غزة- أيمن الرفاتي
كثيرة هي الأزمات التي استطاع الفلسطينيون تجاوزها خلال الحصار, إلا أن أزمة جوازات السفر ما زالت عالقة وتحتاج لرجال اصلاح لإنهائها, فمنذ ما يزيد عن ثلاثة أعوام لم يصل قطاع غزة أي دفتر من جوازات السفر التي تطبع في مطابع دولية ويتم توريدها لغزة.
وبرزت قضية "الجوازات" كقضية مهمة على طاولة الحوار الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس, لاسيما بعد وفاة عدد من المرضى بسبب عدم حصولهم على جوازات السفر من رام الله.
أولوية ..
وفي السياق، دعت وزارة الداخلية على لسان الناطق باسمها ايهاب الغصين، رئيس السلطة محمود عباس لإصدار تعليماته الفورية بإرسال "الجوازات" إلى القطاع لإنهاء معاناة الغزيين.
واستهجنت الوزارة في بيان لها عدم تطبيق ما اتفق عليه خلال لقاء مشعل عباس الأخير في القاهرة، قائلة :" تم الاتفاق خلال لقاءات المصالحة على أن تباشر اللجان المنبثقة عن اتفاق القاهرة عملها من أجل البدء بتنفيذ ما ورد في الاتفاق والذي ينص على " البدء الفوري والعاجل بتنفيذ بنود المصالحة وعلى رأس أولوياتها أزمة جوازات السفر كخطوات لبناء الثقة، ولكن هذا لم يتم بعد".
وأضافت:" الأزمة الانسانية في القطاع تتفاقم يوميا لرفض حكومة رام الله حتى هذه اللحظة إرسال دفاتر جوازات السفر إلى غزة".
واستغربت "الداخلية" صمت المؤسسات والمنظمات والهيئات الحقوقية المعنية بحقوق الإنسان والأشقاء المصريين الجهة الراعية لاتفاق المصالحة وعدم ضغطها على رام الله لإرسال "الجوازات".
ورقة ضغط
بدوره، أكد المدون الفلسطيني خالد صافي، أنه لم يتمكن من السفر للخارج منذ عامين لرفض رام الله استصدار جواز سفره له بحجة أنه "مرفوض أمنيا, مشيرا إلى أنه يتابع القضية مع عدد من المختصين الذين أكدوا له أن الأمر "سياسي بحت".
وبين في تصريح خاص لـ" الرسالة نت" أن رفض رام الله ارسال جوازات السفر لغزة يتسبب في اضاعة الكثير من فرص العمل على الفلسطينيين.
وسرد صافي عبر مدونته تفاصيل مشكلة جوازات السفر بالقول :" في منتصف يونيو 2007 سيطرت حركة حماس على مقاليد الحكم في غـزة، فأوقفت السلطة إصدار جواز السفر الفلسطيني من القطاع".
وأضاف " وفي ابريل 2009 أقدمت السلطة على تغيير لون الجواز من الأخضر إلى الأسود وبدأت في استخدام نوع جديد من الورق، وهو ما جعل حكومة بغزة تعتقد أن حكومة رام الله تريد أن يكون جواز سفر القطاع غير معترف به في الخارج".
وتابع:" بعد ذلك تفاقمت الأزمة بين الطرفين حيث وصل عدد الممنوعين من السفر أكثر من 30 ألف مواطن(...)، وفي مايو 2011 أكد د. نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح أن عباس أمر بحل مشكلة الممنوعين من جوازات السفر، لكن المشكلة كما هي، حيث يأتي الرد كالسابق (أنت مرفوض أمني)".