قائد الطوفان قائد الطوفان

"عاد بالخير الكثير"

بجولة هنية.. عُزلت (إسرائيل) وارتقت حماس !

الرسالة نت - أيمن الرفاتي

ختم رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية، جولته الخارجية "الأولى" منذ تولي حركة المقاومة الإسلامية حماس مقاليد الحكم بالقطاع إبان العام 2006، ليعود بـ "الخير الكثير" للفلسطينيين.

جولة شملت دولاً عربية وإسلامية، عقبت الإطاحة بأعتى رؤساء العرب -بن علي، مبارك، القذافي- تباين خلالها طبيعة الاستقبال الرسمي والشعبي، لشخصية فلسطينية عايشت حصاراً إسرائيلياً لخمسة أعوام مضت -ولا زالت-.

ورغم وضوح دلالات الجولة وأهميتها إلا أن الكثير من المحللين اختلفوا في تقيمها، فمنهم من اعتبرها في غاية الأهمية لحركة حماس والقضية الفلسطينية برمتها, وآخرون قللوا من أهميتها وقالو إنها "مجرد محاولة من حماس لتقديم نفسها بثوب جديد يتناسب مع مرحلة ما بعد المصالحة الفلسطينية وتغيرات الوضع العربي".

ورغم التباين القائم، إلا أن المراقبين يؤكدون أهمية الجولة نحو كسر حصار غزة ودعم المصالحة وتأكيد العمق العربي للقضية الفلسطينية.

ويؤكد د. محمد صوالحة المحلل السياسي والخبير في الشئون الفلسطينية، أن جولة هنية اتسمت بـ "البعد الرسمي" في أكثر من موضع، مستشهداً بحفاوة الاستقبال التركي والتونسي لرئيس الوزراء.

وقال صوالحة: "في المرات السابقة زار هنية عدد من الدول العربية؛ لكن البعد الرسمي لم يكن حاضراً كما حضر في هذه المرة، بما يمكن اعتباره كسر للطوق العربي الذي كان مفروضاً على الحكومة الفلسطينية" مستدركاً: "ربما تكون انفراجة في طريقة التعامل مع الحكومة والحصار".

نجاح فلسطيني

بدوره؛ اعتبر الكاتب والباحث التونسي "جلال الوراغي" جولة رئيس الوزراء بمثابة "برهان على فشل إسرائيل في عزل حماس والحكومة الفلسطينية".

وأوضح أن الجولة تحمل أبعاداً سياسية مختلفة، أولها رفع الحصار ونصرة القضية؛ لأن العمق العربي -وفق الوراغي- بدأ يتحرر ويستدرك خطأه.

وقال: "عزلة غزة -التي انجلت- تُفرض الآن على إسرائيل، تزامناً مع الربيع العربي"، مستدركاً: "عُزلة الكيان تعززت بخسارة تركيا، والجار الطيب حسني مبارك, ونظام بن علي في تونس, إضافة للنداءات الشعبية المطالبة بمحاربة الكيان وتحرير فلسطين".

وتوقع الباحث التونسي أن تنتقل القضية الفلسطينية لما أسماه بـ "طور نوعي"، بعدما انسلخت عن أنظمة منطوية كانت حليفة لـ (إسرائيل)، يتقدمها نظام المخلوع مبارك.

وعاد صوالحة ليؤكد أن الحكومات التي استضافت رئيس الوزراء هي "صاحبة المكسب الأكبر", موضحاً بالقول: "يعلم الجميع أن لحركة حماس بُعد شعبي وقبول واسع في العالم العربي والإسلامي".

وبيَّن أن أكبر مكسب تشعر به دول الثورات هو التناغم الشعبي والرسمي الذي لم يكن حاصلاً من قبل, مشدداً على أن هذا السبب جعل جولة هنية مختلفة عن سابقها .

وفي سياق متصل؛ قال صوالحة إن هناك قضيتين يجب التركيز عليهم، أولهما أن القضية الفلسطينية كانت حاضرة بقوة في الثورات العربية, والثانية والمهمة أن نتائج الانتخابات أفرزت حلفاء لحماس في السلطة سواء في تونس عبر حزب النهضة أو في مصر عبر الإخوان المسلمين والعدالة والتنمية في المغرب وليبيا.

ونوه إلى أن فوز الاسلاميين في الانتخابات يمثل امتداداً لفكر حماس، بما يعزز مكانتها في المنطقة العربية, معتبراً أن هذا الأمر مكَّن حماس من الانفتاح على العالم العربي. 

ونبه صوالحة إلى أن زوال النظام المصري كان حجز الزاوية في التغيرات التي تجري في المنطقة في كل ما يتعلق بفلسطين, موضحاً أنه كان مهيمن على المنطقة ومستفزاً ومبتزاً للدول العربية "وهذه العقبة عندما زالت فتحت المجال أمام حماس للتحرك تجاه الدول العربية الأخرى". وفق قوله.

ابتزاز للإدارة الأمريكية

من ناحيته؛ اعتبر د. جواد الحمد مدير مركز دراسات الشرق الأوسط بعمان جولة رئيس الوزراء إسماعيل هنية، بمثابة "تأكيد على الانتماء الطبيعي لحماس والثورات العربية والتيار الاسلامي الذي حملها".

وأوضح أنها حققت مكسباً جديداً، يتلخص في تكريس حماس كمظهر أساسي في الصورة الفلسطينية, "وربما في المرحلة المقبلة قائداً للمشهد الفلسطيني برمته, في ظل تراجع سلطة فتح وعباس". وفق قوله.

ولفت إلى وجود محاولات أمريكية لمقايضة قيادات الثورات في المنطقة العربية بموضوع فلسطين وحركة حماس, مقابل أن تتعاون الادارة الأمريكية أو تغض الطرف عن التحول الاستراتيجي في هذه الدول, مشدداً على أن زيارة هنية رد عملي على رفض السياسة الأمريكية.

ونوه الحمد إلى أن جولة هنية للدول العربية تقوية لمحور المقاومة في المنطقة, وإضافة فعلية لدول الثورات لمحور الممانعة الذي يرفض السياسات الأمريكية التطبيعية مع (اسرائيل), مشدداً على أن حماس ستكسب واقعاً ومحوراً جديداً لدعم المقاومة.

وبيّن أن حماس لن تخرج من محور الممانعة في المنطقة؛ بل ستعززه بدول أخرى تحررت من المشروع الأمريكي الذي هيمن لسنوات على القرارات العربية.

استقبال رسمي وشعبي

الباحث التونسي "جلال الوراغي" قال إن استقبال هنية بصفة رسمية وشعبية في المدن التونسية يؤكد أن تونس استكملت ثورتها داخلياً وخارجيا واستجابت للرغبات الشعبية, داعياً الشعب المصري لاستكمال ثورته خارجياً والضغط على الحكومة المصرية للاعتذار عن عدم استقبال هنية ودعوته مرة أخرى.

وأكد أن رفض استقبال الحكومة المصرية والمجلس العسكري رئيس الوزراء الفلسطيني "أمر طبيعي كونهم غير شرعيين ويخافون من الضغوطات الخارجية". حسب قوله.

وتابع: "عسكري مصر، وحكومة الجنزوري، مدة عملها مؤقتة، بالتالي غير منتظر منهم أن يقوموا بخطوة إستراتيجية كاستقبال هنية"، مستدركاً: "الشرعيات حينما تتحدث مع بعضها لا تخاف من أحد, أما غير الشرعيين يخافون من الضغوطات الغربية والمؤامرات التي قد تُحاك ضدهم".

ولفت إلى أن الثورات العربية جاءت ليس فقط من أجل الاطاحة بالاستبداد الداخلي والظلم الاجتماعي بل كان لها بعد خارجي يعمل على تقويض معادلات دامت لأكثر من ستين عاماً كان فيها العرب تابعين لنظام غربي استبدادي يملي عليهم الشروط.

وطالب الوارغي بأن تصاغ النظرة الخارجية للدول العربية التي حدثت فيها الثورات بشكل جديد تكون فيه القضية الفلسطينية أولوية يتم العمل لأجلها والاستقلال عن الهيمنة الغربية التي تحاصر الفلسطينيين وتفرض عليهم القيود.

البث المباشر