مصطفى الصواف
يجري على لسان البعض أن حركة المقاومة الإسلامية حماس أطفأت أمس شمعتها الرابعة والعشرين، والحقيقة أن حركة حماس أشعلت شمعتها الخامسة والعشرين، لأن حماس تشعل شمعة تلو شمعة ولا تطفئ شمعها، لان حماس تسرج شموعها بدماء الشهداء من قادتها وعناصرها وأبناء شعبها، ودماء الشهداء لا تنضب وتبقى مشتعلة، وشمع حماس في نفس الوقت منبثق من ثوابت راسخة وهذه الثوابت تحافظ على بقاء الشمع مصطفا بجوار بعضه البعض ولا يذوب، حتى التحرير والتمكين.
حماس عندما انطلقت كانت تدور في ركن من أركان الملعب السياسي والشعبي الفلسطيني تحبو نحو الاستحواذ، خطت لنفسها طريقا خط معمدا على إستراتيجية سجلتها في ميثاقها وضعت فيها الخطوط العامة والمرتكزات، وأنا اقلب صفحات هذا الميثاق بعد مرور أربعة وعشرين عاما من انطلاقة حماس لاحظت شيئا مهما وهو أن هذا الميثاق حمل ثوابت راسخة لازالت حماس تؤكد عليها وترفعها شعارا وتمارسها على ارض الواقع ولم تبتعد عما خطت لنفسها وألزمت به قيادتها قبل أن يلزمها احد بتلك الثوابت.
فعلى سبيل المثال حماس تؤكد أن فلسطين كل فلسطين هي ملك للشعب الفلسطيني ولا يمكن لأي كان أن يتنازل عنها، وهذا يعني عدم الاعتراف بالكيان الصهيوني، مبدأ رفعته حماس منذ اللحظة الأولى ورددته شعارا ولم تتنازل عنه ولازلنا نسمع قادتها حتى اللحظة يؤكدون على عدم الاعتراف بإسرائيل ونسمع كثيرا عبارة إسماعيل هنية أبو العبد في كثير من المواقف يرددها دوما (لن نعترف بـ(إسرائيل).
وهذا لا يعني أن حماس بعيدة عن الواقع وانه حركة حالمة لأن إسرائيل قائمة والعالم كله يعترف بها، وماذا سينفع (إسرائيل) اعتراف حماس، وهؤلاء أصحاب الواقعية لا يدركون أن اعتراف العالم بـ(إسرائيل) لا يعطيها الشرعية، ومن يعطي الشرعية (لإسرائيل) هم أصحاب الأرض أي الشعب الفلسطيني، والشعب الفلسطيني لا يعترف بـ(إسرائيل) لذلك يصبح اعتراف هذا العالم بإسرائيل اعترافا غير شرعيا وعليه فـ(إسرائيل) غير شرعية طالما بقي الشعب الفلسطيني غير معترفا وبقيت حماس لا تعترف بـ(إسرائيل).
حماس اليوم بعد أن كانت عشرات المئات وبضع آلاف، وبعد أن كانت تدور في زاوية صغيرة أصبحت اليوم تشغل وسط الملعب السياسي وهي التي تقود اليوم الشعب الفلسطيني بعد أن اختارها الشعب الفلسطيني عبر صناديق الاقتراع في انتخابات عام 2006 ، ولو أجريت اليوم انتخابات في صفوف الشعب الفلسطيني فسوف يختار الشعب الفلسطيني حركة حماس مرة أخرى رغم كل ما قيل ويقال، وهذا يعود لثبات حماس وصدقها ووضوح منهجها، إضافة إلى فشل المناهج الأخرى وتفريطها بالثوابت والحقوق واعترافها بـ(إسرائيل)، لذلك وجدنا الناس انفضت من حول تلك المناهج رويدا رويدا حتى بات بعضها مجرد يافطة على شقه في بناية تحوي عفشا قديما وعددا من القيادات التي تعدت سن المعاش وعشرات العناصر المنتفعة ماديا وتحقق بعض المصالح الخاصة.
نقول وحماس تشعل شمعتها الخامسة والعشرين: امض حماس فأنت على جادة الصواب ونجاحك وثباتك أسس لنجاحات في المحيط العربي الثائر على الظلم المنادي بالحريات، فالربيع القادم ربيعك، ربيع الإسلام القادم لنشر الحق وإرساء قواعد العدالة وترسيخ مفاهيم الحريات والمساواة.
مبارك حماس ذكرى انطلاقتك، ومبارك للشعب الفلسطيني الذي التف حولك وركب في ركابك ما زادك قوة وثباتا وكل عام وأنت إلى الأمام تحملين الراية نحو التحرير والتمكين.