قلقيلية - لمراسلنا
يصطف عشرات الجزارين في سوق الّلحامين بالبلدة القديمة أمام محلاتهم يوميا يشكون ظلم الإجراءات الإسرائيلية وسياسة التهجير التي تتبعها ما تسمى ببلدية القدس المحتلة برئاسة نير بركات ضدهم.
ويقع سوق الّلحامين بالقرب من كنيسة القيامة ويبعد عن باب السلسلة 200 متر، ويستخدم ممرا للسياح من الأجانب واليهود معا ومعظم المتجهين للكنيسة.
"الأسعار في السوق زهيدة، لكن لا قوة شرائية فيه".. بهذه العبارة بدأ الجزار أبو إيهاب حديثه لـ"الرسالة نت"، مؤكدا أن أوضاعهم الاقتصادية لا توصف جراء ممارسات قوات الاحتلال العنصرية ضدهم.
وقال: "حالنا يمكن وصفه ببيت العزاء ومقولة: عظم الله أجركم، وكان زمان يطلق عليه سوق اللحامين أما اليوم فاللحمة موجودة والزبائن معدومين، فالاحتلال منذ احتل البلدة عام 1967م هجر السكان المحيطين بالسوق فلم يعد هناك أحد ليشتري من بضاعتنا".
ويضيف أبو إيهاب: "القدس أكثر بلد في العالم تدفع ضريبة تؤخذ من التجار المقدسيين بدون مقابل في حين أن التاجر اليهودي يتمتع بخصم وإعفاء خيالي حتى يبقى في القدس وينافس التجار المقدسيين الذين لا يستطيعون دفع أجرة محلاتهم نتيجة الإجراءات الضريبية والملاحقات القاسية".
وأردف قائلا: "نتعرض يوميا لاستفزازات من اليهود من أجل إدخال النكد والضجر في قلوبنا لتهجيرنا من المدنية المقدسية".
وأضاف: "للأسف لا نسمع من السلطة إلا شعارات الدعم والصمود، فنحن في القدس نواجه إجراءات البلدية الظالمة بجيوب فارغة، لكن رغم ذلك نصبر ونصمد لعل الله يجعل بعد عسر يسرا يقول أبو إيهاب".
ويستذكر أبو إيهاب سنوات الشدة والعسرة لسوق اللحامين قائلا: "اشتد علينا الحصار بعد عام 2006م عندما اكتمل بناء الجدار العنصري حول القدس، ورحل أكثر من 125 ألف مقدسي خلف الجدار، ولكننا لم نخرج من السوق وحافظنا عليه".
وفي هذا السياق ذكر الخبير المقدسي خليل التفكجي لـ"الرسالة نت" أن بلدية القدس تحاول جعل مدينة القدس المحتلة محطة جذب اقتصادي وسكاني للمستوطنين اليهود، "ومدينة طرد وتهجير للسكان الأصليين".
وقال: "يعفى التاجر والمستثمر اليهودي من الضرائب لمدة خمس سنوات، وتقدم له التسهيلات البنكية، وتوفر له المساحات اللازمة لإقامة منشأته الاقتصادية داخل القدس في حين يحرم الفلسطيني من كل شيء الأمر الذي يؤكد أن ما يجري في القدس يأتي في سياق الحرب المعلنة على المقدسيين بكل شرائحهم".