتبر مظهر من مظاهر الاعتراف بحركة حماس.
في حين أكد المحلل السياسي مؤمن بسيسو أن حركة حماس في عامها الأخير كانت أكثر نضجا وتلاحما مع الواقع الفلسطيني بجوانبه السياسية والاجتماعية ، لافتا إلى أنها كانت الأكثر قدرة على إدارة متطلبات الواقع الراهن بكل تفاصيله.
وعلى صعيد النضج السياسي ذكر أن حركة حماس أصبحت تمتلك عمقا سياسيا كافيا يؤهلها للتعاطي مع كافة القضايا السياسية والوطنية ،موضحا أن لديها القدرة الكاملة على التعاطي مع النظام الإقليمي والدولي الذي يعادي وجودها السياسي على الأرض الفلسطينية ويحاول إفشال تجربتها الحاكمة في قطاع غزة.
ويضيف بسيسو :"يبدو واضحا قدرة حماس على استخدام أسلوب المناورة السياسية في تعاملها مع كافة المستجدات مما يشكل تطورا سياسيا لافتا يضاف لرصيد الحركة الحافل خلال مسيرتها الطويلة "،مشيرا إلى أن الحركة باتت تسوق لبرنامج سياسي وطني فعال في ظل المشاريع والأطروحات السياسية على الساحة الفلسطينية.
واعتبر بسيسو أن الحركة على الصعيد العسكري استطاعت أن تلملم جراحاتها وتستخلص العبر من الحرب الإسرائيلية التي شنت على القطاع أواخر العام الماضي، مشيرا إلى انه وفقا للتقارير الصادرة عن أكثر من مصدر إسرائيلي فان حركة حماس تمتلك قوة عسكرية رفيعة المستوى تؤهلها لصد أية ضربة إسرائيلية جديدة ضد الشعب الفلسطيني في القطاع.
من جانبه أشار الصحافي والمحلل السياسي مصطفى الصواف إلى أن حركة حماس ثبتت على مواقفها حتى اللحظة وهذا ما أثبتته الأيام والمواقف المختلفة من النواحي السياسية، مضيفا أن الحركة أيضا أثبتت بجدارة تحديها للاحتلال من خلال مواجهتها للعدوان الأخير .
وأضاف الصواف: الحركة استطاعت أن تحسن المعاملة مع الشعب الفلسطيني في القطاع ،لاسيما وأنها حفظت أمنه ومستلزمات الحياة فيه رغم الحصار من قبل الاحتلال والأطراف الإقليمية الأخرى.
أطراف مشتركة
وحول عجز الحركة عن تحقيق بعض الملفات التي كانت قد وعدت بإنهائها قال الصواف :" حماس ليست الطرف الوحيد في عدم تحقيق تلك الملفات ولا تتحمل وحدها مسئولية التعطيل،وهي على جاهزية لإنهاء حالة الانقسام"،مشيرا إلى أنها أعادت الحياة لتلك الملفات لاسيما ملف المصالحة وكان ذلك واضحا خلال شهر رمضان بعد أن أماتته بعض الأطراف الفلسطينية.
وأكد الصواف على أن من يعيق ملف شاليط هو الجانب الإسرائيلي وذلك باعتراف من الوسيطن الألماني ووزير الخارجية المصري احمد أبو الغيط ، مبينا أن حماس أعطت كل مرونة في هذا الأمر لإنهائه.
من جهته تحدث المحلل السياسي طلال عوكل أن حالة الانقسام السياسي الذي تشهده الساحة الفلسطينية هو من أعاق انجاز بعض الملفات ،معتبرا أن الفصائل الفلسطينية لم تعد تحقق أي تقدم على المستوى الشعبي بما فيها حركتا فتح وحماس.
وأوضح عوكل بان الجمهور بدا يعتقد أن هذه الفصائل هي المسئولة عن الانقسام والحال السيئ الذي بلغه الحال الفلسطيني،مبينا أن هناك أطرافا مشتركة أيضا كمصر و"إسرائيل" حالت دون تحقيق ملف المصالحة وإنهاء الحصار المفروض على القطاع.
وقال المحلل بسيسو :"حكومة فياض وحركة فتح يحرضون العالم على حركة حماس باستمرار محاولين بكل جهدهم التخريب عليها من اجل منعها من تحقيق أي انجاز وطني.
وأوضح بسيسو أن الإدارة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي ومن لف لفهم يفرضون الاشتراطات السياسية على حركة حماس محاولين إفقادها مبرر وجودها ومضمونها السياسي، معتبرا ذلك أسباب موضوعية خارجة عن سياق قدرة وإرادة الحركة حال دون قيامها ببلوغ انجازات صارخة كما كان يتوقع العديد من أبناء الشعب .
في الوقت ذاته اتفق شراب مع سابقيه بان عدم انجاز أي ملف من الملفات المطروحة يرجع إلى الانقسام السياسي والضغوطات الإقليمية والدولية والإسرائيلية التي تمارس على ارض الواقع، بالإضافة إلى عوامل متعلقة بالحركة ذاتها في إعادة التدقيق والمراجعة والمصالحة.
ويذهب شراب إلى أن حركة حماس انتقلت من مرحلة الحكم إلى مرحلة اللاحكم وهي تحتاج إلى مراجعة سياسية كبيرة وهي تعيش الآن هذه المرحلة،مشيرا إلى أن أمامها الآن طريق طويل من الانجازات الداخلية والخارجية كالمصالحة وإنهاء ملف الانقسام الفلسطيني .
سيدة المرحلة
وحول ما إذا كانت هناك علاقة للحشد الجماهيري الذي كان واضحا في انطلاقة الحركة الـ21 والعدوان على غزة قال د. شراب" ليس هناك علاقة مباشرة بين الحرب والاحتفال الجماهيري الأخير ،فالحرب كان مخطط لها وكان هدفها إضعاف حركة حماس ".
وأكد على أن حركة حماس أصبح لها قاعدة جماهيرية كبيرة تتراوح تقريبا مابين 25 – 30% من نسبة الشعب الفلسطيني ، معتبرها نسبة كبيرة تؤهل حماس لتشارك ويكون لها دور كبير في المنظومة السياسية.
وأضاف د.شراب إلى أن حركة حماس تجاوزت مرحلة الشعبية ،مؤكدا على أن قوة حماس من قوة المنظومة الفلسطينية والعكس.
أما بسيسو فأوضح أن التأييد الشعبي الذي تحوزه حركة حماس يرتفع باستمرار رغم كافة أشكال وأدوات الحصار القاسي المفروض على القطاع، ومشيرا إلى أن أية حرب أو ضربة إسرائيلية تشن على القطاع ستساهم في رفع الأسهم الجماهيرية للحركة.
في حين أكد المحلل السياسي عوكل على أن ما قامت به "إسرائيل" من عدوان على القطاع لم يكن بسبب شعبية حماس في انطلاقتها الـ21 ،مشيرا إلى أن مبررات الحرب كانت أمنية بالنسبة لـ"إسرائيل" ولها علاقة بالتوجيهات الإسرائيلية العدوانية على مستوى الإقليم.
و يرى عوكل أن الانجازات المتوقعة من حماس في المرحلة المقبلة مرهونة بتوقيع اتفاق المصالحة وبدء العمل من اجل إنهاء الانقسام السياسي، مؤكدا أن ملف المصالحة هو المقدمة لتحقيق الانجازات على الساحة الفلسطينية.
وحول ذلك قال الصواف :"الحركة بعد انطلاقتها الـ22 هي من ستقود المشروع الوطني الفلسطيني في المستقبل بعد كافة المشاريع التي فشلت فيها حركة فتح كمشروع المفاوضات والتسوية السياسية، وستكون سيدة المرحلة لقيادة الشعب الفلسطيني أمام كافة المحافل الدولية "،مشيرا إلى أن ذلك كان باعتراف المسئولين الفتحاويين أنفسهم ، بالإضافة لعدم ترشيح عباس للانتخابات بسبب تعنت إسرائيل تجاه مواقفها.
التحديات المقبلة
ويرى د.شراب بان على حركة حماس في الفترة المقبلة إعادة بناء المنظومة السياسية بما يحقق الثوابت الوطنية مما يمكن من إقامة نظام سياسي بأكمله، بالإضافة لملف التعامل مع الاحتلال وإنهاءه وتفعيل خيار المقاومة.
ودعا حركة حماس للانفتاح على العالم الدولي والإقليمي ، مضيفا انه لابد أن يكون لها دور فاعل إقليمي جديد في المنظومة العربية .
في حين ذكر بسيسو أن من المهام المتوقع أن تنجزها حركة حماس خلال المرحلة المقبلة هو أن تستمر مساعي الحركة من اجل انجاز المصالحة الوطنية واستعادة التوافق الداخلي، بالإضافة لاستمرار حملتها الاجتماعية وان تمضي قدما في التلاحم مع معاناة والآم الجماهير لاسيما في القطاع ومحاولة التخفيف عنهم بقدر المستطاع.
وقال بسيسو:"على حركة حماس أن تتقدم بمشروع سياسي ووحدوي تحاول من خلاله إحداث اتفاق سياسي وطني يرتكز على تحقيق إستراتيجية عمل وطني متفق عليه يشمل مختلف القوى الوطنية والشرائح الاجتماعية المختلفة "، داعيا الحركة أن تستعيد قوتها العسكرية من اجل المواجهة لأي طارئ لان الاحتلال لا يؤمن غدره وان الواقع الفلسطيني ليس بمأمن من شن أية مغامرة إسرائيلية حمقاء خلال الأشهر المقبلة.