بقلم/ د.إيهاب الدالي
- اجتماع عباس ومشعل غدا ...
- اجتماع المصالحة في القاهرة كان يتسم بالإيجابية ...
- اتفقنا أن نعمل كشركاء بمسؤولية واحدة.....
- اتفقت الفصائل الفلسطينية على الإنهاء الفوري للانقسام ...
كل يوم نسمع أن هناك اجتماع من أجل المصالحة، وتأتي الأخبار أن الأجواء إيجابية، وأن هناك تقدم في ملف المصالحة، وأنها باتت أقرب من أي وقت مضى.
ويبقى السؤال الأهم لماذا تذهب حركتا حماس وفتح إلى القاهرة، وعلى أي أساس وأي برنامج سياسي؟
هل تذهب حركة حماس لتجتمع مع حركة فتح لتقنعها بتغيير برنامجها السياسي وأن تسحب اعترافها (بإسرائيل)؟ أم لتقول لها إن التنسيق الأمني يضر بالمصلحة الفلسطينية ويجب إيقاف كافة أشكاله. أم أرادت من ذلك تحقيق مكاسب إعلامية وحسب نقاط على الطرف الآخر!.
وكذلك حركة فتح لماذا هي الأخرى ذاهبة إلى القاهرة ؟ هل لأن السيد محمود عباس فشل في الحصول على دولة أيلول المزعومة ولا يوجد الآن في جعبته أي شيء يقدمه للفلسطينيين سوى أن يطرق باب المصالحة!
وهل المصالحة بالنسبة له ناجمة عن الوعي والإدراك بضرورة الخروج بموقف سياسي ووطني موحد يكون كسَدٍّ قوي ضد المطامع الأمريكية والغطرسة الصهيونية ؟ أم أراد أن يوجه رسالة إلى الكيان الصهيوني إذا أوقفتم المفاوضات معنا فنحن سنتفاوض مع عدوكم القوي وهي حركة المقاومة الإسلامية حماس، فتكون في يده ورقة ضغط قوية يستخدمها لتنفيذ سياسات لم تعد مجدية !.
هل تعي الأطراف الذاهبة لحوار المصالحة بأن هناك فرقاً بين الحوار والجدال؟
إن ذهبوا للحوار فهذا يعني وضع ملف الانقسام أمامهم للتوافق الكامل على رؤية وطنية فلسطينية ببرنامج سياسي موحد بقواسم مشتركة وصولاً إلى مصالحة حقيقية تنفذ على الأرض فوراً.
وإذا كان الهدف هو الجدال فإن كل طرف سيحاول أن يعرض نفسه الطرف النزيه ويلقى بكيل من الاتهامات على أكتاف الطرف الآخر مما يتسبب في تعميق الانقسام وسنسميها "المجادلة الفلسطينية".
إن الانقسام الفلسطيني مصيبة لن يغفرها التاريخ لنا، لأنها أعطت الصهاينة فرصة تدمير طموحات وآمال الشعب الفلسطيني في أن ينال حريته على أرضه وأن يصلي في مقدساته، من خلال تنفيذ الاحتلال مخططاته المتعجرفة من سياسة الاستيطان وتجريف المزيد من الأراضي وقتل من يريد وتهويد مدينة القدس عاصمة دولة فلسطين المستقلة ونحن منشغلون في خلافاتنا الداخلية.
لقد حاول الاحتلال منذ أن دب بقدميه تراب فلسطين محاربتنا على كافة الأصعدة عسكرياً وإعلاميا وفكرياً،
كما يحاول تقزيم قضيتنا وجعلها قضية حزبية أو فئوية، فبدأ حربه الفكرية علينا بقصة التمييز العنصري بعد تهجيره لأجدادنا "أنت لاجئ أم مواطن" ، "حضري أم بدوي" والآن يريد أن يبين للعالم أن القضية هي "حماس وفتح".
فلا نريد الخروج عن الصف الوطني الفلسطيني في الوقت الذي تجتاح الآليات العسكرية الصهيونية الشوارع فوق أجساد شبابنا وأطفالنا وشيوخنا التي لا تميز بين فصيل وآخر.
ومن كانت على أعينه غشاوة ألم تزلها رؤيته لطائرات الغدر الصهيونية في حرب استمرت أكثر من 22 يوماً، شوهدت فيها غزة مغرقة بلون دماء شهدائنا الأبطال وتضاريس غزة لم تدع لوناً يتميز عن الآخر.
لا نريد أن نجتمع من أجل الاجتماع ونذهب للمصالحة لمجرد أن يكون عنوانا رئيسا في الصحف اليومية وعلى نشرات الأخبار، والتي مل الشارع الفلسطيني من تكرارها دون جدوى؟
والخوف أن نجد أنفسنا بعد عشرين عاماً نغير العنوان ونبدأ الحديث عن (المصالحة العبثية)، ويأتينا أحد المفاوضين بكتاب يسميه "الحياة مصالحة" على غرار كتاب لكبير المفاوضين الفلسطينيين "الحياة مفاوضات" .
سيدي الرئيس محمود عباس و يا سيدي خالد مشعل، ألا تعلمون بأن الطفل الفلسطيني قد نضجت أفكاره ولم تعد أحلامه هي مشاهدة القط والفأر" توم وجيري"!، نريد منكم أن تحملوا هموم شعبكم وألا تخفوا عليه شيئاً وأن تكونوا صريحين مع بعضكم، ظاهرين حُسْنَ نواياكم.
لا نريد أن تنحصر قضيتنا في حوار ومصالحة وننسى صلب القضية الفلسطينية، فنحن شعب مرابط على أرضه إلى يوم الدين هدفنا تحرير مقدساتنا وطرد الاحتلال من كافة أراضينا، ليعود لاجئينا من جديد على أرضهم التي سلبت منهم، ويعود أسرانا ليعوضوا زهرات عمرهم التي قطفت منهم عنوه وبهتانا