قائد الطوفان قائد الطوفان

السنوار: الكتلة الإسلامية المنبع الأول لقيادات حماس

غزة/ كمال عليان

ترتبط حركة المقاومة والإسلامية حماس ارتباطا كبيرا بذراعها الطلابي "الكتلة الإسلامية" في مراحلها المختلفة، كون أبرز قادة الحركة كانوا قياديين ونشطاء فيها، وخصوصا في المرحة الجامعية في ظل ظروف عصيبة مرت بها.

وللوقوف على علاقة قيادة حركة حماس بالكتلة الإسلامية ومجلس الطلاب ونشاطاته, التقت "الرسالة" الدكتور زكريا السنوار, مشرف قسم التاريخ بالجامعة الإسلامية, وأحد قادة الكتلة الإسلامية منذ بداياتها، لتفتح معه ذكريات الماضي وتستذكر معه حال قيادة الحركة وتاريخ الكتلة الإسلامية والظروف التي واكبت تأسيسها وأبرز محطاتها.

** بدايات الكتلة

وقال السنوار مستذكراً البدايات الأولى لها أن الكتلة بدأت عملها منذ نشأة الجامعة الإسلامية بشكل جنيني بدائي نظرا لأن عدد الطلبة كان قليلا جدا"، مبيناً أن الكتلة الإسلامية بلورت أفكارها في إطار إسلامي يأخذ على عاتقه دعوة الطلاب للدين الإسلامي.

وأضاف: بعد أن ظهرت كليات أخرى في الجامعة وبدأ العدد يزداد، بدأ يتجمع عدد من الشباب الحاملين للفكرة الإسلامية وكانت مرجعيتهم الشيخ أحمد ياسين وكان يتابعهم باستمرار"، موضحا أن عملهم لم يقتصر على العمل الدعوي للطلبة فقط بل طال المجتمع بأسره.

وأشار إلى أن الكتلة بدأت بإصدار كتيبات مثل كتيب الجنة والنار الذي أصدرته اللجنة الثقافية في مجلس الطلاب آنذاك، بالإضافة إلى كتيبات سياسية مثل كتيب "الحقيقة الغائبة" و"السرطان الأحمر"، مؤكدا على أن هذه الكتيبات أحدثت ثورة ثقافية عند أناس كانوا منغلقين في منهاج مصري قديم موجود منذ عشرات السنين، وفي ظل غياب مؤسسات ثقافية في القطاع .

وأوضح السنوار أنه نتيجة تجاوب الطلبة بدأ عدد طلاب الكتلة الإسلامية بالتنامي والتكاثر، منوها إلى التماسهم تغييرا جذريا في حياة الناس في الشوارع والبيوت و ظهور الحجاب الإسلامي والجلباب الذي لم يكن موجودا في تلك الفترة .

وحول الدور الاجتماعي الذي كانت تلعبه الكتلة الإسلامية قال السنوار:" كانت الكتلة تساعد الناس في بناء البيوت وحصاد القمح والزيتون"، مشيرا إلى أن الكتلة كانت تنسق مع البلديات للقيام بأسبوع نظافة الشوارع على مستوى القطاع مما حذا بالناس بأخذ فكرة جيدة عن أبناء الكتلة الإسلامية وزادت جماهيريتها حتى خارج الجامعة.

** محطات

ومن أهم المحطات التي بقيت عالقة في ذاكرة د. السنوار هي مدى انضباط أبناء الكتلة الإسلامية في اجتماعاتهم، مؤكدا على أنه كان من أهم أسباب نجاح الكتلة في ذلك الوقت.

ويتحدث حول الانضباط قائلا:" يوما من الأيام كان للكتلة الإسلامية اجتماع في الساعة الثامنة ولكننا جئنا إليه بعد ثلاثة دقائق، مما أوقع علينا عقابا بالجري حول الجامعة ثلاث مرات".

وفيما يتعلق بوضع الأسس وقواعد الكتلة الإسلامية وآلية تثبيتها منذ نشأتها وحتى اللحظة قال السنوار:" العمل الدءوب والمتواصل هو الذي جعل الكتلة الإسلامية تثبت في نفوس الطلاب والمجتمع"، مبينا أن قيادة الكتلة الإسلامية كانت تعمل بجد ليل نهار.

وأضاف :" كنت تجد الثلاثي القيادي في الكتلة الإسلامية خالد الهندي ويحيى السنوار ويحيى موسى في اجتماع في مخيم جباليا، وبعده يخرجون إلى اجتماع آخر في الزيتون وبعده في خانيونس في يوم واحد"، مؤكدا على عدم وجود أية وسائل اتصال آنذاك.

** عقبات ولكن

وفيما يتعلق بأهم العقبات التي كانت تواجه الكتلة الإسلامية أوضح السنوار أن الكتلة كونها فكرة جديدة على الناس واجهت صعوبات تمثلت في الغرابة والصورة السوداء التي كانت مرسومة في خيال الناس حول الإخوان المسلمين آنذاك، منوها إلى أنه كان من الصعب تغيير هذه الصورة.

وقال :" ومن الصعوبات أيضا حالة التنافر والتناقض التي كانت بين التيار الإسلامي والتيار الوطني التابع لمنظمة التحرير"، موضحا أنه أصبح هناك حالة من التنافس والصراع أوقعت العديد من المشاكل.

وفي نهاية حديثه أكدرالسنوار على أن معظم قيادات حركة حماس كانت في الأصل من أبناء الكتلة الإسلامية ونشطائها في ذلك الوقت، مستشهدا بشخصيات بارزة مثل رئيس الوزراء إسماعيل هنية الذي كان رئيسا لمجلس الطلاب وناشط في الكتلة الإسلامية. بالإضافة إلى الدكتور عبد الله أبو السبح الذي كان رئيسا لمجلس الطلاب أيضا، والدكتور خالد الهندي كان مسئول الكتلة الإسلامية ومستشار الشيخ أحمد ياسين آنذاك، بالإضافة إلى يحيى السنوار ويحيى موسى الذين كانوا من أهم قادة الكتلة"، موضحا أن الدكتور محمد عسقول ومحمد الضيف وأيمن طه وأسامة المزيني وخليل الحية وسامي أبو زهري وغيرهم كثيرون كانوا من أهم النشطاء في الكتلة الإسلامية.

إذن صدق من قال أن الكتلة الإسلامية هي مخرجة القادة والحضن الدافئ لجميع أبناء حركة حماس، ولو علم أبناء الحركة فضل الكتلة الإسلامية عليهم لزحفوا حبوا للالتحاق في صفوفها لعلهم ينهلون من خبرات سابقيهم.

 

البث المباشر