الرسالة نت - أمل حبيب
كان الألم جليا في منزل أبو أحمد بمخيم النصيرات.. عشرة أفراد يسكنون في غرفة واحدة تكسوها ألواح الزينقو التي أكلها الصدأ.. عشرة أفراد يتقاسمون الحجرة للنوم.. للجلوس وحتى لاستقبال الضيوف.
الأرضية معظمها (باطون) وجدران منزلهم المتشققة لسان حالها يناشد المارين بترميم وإصلاح حالها, وخلال تجوالنا في المنزل (الغرفة) لاحظنا بأن المطبخ بالكاد يتسع لشخص واحد, أما غرفة النوم فحكايتها مؤلمة, فعند المساء تعجز أن تحتضن في أحشائها جميع العائلة مما يضطر الأبناء الكبار النوم (في الشارع) أمام المنزل.
الاربعيني أبو أحمد كان يلف حول رقبته لفحة شتوية وبين الحين والآخر يخفي بها ملامح وجهه الذي اجتاحته تجاعيد الهموم والألم, الموجع في الأمر أن الوالد عاجز عن تقديم أي شيء لأطفاله فهو بحاجة لمن يساعده أولا في تحسين صحته النفسية واضطراب شخصيته.
أما أم أحمد والتي انعكس الحرمان والفقر على جسدها الهزيل ووجهها الشاحب, قالت: "وضعنا صعب وخصوصا لما تشتي الدنيا بتصير الميا تدلف علينا من كل مكان".
لا يوجد في الغرفة سوى نافذة علوية صغيرة الحجم يتسلل منها بعض من أشعة الشمس علها تطرد رائحة الرطوبة والمرض.
ما لفت انتباهنا هو الطفلة خلود ابنة الثلاثة أعوام وهي تجلس على أكياس الدقيق التي تستلمها أسرتها من الاونروا .. وكأنها تعرفنا على مصدر غذائهم الوحيد , لم تخبرنا الطفلة عن أحلامها الوردية ولكنها أخذتنا في جولة في كل زاوية من منزلهم البائس وهي تبتسم.
كانت خلود بمثابة بطلة قصة المعاناة ولم نسمع صوتها سوى عندما أطلقت العنان لضحكاتها حينما التقطنا لها بعض الصور الفوتوغرافية.
"والله بتيجي أيام ما في عنا الشيكل" هي كلمات نطق بها وجع الأم, والتي بينت مدى معاناتهم من ضيق المكان, وخصوصا حينما تتكدس أجسادهم النحيلة جنبا إلى جنب حينما يحل ليل الشتاء الطويل.
بين الفينة والأخرى كانت تتساقط دموع الوالدين ألما وحسرة على حياة أطفالهما المحرومين من أبسط متطلبات الحياة الكريمة كالنوم السليم والطعام الصحي .
تقول أم أحمد بعد أن جففت دموعها بحجاب رأسها: نفسي يتغير حالنا للأحسن (...) ياريت يساعدوني بترميم البيت وتوسيعه.. والله انخنقنا.
انتهت الحكاية ولكن أحلام عائلة أبو أحمد في ترميم منزلهم وتوسيعه تنتظر مساعدة أهل الخير لهم.. فهم بحاجة لدعمكم المادي والمعنوي ليصبح الحلم حقيقة .
هو نداء استغاثة.. فيا باغي الخير يمكنك التوجه الى عائلة أبو أحمد ومشاهدة وضعهم المأساوي في مخيم النصيرات .