بقلم : سناء زقوت
لم تكن الدقائق ثقيلة على نفوسنا بمغادرة وفد المقاومة والانتصار ديار غزة , ولم توشح قلوبنا بالخوف والقلق على مدى استجابة الشعوب والحكومات لنداء غزة وفلسطين .
فالمفارقة التي باتت في أقل السنوات الأخيرة لم تكن الا أمرا ربانيا أراده الله إحقاقا لسنته التي تقتضي أن يقابل الإيمان والإرادة بالنصر والتمكين .
الآن يخرج أبو العبد ورفاقه من ذات الطريق وذات المطار وذات الطائرة , ولكن بمضيف جديد يقدم الورود ويهديه رسالة تقدير, واعتراف بأن غزة وصمودها بأهلها ومقاومتها وقيادتها كانت المعلم الذي حدت الشعوب حدوه وكانت القصة التي درست الأمة العربية فصولها .
لم تكن غزة لتلوم أو تعاتب الشعوب عام 2008 حين دكت آلية المحتل غزة في عملية الرصاص المصبوب , لم تلمها بقدر ما أدركت أن الفساد مرهون بمن يفرض حالة الصمت والخوف بين أظهرهم .
لذلك لم تقتل الأمل المعقود بناصية تلك الأمة الغراء , و لم تبخل بالدروس التي قدمتها لهم وان كانت مخطوطة بالدماء والأشلاء التي طالت أبناء غزة وقياداتها ومدنها وقراها .
وواصلت رغم عثرات الطريق وتكالب المجتمع الدولي والعربي الآنف , ورغم تحشيد العدو لفريق داخلي يطعن في خاصرة الشرعية الشعبية وينقلب على خيار الشعب وعلى برنامج المقاومة .
واصلت حين قالت فصدقت , ووعدت فأوفت وفاء الأحرار, حررت الأسرى رغم مرارة الثمن الذي دفع طيلة زمن الاحتفاظ بشاليط في غزة المحاصرة .
واصلت ولا تزال يطلب منها ختما ينقش بالاعتراف بإسرائيل , ولا تزال تشهد بوحدانية الله ووحدانية خيار المقاومة وسقوط إسرائيل .
الشعوب طلبت غزة بعد أن دفعت اليها وفودها التي مزقت وثيقة الحصار عبر السنوات المنصرمة ,طلبت ودها في بلادها لتؤكد لمن يقرأ السطور ويتمعن التاريخ ويدرك العبر أن الحق منتصر , وأن من يبتغ التحليق في سماء الحرية والكرامة فعليه الاقتداء بما فعلته غزة قيادة وشعبا