الرسالة نت- أيمن الرفاتي
على الرغم ممن دخول أعداد جيدة من السيارات إلى قطاع غزة إلا أن أسعارها مازالت مرتفعة جداً بالمقارنة مع الدول المجاورة, الأمر الذي يراه مراقبون اقتصاديون دليلاً على أن مشكلة السيارات في غزة ما زالت تراوح مكانها.
"الرسالة نت" وضعت يدها على مشكلة السيارات في القطاع راصدةً استمرار ارتفاع الأسعار, ما جعل المواطنين يعزفون عن شرائها بانتظار حل ينصفهم كما الدول المجاورة وخصوصاً جمهورية مصر العربية.
أبو محمد دغمش أحد تجار السيارات يقول لـ"الرسالة نت" :"السيارات تدخل القطاع بطريقتين مختلفتين, إما عبر المعابر (الإسرائيلية) -كرم ابو سالم-, أو عبر الأنفاق مع الجانب المصري, وهناك فرق في السعر بين ما يدخل من (إسرائيل) ومصر".
وأشار إلى أن أسعار ما يأتي من (إسرائيل) مرتفع بالنسبة للدول العربية والعالمية التي يتم الاستيراد منها, مشيراً إلى أن سعر السيارات المصرية أقل من (الإسرائيلية).
واستدرك أن السعر المرتفع للسيارات القادمة من الجانب (الإسرائيلي), رفع من سعر السيارات المصرية التي تأتي عبر الأنفاق, موضحاً أن الأسعار بالمجمل مرتفعة بالنسبة لمتوسط دخل المواطنين في غزة.
وبين دغمش أن بيع السيارات بات قليل بشكل واضح في القطاع, مشيراً إلى أن ذلك يعود لارتفاع الأسعار بشكل كبير فوق طاقة الكثير من المواطنين.
وأضاف :"الفئة التي كانت تشتري السيارات في قطاع غزة خلال الفترة التي سمح الاحتلال بدخولها بعد الحصار, هم المقتدرين والجهات الحكومية والتنظيمات", مشيراً إلى أن الكثير من الناس يشعروا أنهم سيخدعون إذا ما اشتروا تلك السيارات في ظل هذه الأسعار المرتفعة.
وكانت سلطات الاحتلال سمحت بدخول السيارات إلى غزة منتصف العام الماضي, بمعدل 20 سيارة يومياً, الأمر الذي جعل الكثير من المواطنين والمراقبين يتوقعون انخفاضها وهو ما لم يحدث على أرض الواقع.
المواطنون ينتظرون
المواطن أبو محمد السيد يمتلك سيارة من نوع "سوبارو" موديل 84 يقول لـ"الرسالة نت" :" منذ فترة وهم يتحدثوا عن انخفاض أسعار السيارات, وهذا الأمر لم يتحقق, فمنذ ذلك الوقت وأنا لدي رغبة في شراء سيارة جديدة إلا أن السعر المرتفع يمنعني من ذلك".
ويشير إلى أنه أراد شراء سيارة من نوع هونداي "كليك", إلا أنه تفاجأ بسعرها المرتفع الذي قدر بـ 21 ألف دولار أمريكي, مؤكداً أن سعرها قبل الحصار كان 17 الف دولار.
وأضاف :"إذا استمر الأمر على هذا الحال فلن أشتري سيارة وسأبقى على السيارة التي صمدت معي أكثر من 8 سنوات".
أما المواطن علاء نصار 27 عاماً يقول لـ"الرسالة نت" :" منذ فترة وأنا أبحث عن سيارة جديدة مناسبة بملغ 10 إلى 13 الف دولار, لكن للأسف لا يوجد فكل السيارات الحديثة أسعارها يفوق 20 الف دولار.
وأشار إلى أنه في الدول العربية والدول الأوربية يبلغ سعر السيارة الحديثة ما بين 10 إلى 15 الف دولار, مستغرباً استمرار ارتفاع الأسعار رغم دخول كميات كبيرة منها لغزة.
وأوضح نصار أنه يخاف من شراء السيارات القادمة من مصر رغم مقاربة سعرها للسيارات القادمة عبر المعابر, معللاً ذلك بأن السيارات القادمة عبر المعبر تختلف كلياً من حيث الجودة عن القادمة من مصر.
ستنخفض بعد فترة
وزارة النقل والمواصلات أكدت أنه في حال تنفيذ المصالحة الفلسطينية واستمرار دخول السيارات بأعداد أكبر سينخفض سعر السيارات تدريجياً, مشيراً إلى أن السلطة في رام الله جزء رئيسي في زيادة الأسعار عبر الضرائب التي تفرضها.
وقال عدنان أبو عودة مدير عام الشئون الفنية في وزارة المواصلات لـ"الرسالة نت":" حكومة الضفة تفرض ضريبة على السيارات القادمة لقطاع غزة بنسبة 50%, وهذا يزيد من الأعباء على التجار, إضافة لضريبة التأخير في الموانئ التي تفرضها السلطات الإسرائيلية".
وأشار إلى أن وزارته تتابع قضية السيارات في قطاع غزة عن كثب, مؤكداً أن ارتفاع أسعار السيارات لن يدوم, في ظل بوادر انتهاء الحصار (الإسرائيلي) بشكل تدريجي.
ولفت أبو عودة إلى أن الأعداد القليلة من السيارات التي يتم إدخالها أسبوعيا والتي تقدر ب 40 سيارة تؤدي لارتفاع الأسعار, موضحاً بالقول :"لو أن الاحتلال يدخل جميع السيارات التي تصل الموانئ الإسرائيلية بشكل مباشر لما كان هناك ارتفاع, فمبالغ كبيرة يدفعها التجار نتيجة تكدس سياراتهم في الموانئ".
وأضاف:" نتابع مع عدد من الجهات هذا الأمر لإدخال كميات أكبر من السيارات لغزة, لكن الاحتلال في كل مرة يرفض زيادة الكميات لأسباب واهية", مشيراً إلى أنه يتوقع أن تزيد كميات السيارات التي تدخل القطاع بعد صفقة تبادل الأسرى التي جرت وإنهاء الانقسام الفلسطيني.
وبين مدير الشئون الفنية في وزارة المواصلات أن تدخل حكومة رام الله في الضريبة المفروضة على السيارات الوافدة للقطاع يزيد من الأسعار ويضطر التجار لرفع الأسعار كي يعوضوا خسائرهم.
وشدد على ان أكثر من ألفي سيارة حديثة دخلت غزة بعد الحصار (الإسرائيلي), مشيراً لأرقام مشابهة في الموانئ (الإسرائيلية) تنتظر الدور والإذن للدخول.
وفيما يتعلق بترخيص السيارات الحديثة أكد أبو عودة أنهم رخصوا 1800 سيارة حديثة, موضحاً أنهم يعملون حالياً على ترخيص وإتمام كافة إجراءات السيارات المتبقية.
وينتظر المواطنون في قطاع غزة فرجاً من الله يجري من خلاله خفض أسعار السيارات ودخول أنواع اقتصادية حديثة رخيصة الثمن.