غزة- عمر عوض
"من جد وجد ومن زرع حصد ومن سار على الدرب وصل".. مثل شعبي يلخص الدرب الذي سارت عليه وزارة الزراعة بغزة مؤخرا في محاولة منها لتحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل وعدم الاعتماد على المنتجات الخارجية.
وكانت الوزارة قد افتتحت موسم حصاد وتصدير "التوت الأرضي" في منطقة بيت لاهيا شمال القطاع الذي تعد زراعته من أهم الزراعات التي تشتهر بها البلدة لطبيعة أراضيها الزراعية الخصبة، ومناخها المناسب.
يشار إلى أن زراعة التوت تمر بعدة مراحل يرويها عرق ودماء المزارع الفلسطيني الذي يلسع يده ووجهه البرد القارص، ويقتل جسده أحيانا رصاص الاحتلال.
جودة عالية
وزير الزراعة الدكتور محمد رمضان الأغا أكد حرص وزارته على دعم المزارع الفلسطيني وخاصة في المناطق الحدودية لإفشال مخططات الاحتلال بتحويل تلك المناطق لصحراء.
واعتبر الأغا في تصريح لـ" الرسالة" افتتاح موسم "الفراولة "، بمثابة تحدي كبير للاحتلال الذي فشل في القضاء على الزراعة التي رواها المواطن الفلسطيني بدمائه.
وتوقع الوزير أن يصل المنتج لهذا العام من "التوت" لـ3000 طن"، مشيرا إلى أنه سيجري تصدير1000 طن" من الذهب الأحمر.
وأضاف: صمود مزارعينا في المناطق الحدودية حولها لمناطق خضراء منتجة لمحاصيل زراعية ذات جودة عالية كالتوت الأرضي، شاكرا في الوقت ذاته المهندسين القائمين على عمليات الإرشاد وفحص جودة "الذهب الأحمر"
ويطلق على الفراولة فاكهة الحب وتمتد فوائدها لتبريد الكبد والدم والطحال، وأوراقها جيدة لتثبيت الاسنان الرخوة.
وللفراولة خصائص مقوية ومجددة للنشاط لما تحويه من أملاح وفيتامينات وتفيد المصابين بالتدرن الرئوي والتهاب المفصل.
ويفيد عصير الفراولة الجسم المتاكسل في إزالة البثور وحب الشباب واللون الشاحب كما يفيد في جميع أنواع الالتهابات.
لتحرير الاقتصاد
بدوره، أكد الدكتور عاطف عدوان رئيس اللجنة الاقتصادية في المجلس التشريعي، أن استمرار زراعة التوت الأرضي في بلدة بيت لاهيا رغم الدمار الذي لحق بها افشل مخططات الاحتلال بجعلها منطقة جرداء، لافتا في الوقت ذاته إلى أن المشاريع الزراعية التي تنقذها وزارة الزراعة ستحرر الاقتصاد الفلسطيني من قبضة الاحتلال.
وأوضح عدوان لـ" الرسالة" أن اللجنة الاقتصادية في التشريعي، تحرص على دعم القطاع الخاص بكل الطرق المتاحة أمامها، لافتا إلى أنه طالب الوزارة بتبني مطالب المزارعين، لتنشيط العمل الزراعي وإنجاحه في المناطق الحدودية.
وحول جدوى قيام المزارعين بزراعة أشتال اخرى بجانب التوت الارضي، قال: هذا الفكر يكشف إبداع المزارعين، ويدلل على أنهم مقاومون ويسعون لتحسين الاقتصاد الفلسطيني.
انخفاض..
وبدت علامات الرضا على وجه أحمد الشافعي رئيس جمعية غزة الزراعية التعاونية عن موسم قطف وتصدير التوت الأرضي للعام الحالي، الذي قال لـ"الرسالة: بدأنا تصدير المحصول الذي كان يمنع في السابق عبر عدة شركات لتفويت الفرصة على الشركة (الإسرائيلية) في احتكار التصدير.
وأشار إلى أن نسبة تصدير التوت الأرضي قد انخفضت 50% بسبب سياسات الاحتلال المستهدفة لزراعته وتصديره.
وطالب وزارة الزراعة بدعم المزارعين من خلال مدهم بالأشتال الزراعية وذلك لحماية المنتج ولتحرير الاقتصاد الفلسطيني من التبعية للاحتلال.
كما دعا الوزارة الى تنظيم المشاريع الزراعية الممنوحة من المؤسسات المحلية، لكي لا تستغل لمصلحة معينة، فتعم الفوضى ويتعرض المزارع للابتزاز.
وكانت السلطات الصهيونية قد سمحت مؤخرا لمزارعي القطاع بتصدير التوت الأرضي "الفراولة" للمرة الأولى منذ بداية الموسم هذا المحصول إلى السوق الأوروبية عبر الشركة الفلسطينية "هارفست".