اتهمها بمحاولة اغتيال قادة..أمن غزة يقبض على خلايا فتحاوية

غزة – كارم الغرابلي

يبدو أن حالة الأمن التي تزيِّن شوارع غزة، بفضل جهود الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية، لم ترق لبعض المنفلتين، الذين يسعون بكل ما أوتوا من قوة لزعزعة استقرارها؛ خاصةً في ظلِّ إصرار الكل الفلسطيني على وأد حالة الانقسام، وإعادة اللُحمة بين شطري الوطن في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة المحاصر.

أهداف سياسية

وتشير آخر المعلومات الواردة للرسالة  إلى رصد الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة محاولات جديدة تبذلها بعض قيادت حركة فتح، لإعادة مسلسل الفلتان الأمني إلى القطاع؛ من خلال تنفيذ سلسلة من العمليات التفجيرية، واستهداف بعض قيادات وعناصر المقاومة من حماس والحركات الشعبية.

ووفق مصادر خاصة فإن الأهداف السياسية تطغى في هذه القضية على طبيعتها الأمنية؛ حيث إن من بين هذه الأهداف تعكير وتخريب أجواء الحوار الفلسطيني الذي تستضيفه القاهرة، وإثارة حالة من الفوضى والبلبلة، قد تمهد لعودتهم مرةً أخرى إلى سدَّة الأمور في القطاع، بعد ثلاثة أعوام من الحسم العسكري الحمساوي في غزة.

وأفضت الجهود التي تبذلها الأجهزة الأمنية  بغزة بمختلف تشكيلاتها العسكرية مؤخرا إلى إفشال العديد من مخططات التخريب والفلتان التي حاولت بعض الخلايا الفتحاوية تنفيذها على مدار الأشهر الماضية وكان آخرها محاولة اغتيال عدد من قادة حماس بهدف قلب طاولة الحوار .

فبعد معلومات دقيقة تم جمعها ورصدها ودراستها بشكل متأن وعلى " نار هادئة " نجحت جهود أجهزة الأمن وعلى رأسها " الأمن الداخلي " من تفكيك وضرب احدى اخطر الخلايا الفتحاوية التي تعمل بشكل سري وبأوامر من سلطة رام الله لإعادة مسلسل الفلتان الأمني في قطاع غزة .

مخططات تخريب

وكان الدكتور محمود الزهار القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أكد أن أجهزة الأمن في قطاع غزة "أفشلت مخططاً لاغتيال قادة "حماس" وقلب طاولة الحوار".

وعلى اثر ذلك رفض الزهار عودة جهاز الأمن الوقائي للعمل في قطاع غزة تحت أي ظرف سياسي أو اتفاقات، قائلاً:"لن نقبل بعودة الأمن الوقائي تحت أي ظروف أو اتفاقات".

 وسيطرت حركة حماس في منتصف حزيران /يونيو 2007  على غزة بعد اشتباكات دامية مع الأجهزة الأمنية الموالية لإمرة رئيس السلطة "المنتهية ولايته" محمود عباس، وتتهم "حماس" الأمن الوقائي بالعمل ضدها ومحاربة المقاومة لمصلحة الدولة العبرية.

وأكدت وزارة الداخلية في غزة أن الشبكة التي تم الكشف عنها في قطاع غزة كانت تخطط لإعادة الفلتان الأمني إلى قطاع غزة بأوامر من سلطة رام الله غير الدستورية وذلك من خلال اغتيال قيادات من الحكومة الفلسطينية وحركة حماس وجناحها العسكري .

وقال إيهاب الغصين الناطق باسم الداخلية في تصريح خاص للرسالة أن  هذه المجموعات تم تفكيكها بشكل كامل بعد معرفة كافة التفاصيل الخاصة بها في عملية وصفها بالمعقدة.

خلايا سابقة

ولم تكن هذه المرة الأولى التي تتمكن فيها أجهزة الأمن من ضرب وتفكيك خلايا تخريبية فتحاوية حاولت جاهدة زعزعة الأمن والاستقرار بدعم من مقاطعة رام الله ، فقد سبق وان أعلن رئيس الوزراء  إسماعيل هنية قبل أيامٍ عن نجاح أجهزة الأمن في تفكيك عددًا من الخلايا الأمنية التي كانت تعمل على ساحة قطاع غزة، وقدَّمت معلومات وصفها بالخطيرة والكاذبة لرام الله، ومن ثَمَّ للاحتلال الصهيوني .

كما أعلنت وزارة الداخلية سابقا  عن ضبط عدد من الشبكات الفتحاوية التي اعترفت بأنها تجدد بنك الأهداف بالتخابر مع قيادات رام الله .

وسبق أن ضبطت أجهزة الأمن أيضا حقيبة متفجرات وعبوات ناسفة حاول مخربون من فتح وأجهزة الأمن البائدة إدخالها في ملعب فلسطين لزرعها وتفجيرها بهدف اغتيال رئيس الوزراء إسماعيل هنية وعددا من قيادات حماس والحكومة حيث كانوا يتواجدون حينها في احتفال تكريمي للحجاج .

 كما ضبطت أجهزة الأمن بعض المخربين الذي حاولوا تفجير أنفسهم بأحزمة ناسفة داخل بعض المساجد التي كان يتواجد بها رئيس الوزراء وقيادات من حماس.

لكن الجديد في الخلايا التي تم اعتقالها مؤخرا أن بعض أفرادها ينتمون لفصائل أخرى غير فتح  وهو مايشير إلى أن فتح تسعى جاهدة لتحريض الفصائل الأخرى وجرها إلى مستنقع التخريب والفلتان الأمني ، كما أن الجديد أن هذه الخلايا  انها تنقسم إلى قسمين .

وحسب الناطق باسم وزارة الداخلية فان القسم الأول يعمل على جمع المعلومات عن بيوت أعضاء الحكومة الفلسطينية وبيوت المجاهدين ومواقع الرباط وكل ما يخص الفصائل بخرائط معقدة ومن ثم إرسالها إلى قادة الأجهزة الأمنية بالضفة المحتلة.

 وأشار الغصين الى أن الهدف من هذه الخرائط هو تجديد بنك الأهداف الصهيونية واستغلالها في أي حرب قادمة لضرب المقاومة في غزة.

 وفيما يتعلق بالقسم الثاني قال الغصين: إن المجموعات الأخرى كانت تقوم بإعادة تشكيل خلايا فلتان امني وتسليحها بشكل سري بالعبوات المختلفة والقذائف و الأسلحة الرشاشة بهدف اغتيال وضرب قيادات من حماس والحكومة الفلسطينية الى جانب الجهاز العسكري " كتائب القسام "  ، مشيراً الى انه تم تفكيكها بالكامل واعتقال المسؤولين عنها.

فصائل أخرى

وينتمي جميع المعتقلين والموقوفين وعددهم بالعشرات للأجهزة الأمنية السابقة وبعض الفصائل ، ورفض الغصين تحديد هوية هذه الفصائل لكنه أشار الى أن بعض أفرادها يبذلون جهودا لزعزعة حالة الأمن والاستقرار في غزة .

وأكد على أن الشرطة الفلسطينية لم تقم باعتقال احد إلا بعد الكشف عن تفاصيل المخططات التخريبية بشكل كامل.

وأشار الغصين إلى أن هذه المحاولات تؤكد بأن قادة الفلتان الأمني بالضفة الغربية ما زالوا يعملون على إعادة الفلتان والعنف الى قطاع غزة بهدف تدمير حالة الاستقرار التي وصل إليها القطاع عشية الحسم العسكري.

وشدد الغصين على أن الأجهزة الأمنية لن تسمح بإعادة الفلتان الى القطاع وستضرب بيد من حديد كل من يخالف القانون.وأهاب الغصين بالمواطنين الفلسطينيين الى التعاون مع الأجهزة الأمنية في مواجهة هؤلاء الذين يهدفون الى تدمير الاستقرار الفلسطيني.

من جانبه أشاد النائب في المجلس التشريعي إسماعيل الأشقر بجهود أجهزة الأمن التي تسهر وتعمل جاهدة لحفظ الأمن والاستقرار في قطاع غزة .

وأشار الأشقر إلى أن تيار رام الله لازال يصر على تنفيذ الأجندة الصهيونية في سبيل إعادة الفلتان الأمني وزعزعة الاستقرار مثمنا دور جهاز الأمن الداخلي في ضرب وإفشال هذه المخططات.

وفيما يتعلق بمشاركة بعض أفراد الفصائل الأخرى أوضح الأشقر أن الأمر محصور في بعض الأفراد مشددا على ضرورة عدم إعطاء هذا الأمر مساحة كبيرة مضيفا:" قد تكون هناك بعض الأسماء التي تحاول حركة فتح استغلالها لتنفيذ أجندتها.

وشدد أن المجلس التشريعي يطلع كافة فصائل العمل الوطني والإسلامي بآخر المستجدات حول تفاصيل هذه الخلايا مشيرا إلى دعم الكل الفلسطيني لجهود أجهزة الأمن في المحافظة على الاستقرار وحالة الأمن.

وكان وزير الداخلية فتحي حماد أكد أن "التحقيقات ما زالت جارية مع مجموعات يشتبه ارتباطها بالسلطة الفلسطينية في رام الله وتتلقى التعليمات منها والتخطيط لعمليات تخريبية في غزة".

وأضاف حماد: التحقيقات أظهرت اعترافات عدد من الأشخاص بارتباطهم مع (رام الله) تشير إلى نقل وتلقي المعلومات والتخطيط للقيام بعمليات بينها التخطيط لاغتيالات في غزة".

وتابع " بالنسبة لنا نحن متعودون على مثل هذه المؤامرات والتخطيط لعمليات تخريبية، فضلاً عن الاتصالات المستمرة والتنسيق من قبل السلطة في رام الله مع الاحتلال".

وحول مدى تأثير ذلك على جلسات الحوار، أوضح حماد أن فتح لم تحترم الحوار وأثبتت الأحداث الجارية في الضفة عدم جديتها في ذلك.

وأكد حماد أن حركة حماس مع الحوار في الوقت الذي تقف فيه حركة فتح ضده، مشيراً إلى أنه في ذروة الجلسات الأخيرة جرت عمليات اعتقال وقتل لعدد من كوادر الحركة في الضفة الغربية.

 

البث المباشر