قائمة الموقع

بسبب الشروط التعجيزية.. الشباب يعتذرون للفتيات عن الزواج!

2009-12-12T08:32:00+02:00
غلاء المهور يزيد نسبة العنوسة

غزة/ كمال عليان:

مع إطلالة موسم الأفراح في قطاع غزة قبل أشهر قليلة، قرر الشاب عبد الحميد عمر (22 عاما) أن يدخل قفص الزوجية، وعندما بدأت والدته البحث عن شريكة حياته اصطدمت بواقع مرير يفرضه آباء الفتيات على الشباب المقبلين على الزواج.

فقد طلب أهل العروس مهرا لا يقل عن أربعة آلاف دينار، ناهيك عن الشروط التعجيزية الأخرى من شقة مستقلة، ومدة خطوبة محدودة جدا لا تزيد عن شهر.

ولوضع النقاط على الحروف حول أسباب هذه الظاهرة الاجتماعية فقد كان "للرسالة" عدة لقاءات مع بعض الشباب والشابات الذين يعانون من هذه المشكلة.

الآباء هم السبب

يقول الشاب علاء مطر (27 عاما):" سمعت كثيرا عن ارتفاع نسبة العنوسة في غزة وكنت أحمل الشباب المسئولية، ولكني بعدما تقدمت للعديد من الفتيات تأكدت أن السبب وراء العنوسة هم الآباء"، متهما إياهم بوضع شروط تعجيزية في ظل الظروف التي نعيشها في غزة".

وأوضح أن أهم هذه الشروط هو طلب مهر لا يقل عن أربعة آلاف دينار أردني " الأمر الذي جعل الزواج صعبا للغاية لقلة ما في اليد".

ولم يخف علاء أمنيته بتأمين حياة مستقرة وعش زوجية سعيد قائلا:" رغم أني تقدمت لكثير من الناس، إلا أنني لن أيئس وسأبحث عن أناس يشترون رجالا- حسب وصفه-".

وأما الشاب أيمن الذي بلغ من العمر 32 عاما فقد برر عدم زواجه لهذا الوقت بعدم وجود أمن وظيفي لديه فهو يعمل على بند الراتب المقطوع في إحدى المؤسسات، مبينا أنه يخشى أن يتم طرده من الوظيفة في أي وقت.

وقال :"أعمل على بند الراتب المقطوع براتب لا يتجاوز 250 دولارا فكيف أستطيع بهذا الراتب توفير متطلبات الزواج ناهيك عن أنني أعيل والدتي وأختي"، مبينا أنه سيبقى في دائرة العزوبية حتى يتحسن وضعه المادي.

 تعالي الفتيات

لم يكن رأيه بالمختلف عن الآخرين، لكنه أكثر إحجاما بحق الفتيات، الشاب رشيد (25عاما) طالب في جامعة الأزهر, ويعمل في إحدى الصيدليات كمساعد لوالده, حيث كان يمشي برفقة أصدقائه في حرم الجامعة.

رد الشاب باستغراب على سؤال الرسالة:" أعتقد أن سبب العنوسة هو تعالي الفتيات على الشباب المتقدمين للزواج وكثرة طلباتهن"، موضحا أنه تقدم لإحدى الفتيات ولكنها رفضته لأنه ليس لديه شقة ويسكن مع والديه.

وتابع:" لم أعد أؤمن بأن الفتيات يردن السترة، بل باتت الواحدة منهن تبحث عن شاب على مقاسها بشروط غريبة". معربا بنبرة صوت جدية عن رفضه القاطع الارتباط بفتاة تفرض شروطها قبل الزواج.

وأما صديقه محمد ( 24 عاما) فقد أشار إلى أن المشكلة الوحيدة التي تواجهه هي الحصول على وظيفة بعد أن تخرج من الجامعة ليقف في طابور العاطلين.

 سيطرة الزوجة

ومن جهة أخرى يرى الشاب وليد خالد ( 30 عاماً) أن المهر لم يعد همّا له بعد أن وفره وأثث بيت الزوجية، بل أن مشكلته هي عدم قدرة بنات اليوم على تحمل المسؤولية، قائلا:" تقدمت لخطبة ابنة الجيران وكان والدها غاية في التفاهم ولم يطلب مهرا مرتفعا وتجاوب مع والدي إلى أقصى درجة".

وتابع:" وعندما أردنا عقد النكاح وضعت الفتاة عددا من الشروط أولها إكمال الدراسة الجامعية والعمل وإحضار المستقل والمؤخر ( 10 آلاف دينار أردني) والأدهى أنها طلبت عدم خروجي من المنزل بعد صلاة العشاء أي السهر ممنوع وعدم جعل البيت مقراً لتجمع الأصحاب، موضحا أنه رأى أن الطلبات كثرت وأن الزوجة تريد السيطرة المبكرة على زوج المستقبل فآثر الابتعاد.

الشباب هم السبب

من جهة أخرى كان للفتيات رأي آخر حول الشباب فتقول الفتاة ريم:" الزواج حاليا أصبح أكثر سهولة من الماضي وحتى المهور في متناول الشباب، لكن بعض الشباب يفضلون الفتاة البيضاء ذات الشعر الأشقر والقوام الرشيق ويرسمون في مخيلتهم صورا قد لا تتوفر في الكثير من البنات، وغالبية الشباب ليست لديهم قدرة على تحمل المسؤولية من الأساس فكيف يكون الحال بعد الزواج.. طبعاً سيكون عدم التوافق بين واقع وخيال ويفشل الزواج في أحيان كثيرة.

"النصيب وراء كل شيء". بهذه الكلمات تحدثت الفتاة سها (22عاما) وتضيف:" منذ أن كنت في الثانوية والعرسان يتقدمون لي ولكني أرفض الزواج إلى ما بعد الانتهاء من الدراسة.

وتبين أن سبب رفض الأهالي بشكل عام هو أن بعضهم ما زال يفكر في الفوارق الاجتماعية والفوارق القبلية وغيرها بين الشاب والفتاة مما يجعل عملية الزواج مسألة معقدة لا تتحمل أية فوارق.

 

اخبار ذات صلة