قائمة الموقع

مشاريع صغيرة.. قوارب نجاة في بحر من الفقر

2009-12-15T14:29:00+02:00

غزة /مها شهوان

يعاني قطاع غزة من أوضاع اقتصادية متردية فقد حرم الاحتلال الإسرائيلي بحصاره الخانق العديد من أرباب الأسر الفلسطينية من عملهم فلم يجدوا ما يسد احتياجات عائلاتهم، بالإضافة للحرب الأخيرة على القطاع التي خلفت وراءها العديد من العوائل المنكوبة التي فقدت معيل أسرتها.

لكن المرأة الفلسطينية وكما هو معهود عليها لم تقف مكتوفة الأيدي فقد ساهمت في توفير لقمة العيش لأبنائها وذلك من خلال مشاركتها في بعض المشاريع التي قامت بتنفيذها وزارة شؤون المرأة ليستفيد منها اكبر عدد ممكن من السيدات.

الكعك والمعمول

السيدة أم احمد إحدى النساء اللواتي آثرت أن تعيل أسرتها بدلا من مد يد العون للآخرين واستفادت من إحدى هذه المشاريع التي قدمتها وزارة شؤون المرأة.

أم احمد لديها عشرة من الأطفال ولا يوجد من يعيلهم خاصة أنها أرملة منذ عامين. طرقت أم احمد جميع الأبواب لتجد ما يسد جوع أبنائها لكنها كانت جميعا مؤصدة في وجهها.

هذا الحال لم يفت في عضد أم أحمد، فلم تكل أو تمل حتى وجدت ضالتها في المشاريع التي تقدمها وزارة شؤون المرأة.

تقول أم احمد للرسالة: حينما علمت بالمشاريع التي تقدمها وزارة المرأة سارعت بالتسجيل حتى حالفني الحظ واستطعت أن احصل على قفص من الأرانب، بالإضافة إلى الأعلاف التي تكفي الأرانب لمدة أربعة شهور.

وأضافت: بعد مرور عدة أشهر أنجبت الأرانب العديد من صغارها حتى كبرن واستطاعت أن تبيع منهم ، مشيرة إلى أن جزءا من الأرباح كان تشتري به أعلافا والباقي تصرف منه على بيتها.

وأشارت إلي أن مشروعها حقق لها أرباحا كثيرة ساهم في تلبية احتياجات أبنائها العشرة، مبينة أنها قدمت للوزارة خمسة من الأرانب لتنتفع بها اسر أخرى محتاجة.

أما السيدة أم مصطفى فقد كان حالها يختلف عن سابقتها ، فزوجها يعاني المرض ولديها العديد من الأبناء ، فالمساعدات المالية التي كانت تقدم لها من خلال الجمعيات الخيرية لم تكن تكفي احتياجات أسرتها .

تقول أم مصطفى:"عملت خادمة في البيوت دون أن يعلم أحد من أبنائي تفاديا لإحراجهم أمام الناس"، مضيفة أن كثرة العمل والتعب التي عانت منها أثناء خدمتها جعلت المرض ينال منها حتى ألزمها البيت.

وحينما سمعت أم مصطفى بالمشاريع التي تقدمها وزارة شؤون المرأة سارعت بالتسجيل للحصول على مشروع يناسبها ، حتى حصلت على مشروع إعداد المعجنات وبعض الأكلات "كالكعك والمعمول والمفتول "التي أدرت ربحا عليها ساعدها في سد رمق أبنائها وذلك من خلال ما تحصل عليه من أموال مقابل ما تقوم بإعداده وبيعه من الأطعمة للموظفات أو ربات البيوت اللواتي لا يجدن متسعا من الوقت لإعداد مثل تلك الأكلات.

لم يكن حال أم اشرف.س يسر أحدا فقد دمر جيش الاحتلال الإسرائيلي في حربه الأخيرة بيتها بالكامل الذي كافحت وزوجها في بنائه ، ليتركهم يعيشون في خيمة من النايلون أشبة بالحمامات الزراعية.

فزوجها لم يعد يقوى على الحركة فهو ملازم لفراشة طيلة اليوم ،لاسيما وان رصاص جيش الاحتلال أصابه في عموده الفقري .

وحينما استطاعت أم اشرف الحصول على مشروع من إحدى الجمعيات التابعة لوزارة شؤون المرأة  ، تأجرت بيتا من غرفتين يحميها وزوجها وابنها من برد الشتاء القارص.

وقالت "للرسالة": "حصلت على مائتي دولار واستطعت أن افتح بسطة صغيرة وأبيع فيها بعض الحلويات للأطفال ، بالإضافة لأرجوحة حصلت عليها ويعمل عليها ابني الأمر الذي ساعدنا في سد احتياجاتنا وعلاج زوجي".

أسر منتجة

وفي هذا السياق ذكرت أ.اعتماد الطرشاوي مدير عام التأثير والاتصال في وزارة شؤون المرأة بان هناك سيدات معيلات يعانين الفقر، مشيرة إلى أن المعاناة تمثلت بأقسى صورها فلا يجدون العلاج إن كانوا بحاجة له.

وأشارت الطرشاوي إلى وجود العديد من السيدات اللواتي التحقن ببرامج التدريب المهني والحرفي التي تنفذها مؤسسات أهلية بإشراف وزارة شؤون المرأة ، واكتسبن من خلال هذه البرامج الثقة بالنفس والقدرة على إدارة المشاريع الصغيرة من خلال دورات التأهيل النفسي والإداري التي تسبق امتلاك المشروع وإدارته .

وأضافت أن العديد من النسوة نجحن في إدارة مشاريعهن مثل تربية الأرانب والدواجن والأغنام , بالإضافة إلى المشاريع الزراعية كزراعة الفطر, وتصنيع الأغذية وحفظها وتسويقها, ومشاريع التطريز والحياكة وتصنيع ألعاب الأطفال وبيعها.

وذكرت الطرشاوي بان مستوى الأسر تحسن حيث تحولت لأسر منتجة تجد ما يسد رمق أبنائها وتوفر لهم بعض ضروريات الحياة ، مضيفة إلى أن ذلك اثر إيجابا على وضع النساء النفسي والاجتماعي وأصبحن أكثر ثقة بالنفس ومشاركة في الحياة العامة .

وأوضحت الطرشاوي أن تلك المشاريع استهدفت أيضا أرامل شابة غالباً كن زوجات لشهداء , مبينة أن أكثريتهن لا يمتلكن شهادة علمية تساعدهن في الحصول على وظيفة تضمن لهن نوعاً من الكفاية والاستقلالية .

 وتضيف:" كثيرات هن الأرامل اللاتي استفدن من مشاريع جمعية الشموع المضيئة التي تشرف عليها وزارة شؤون المرأة ومثال ذلك مشروع بناء الذات الذي التحقت به 200 أرملة شابة لتتعلم كيف تتغلب على حزنها وتتوازن في علاقاتها".

 

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00