قائد الطوفان قائد الطوفان

بعد رفع التسعيرة وانقراض

باقي أجار الطالب.. بسكويت أو بلاستيك !!

غزة - أمل حبيب

بات الطالب الجامعي محتارا بين خيارين: إما أن يقبل بقطعة بسكويت من سائق التاكسي يقرمش بها حتى وصوله إلى سكنه أو أن يدفع 2 شيكل ويسامح بالنصف لانقراض الأخير من البلد.

"صراع النصف شيكل" تبلور بعد إصدار وزارة النقل والمواصلات قرارا برفع تسعيرة المواصلات إلى شيكل ونصف بدلا من شيكل، وذلك من الجامعة إلى ثلاث مناطق بغزة، وهي: تقاطع الجلاء مع الصفطاوي، ومفترق الشجاعية، ومن الجامعة حتى نهاية شارع النصر؛ وذلك لتشجيع سائقي المركبات العمومية الداخلية على نقل الطلبة "الغلابا" المتكدسين وسط سيول بشرية.

ولكن يبدو أن السائقين تشجعوا (زيادة عن اللزوم) لقلة الخيارات أمامهم، فصارت تسعيرتهم شيقل ونص.. "وبالباقي سامح أيها الطالب.. يا إما قرمش, أو تفضل محرمة امسح فيها سيلان أنفك لسبب زكام الشتاء"!!.

حلول بديلة

ولسبب المشهد السابق وانقراض عملة النصف شيكل تواصلت (الرسالة) بدورها مع م. حسن عكاشة -المدير العام للهندسة والسلامة المرورية بوزارة النقل والمواصلات- فقال: "قرارنا برفع تسعيرة بعض الأماكن جاء لتكدس الطلبة أمام الجامعات بعد انتهاء الدوام الدراسي وعدم موافقة السائقين لتوصيلهم بالشيكل".

وأضاف: "اليوم وبعد متابعة حثيثة لاحظنا سهولة المواصلات عند مفترق الجامعات وخصوصا أن السائق بات من يبحث عن الركاب في الأماكن التي تغيرت تسعيرتها".

ولم ينكر عكاشة أن القرار أفرز بعض السلبيات، موضحا أن أهمها "أزمة النصف شيكل", ولتفادي هذه المشكلة يقول: "تواصلنا مع وزارة المالية لإلزام البنوك بضخ عدد أكبر من العملة غير المتوفرة".

وتابع: "وزارة النقل في طور دراسة حلول بديلة للأزمة، ومنها طرح قطع بلاستيكية تمثل عملة النصف شيكل لهدف تسيير حركة السير وفي نهاية عمل السائق يستبدلها من جمعية السائقين بنقود حقيقية".

(الرسالة) تجولت بين الطلبة والسائقين عند مفترق الجامعات -مكان الازدحام سابقا- للتعرف على آرائهم بالنسبة لتبعات قرار الوزارة.

"ما بحكي غير الله يعين أهالينا.. مستلزماتنا الجامعية كثرت عليهم".. بهذه الكلمات عبرت الطالبة ربا أيمن -من جامعة الأزهر- عن استيائها من القرار لأن بعض السائقين يقدمون لها قطعة بسكويت أو باكيت علكة بدلا من النصف, وتقول: "أنا بحاجة للنصف لأعود به كما أتيت (...) لو أنا أعطيت للسائق شيكل وبسكوتة بدلا من النصف هل كان سيقبل؟!".

سؤال وجيه طرحناه على أحد السائقين فقال: "بعطيهم باكيت بسكويت أو محارم في حال عدم توفر النص معي (...) ولما تخلص الحاجات مني بقلهم سامحني بالباقي".

بعض السائقين يستغلون نقص العملة ويأخذوا من الطالب 2 شيكل, وفي هذا السياق حذر عكاشة السائقين من استغلال الطلبة, مطالبا إياهم بالالتزام بالتسعيرة كما هي، "وإلا سيجري العودة إلى الشيكل الواحد".

جدال على "النص"

الطالبة في قسم اللغة الإنجليزية بالجامعة الإسلامية سلوى صخر ترى أن قرار الزيادة له شقان، "الأول إيجابي لأنه سهل عليها الوصول للمحاضرات في الوقت المناسب، والسلبي هو زيادة مصروفها إضافة إلى دخولها في جدال مع بعض السائقين على الباقي".

وبالنسبة للطالب المتضرر من الزيادة أكد المدير العام للسلامة المرورية أن هناك خيارات متاحة أمام هذا الطالب، مشيرا إلى وجود باصات تقله إلى مكان سكنه بالتسعيرة القديمة وهي الشيكل.

أما الطالب محمد حمدان -من كلية الهندسة، ومن ساكن حي الشجاعية- فيقول مازحا: "أنا ما بحب البسكوت اللي بعطوني إياه السواقين، ودايما بسامحهم بالنص المهم أوصل قبل المحاضرة ما تبدأ", ويرى حمدان أن قرار الوزارة خفف من معاناة انتظاره كثيرا.

وبعد انتهائنا من التعرف على رأي الطلبة صعدت (الرسالة) إلى إحدى سيارات التاكسي لسؤال صاحبها أنور خاطر فقال بعد أن نادى على الطلبة (شجاعية.. شجاعية آخر راكب): "الحمد لله ارتفاع التسعيرة منيح بالنسبة الي (...) صرت أطلع بستة شيكل على الشجاعية بدل أربع شيكل".

وبين خاطر أنه لا يستغل الطلبة كما يفعل كثيرون من السائقين, بل يقوم بمسامحة البعض في حال عدم توفر عملة النصف شيكل، قائلا: "بخجل أعطي الطالب بسكوتة أو باكيت محارم بدل من النص (...) بجهز النصاص وبفك قبل ما أوصل الركاب".

سائق التاكسي خاطر كان (حقانيا) خلال تعامله مع الطلبة على عكس السائق الذي يقول للطالب: "النص قبل الشيكل، وإذا ما معك الله معك"، مبررا فعلته بأن الزيادة حق له لأنه أكثر تضررا لسبب طول مسافة الأماكن وتعبئته المتكررة للسولار والبنزين.

وما زالت حالة من الجدال والاختلاف بين السائق والطالب على مسألة "النص شيكل" تطفو على السطح إلى حين تطبيق وزارة النقل والمواصلات للحلول البديلة على أرض الواقع.

البث المباشر