قائد الطوفان قائد الطوفان

عبر 22 عاما.. الحركة النسائية تطور متواصل

غزة _ أمل حبيب- الرسالة نت

شهدت الحركة النسائية الإسلامية منذ بداية انطلاقة حركة حماس وحتى يومنا هذا تطورا كبيرا أثبتت من خلاله المرأة الفلسطينية أنها لا تقل صمودا وأهمية عن دور الرجل في العمل الدعوي و السياسي كما إنها ساهمت في الانخراط في العمل العسكري وشاركت في العمليات الاستشهادية , بالإضافة إلى غرس القيم والمبادئ وتربية الأبناء على حب الوطن.

وتستدعي الذكرى 22 لانطلاقة حركة حماس السؤال:ما هي مراحل تطور العمل النسائي الإسلامي خلال 22 عاما على انطلاقة حركة حماس ؟ وهل احتلت المرأة مكانة مرموقة بين الرجال ؟ وماذا عن تجربتها في المشاركة بالتشريعي واتخاذ القرار السياسي ؟ وما هي الصعوبات التي واجهت المرأة في عملها ؟

لمعرفة المزيد حول هذا الموضوع استطلعت "الرسالة نت" آراء قيادات العمل النسائي في الحركة.

بدايات الحركة النسائية

رجاء الحلبي واحدة من أوائل قيادات العمل النسائي الإسلامي في قطاع غزة، تحدث عن بداية العمل النسائي في حركة حماس قائلة : "بدأ العمل النسائي في الحركة بالتزامن مع عمل الأخوة الرجال نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات حيث انطلق من بيوت الله ومن الجامعة الإسلامية التي تعتبر المنبر القوي الذي اظهر قدرة الحركة النسائية الإسلامية وجدارتها وصمودها".

وأضافت: استطعنا الانتشار بسرعة من خلال الأنشطة المختلفة والتي تضمنت عقد الندوات الدينية واستقطاب عدد كبير من الناس في الخارج , العمل الخيري فأصبحت الكتلة الإسلامية تحصل على أعداد هائلة من الأصوات, وكان الالتفاف الجماهيري يزداد يوما بعد يوم.

و أشارت الحلبي إلى أن المرأة لن تقصر في مجال العمل العسكري وهذا ما أثبتته ريم الرياشي والحاجة فاطمة النجار وغيرهن الكثيرات , واصفة المرأة المسلمة بأنها حضن لكل نتاج العمل العسكري بالحركة فهي التي تدفع ابنها المجاهد للموت في سبيل الله , وهي التي تدعم زوجها المناضل وتدعو له بالنصر أو الشهادة.

وأوضحت بأنه ليس بالجديد على الحركة النسائية الإسلامية التي واجهت اليهود عند اقتحام الجامعة الإسلامية , وكما تواجههم المرأة السياسية وتتصدى لهم بكلمتها وثقلها بعد أن فازت حماس بالانتخابات وامتدت جذورها للحكومة والبرلمان.

وقالت الحلبي :" المرأة في حماس أثبتت فعاليتها في كل مجال من مجالات الحياة فنجدها الم التي تربي الأجيال في بيتها على حب الله والجهاد في سبيله , وهي المدرسة والنقابية والمهندسة والإعلامية , بالإضافة إلى العمل المؤسساتي الخدماتي والعمل الجماهيري الذي غطى جميع فعاليات الحركة النسائية ".

واعتبرت الحلبي بأن الحركة النسائية الإسلامية بمثابة الشجرة الطيبة التي أثمرت وأينعت التي يزداد جني ثمارها في كل حين , فهي جزء أصيل من حركة حماس وجذورها تمتد في جميع أرجاء الوطن.

وراء كل رجل عظيم امرأة

ويبدو أن إصرار المرأة الفلسطينية على تحمل الآلام و الصعاب يأتي بسبب قناعتها بدورها النضالي في مقاومة الاحتلال حتى وهي جالسة في بيتها للحفاظ على كرامة الأجيال القادمة , وهو ما تقتنع به أم حسن أبو شنب زوجة الشهيد المهندس إسماعيل أبو شنب التي تحدثت "للرسالة نت" بصمود المرأة الفلسطينية الصابرة المحتسبة أجرها عند الله لفراق زوجها وابنها.

وقالت مؤكدة: سأسير على نفس النهج الذي سار عليه الشهيد أبو حسن , فكان رغم قلة وقت وفراغه وانشغاله في العمل الدعوي والسياسي ابتغاءا لمرضاة الله يجلس معنا وقت تناول الطعام ويعرف إخبارنا ويسأل أبناءه عن دراستهم وأحوالهم ويغرس فيهم الأخلاق الحميدة.

وأضافت: بعد رحيله أصبح على عاتقي مسؤولية كبيرة بالرغم من أنني تعودت عليها في السابق ولكن اليوم علي عبء اكبر فانا احمل اسم شهيد قائد قدم الكثير من اجل عزة وطنه وشعبه وإعلاء كلمة الله.

ووجهت أم حسن رسالة إلى كل أم فلسطينية مفادها:" الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق فإذا صلحت الأم صلح المجتمع بأكمله , فالأم من بيتها تستطيع بعقيدتها الراسخة و أخلاقها الفضيلة أن تخرج أفواج عديدة من المجاهدين وصانعي القرار ".

تجربتها في الحكومة

وعن تجربة المرأة في الحكومة أشارت مريم صالح وزيرة شؤون المرأة في الحكومة العاشرة بان الحركة النسائية الإسلامية في تقدم وازدهار فهناك توسع من مناصرات الحركة وازدياد في دعمها وتأييدها , موضحة بأن ممارسات الاحتلال الصهيوني بالضفة المحتلة من إغلاق المؤسسات التابعة للحركة والتضييق على إتباعها أدى إلى تراجع عمل الحركة النسائية بالضفة.

وقالت صالح": المرأة في الحركة الإسلامية كان لها دور كبير في تنظيم الانتخابات والإدلاء بأصواتهن فيجب إعطائها فرصة اكبر في الحكومة لإثبات ذاتها".

وأضافت:" في الحكومة العاشرة لم يكن فيها إلا وزيرة واحدة وهذا لا يكفي في حكومة إسلامية، متسائلة: لماذا لا تتولى وزارة الشؤون الاجتماعية والأسرى امرأة ؟ , فقد أعربت بأن المرأة لديها شعور بالرحمة والحنان فهي قادرة على التعامل مع الحالات الإنسانية".

من ناحيته أكد القيادي في حركة حماس خليل الحية بان الحركة تعتز بالمرأة الفلسطينية ودورها الرائد ووقوفها بجانب الإخوة بالحركة فلقد تميزت في جوانب عديدة سواء بالجانب الدعوي والتربوي وحتى السياسي.

وأضاف الحية: نحن لا نقلل من إمكانات المرأة وقدراتها , ولكن جرت العادة في الحكومة الفلسطينية الإشكالية بان يكون هناك عدد معين من النساء، مؤكدا أن النائبة في كتلة التغيير والإصلاح تفوقت بجدارتها وقدرتها وإبداعها حتى علينا نحن الرجال.

وصلت للبرلمان

من ناحيتها اعتبرت هدى نعيم النائب في المجلس التشريعي بأن الاهتمام بالنساء والرؤية تجاههم كانت رؤية إستراتيجية بالحركة، وكان اهتماما ليس طارئاً أو ردة فعل، وإنما كان يخطط في أوائل السبعينات أن يكون هناك جسماً نسائياً موازي ومتكامل في الأدوار, مشيرة إلى أنه تم منحها مساحات كبيرة من المشاركة في كافة الميادين ومرتبطة بأوليات حماس واهتمامهم بها.

وقالت:" تطورت مشاركة المرأة في حماس من العنصر، إلى المشاركة في جميع مستويات الحركة بدءا بالبلديات والعمل النقابي ثم وصلها للبرلمان، وهذا التدرج شكل تأثيرا في العمل السياسي والحركي".

وتابعت: "يعتبر العمل السياسي واتخاذ القرار من أهم ما أبدعت به المرأة فلقد أثبتت حضورا ايجابيا وعملت على الاحتكاك بمشاكل وهموم الناس والمحاولة لحلها ".

وأوضحت نعيم أن مشاركة النساء بالحركة تفوق أي مشاركة للمرأة في أي تنظيم سياسي أو حركات أخرى.

ووجهت النائب نعيم رسالة للمرأة في حركة حماس في ذكرى الانطلاقة 22 للحفاظ على نجاح الحركة النسائية الإسلامية مفادها:" الشعب أعطى الثقة لرجالها ونسائها فلنحافظ على آمال الناس وطموحاتهم بالحركة ومحاولة الاقتراب أكثر من همومهم , ومهما احكم الصهاينة الحصار والإغلاق فهي آلام المخاض التي تسبق النصر المؤزر ".

نساء من اجل فلسطين

 من ناحيتها أعربت ابتسام صايمة مديرة مؤسسة نساء من اجل فلسطين بان تجربة المرأة في المجال الإعلامي في حركة حماس حديثة جدا , فلم يكن هناك لجنة عمل إعلامي للحركة , قائلة:" هناك محاولات عديدة لإنشاء مكتب إعلامي للحركة من خلال الكتلة الإسلامية وجريدة الرسالة وفلسطين فهي تعتبر جزء من العمل الإعلامي للحركة."

وأضافت:" قبل عاميين تم إنشاء مؤسسة نساء من اجل فلسطين وهي الواجهة الرسمية للجنة الإعلامية للحركة النسائية الإسلامية".

وأكدت صايمة أن المؤسسة تعمل على إعداد صحيفة شهرية , ولديها موقع بنفس الاسم وقسم خاص بالإنتاج الفني بالإضافة إلى تحضير المؤسسة لإخراج اوبريت بعنوان "لا تصمتي يا غزة " خاص بذكرى الحرب على غزة , مشيرة إلى انه وبالرغم من أن التوجه الإعلامي للحركة جاء متأخرا ولكنه قوي , واثبت جدارته من خلال وسائل الإعلام التابعة للحركة , مثل فضائية الأقصى التي تتمتع بجمهورها الكبير في الداخل والخارج ومواقع الانترنت والصحف.

وفي معرض ردها على سؤال حول سبب تأخر الحركة عن العمل في المجال الإعلامي قالت صايمة:" لقد طغى الاهتمام بالجانب العسكري وسرية العمل على العمل بالجانب الإعلامي ولكنه لما تكون اثبت جدارته وتميزه

الصعوبات التي تواجهها

وحول الصعوبات التي تواجه عمل المرأة في الحركة قالت الحلبي:" المرأة اليوم لم تعد على هامش المرحلة بل في قلب المرحلة والأغلبية اقتنعت بمكانتها ودورها المتميز , ولكن الصعوبات التي تواجهها هي نفسها التي تواجه المجتمع الفلسطيني من تشديد الحصار والعربدة السياسية والعسكرية للاحتلال الصهيوني وغيره ".

بينما قالت صايمة:" مجتمعنا ذكوري وما زال البعض لا يتقبل مشاركة المرأة إعلاميا بسهولة , وينظر لها بأنها غير قادرة أن تكون مراسلة جيدة أو مصورة بارعة وكذلك لا يوجد اعتراف كامل بإمكاناتها وقدرتها في بعض الحركات الإسلامية ".

ولا زالت المرأة الفلسطينية محط إعجاب وتقدير ممن حولها، كيف لا وهي التي أعطت نماذج عديدة في التصدي والكفاح والمقاومة.فهي الأم المضحية بفلذات أكبادها رخيصة في سبيل الله. وهي الزوجة والأخت الصابرة على فراق أحبتها.

 

البث المباشر