الوسطى – الرسالة نت
أكد الدكتور خليل الحية عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" على تمسك حركته بخيار الجهاد والمقاومة كخيار استراتيجي لاسترداد الحقوق وحماية المقدسات، مبيناً ان حماس متمسكة بثوابتها ومبادئها التي أطلقت من اجلها قبل 22عاماً و لم تغرها الكراسي والمناصب وقدمت خيرة أبنائها شهداء في حرب ظالمة خرجت منها منتصرة بفضل صمودها واحتضان شعبها الأبي للمقاومين والمجاهدين.
وأضاف الحية "أن خيار المقاومة والجهاد اثبت نجاعته بعد فشل كافة الخيارات السلمية المطروحة من قبل فريق أوسلو بعد ثمانية عشر عاماً من المفاوضات الهزيلة لم تحقق سوى المزيد من التهويد ومصادرة المزيد من الأرض، داعياً السلطة الفلسطينية للتخلي عن خيار المفاوضات والتنسيق الأمني مع إسرائيل الذي ألحق ضرر كبير بشعبنا الفلسطيني ومقاومته
جاءت تصريحات الحية نظمت خلال ندوة سياسية في مسجد الشهيد عز الدين القسام بالنصيرات بعنوان"حماس الانطلاقة ، التطور وآفاق المستقبل" نظمها المكتب الإعلامي للحركة بحضور عدد كبير من قادة الحركة في المنطقة الوسطى وجمع غفير من المواطنين .
واستنكر الحية خلال اللقاء تصاعد وتيرة التهديدات والممارسات الإسرائيلية الخطيرة في القدس والضفة الغربية المتمثلة بتهويد متواصل للقدس وطرد سكانها من منازلهم لتفريغ المدينة من سكانها الأصليين ومصادرة المزيد من أراضي المواطنين لإقامة المستوطنات عليها، مطالباً بضرورة إيجاد خطة شاملة وتكاتف فلسطيني عربي لمواجهة التهديد الإسرائيلي المتصاعد في القدس والضفة المحتلة .
كما أشاد بالموقف الشجاع والبطولي لسكان عرب فلسطين المحتلة الداعم لحماية المسجد الأقصى والمساند لصمود سكان القدس في مواجهة التهديد الإسرائيلي وقطعان مستوطنيه، داعياً أجهزة السلطة للكف عن ملاحقة المقاومين وإطلاق سراح المجاهدين من سجونها لتدافع عن شعبها وترد على الاعتداءات الإسرائيلية وتساءل بعد كل الممارسات الإسرائيلية في القدس والضفة المحتلة أما آن الأوان أن نطلق يد المقاومة؟.
المصالحة : مصلحة وطنية
وفيما يتعلق بالمصالحة قال الحية أن حماس تسعى جاهدة لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة كمقدمة للشراكة السياسية الكاملة ، مبيناً أن المصالحة يجب أن تتم على أسس سليمة ووفق برنامج وطني شامل يحمي المقاومة ويستعيد الحقوق قائلاً : "أن حماس بذلت جهود مضنية وقدمت تنازلات كبيرة في سبيل إنجاح المصالحة، لكن حركة فتح قابلت ذلك التنازل بمزيد من التعنت وشرعت بالقيام بحملات ملاحقة واعتقال طالت المئات من أبناء وعناصر حماس في الضفة الغربية ومنع رمز الشرعية الفلسطينية الدكتور عزيز الدويك من ممارسة مهامه ومنع نواب الحركة المنتخبين من ممارسة عملهم، مضيفاً على الرغم من كل الآلام فان المصالحة تبقي ضرورية ومصلحة فلسطينية متسائلاً أليس من المفروض تهيئة الأجواء قبل المصالحة؟.
وثمن الحية الدور المصري الكبير الساعي لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة داعياً لضرورة الأخذ بعين الاعتبار المقترحات والتعديلات التي أدخلتها الفصائل الفلسطينية على الورقة المصرية قائلاً" نحن نثّمن ونقدر دور مصر الشقيقة باعتبارها الدولة العربية الكبرى التي دافعت عن فلسطين وشعبها وقدمت في سبيل القضية الفلسطينية خيرة أبنائها فاختلط الدم الفلسطيني بالدم المصري ليجسد معاني الأخوة الصادقة بين الشعبين .
ودعا الحية لضرورة إعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية بحيث يتم إعادة بنائها وترتيب أوضاعها الداخلية على أسس سليمة تسمح بدخول فصائل المقاومة الداعمة لحقوق شعبنا الفلسطيني وثوابته الراسخة وفي مقدمتها حق العودة للاجئين، مستهجناً قرار السلطة القاضي بمنح اللاجئين جوازات سفر فلسطينية معتبراً أن ذلك يعد من عوامل تضييع قضية اللاجئين وإسقاط حقهم في العودة إلي مدنهم وقراهم التي هجروا منها عام 1948واعتبارهم رعايا السلطة مسئولة عنهم وتدير شئونهم من خلال دائرة شئون اللاجئين .
وبخصوص المعتقلين الفلسطينيين في السجون المصرية قال الحية ان حركة حماس تضع الملف على سلم أولوياتها ويتم مناقشته في كل لقاء مع الأشقاء المصريين، مناشداً للقيادة المصرية بضرورة إنهاء ملف المعتقلين الفلسطينيين في سجونها وإطلاق سراح كافة المعتقلين وفي مقدمتهم أيمن نوفل القيادي في كتائب القسام الذي اعتقل قبل عامين.
إطلاق سراح الأسرى عمل وطني وإنساني
وبخصوص قضية التبادل الأسرى بين المقاومة وإسرائيل قال الحية أن صفقة التبادل المشرفة بين إسرائيل وحماس هي عمل وطني وإنساني من الدرجة الأولى حيث ستدخل الفرحة لكل أبناء شعبنا الفلسطيني الذي صبر وتحمل الأذى في سبيل نجاحها، مبيناً ان الصفقة دخلت أطواراً متعددة وتواجه صعاب وعقبات وأن حماس تتمسك بمطالبها العادلة بإطلاق سراح المعتقلين خاصة من ذوي الأحكام العالية والنساء والأطفال، مبيناً أن المصلحة تقتضي عدم الحديث عن الصفقة في وسائل الإعلام فيما يتعلق بالأسماء والأرقام.
واستعرض الحية خلال اللقاء محطات مهمة في مسيرة حركة حماس من انطلاقتها العام 1987 والتحديات الخطيرة التي واجهتها مبيناً ان "حماس" تعرضت حماس لمكائد ومؤامرات كبيرة لكنها صمدت وازدادت قوة وإصرار على مبادئها مستشهداً بالتضحيات التي قدمتها الحركة من دماء قادتها وأبنائها الذين سقطوا شهداء على مدار تاريخ الحركة الطويل مضيفا:" ان حماس قدمت التضحيات الجسام وأصبحت عنوان للمقاومة تفخر به كل المنطقة بفضل صمودها وتمسكها بثوابتها".