قائمة الموقع

مقال: "الرئيس يريد تمديد التصريح"..

2012-01-21T08:02:47+02:00

بقلم/ م. كنعان سعيد عبيد

ليست كَكروش الساسة أو جُيوبهم.. تناقصت المُطالبة بفلسطين ما بين البحرِ والنَّهرِ إلى ما بين النَحْرِ والنَّهد حين حُمِّلت القضيةَ على طاولات يَحتسي فيها شخصيات الـVIP نخب لقاءات التَطبيع والتخليع على شرف راعي السلام ورقصة "شالوم شالوم".

لم يغب عن الساسة والمؤرخين الكتابة عن تاريخ فلسطين وتاريخ الاحتلال والهجرات والنكبة والنكسة والتَّوسع الاستيطاني وكيف أن (إسرائيل) غير محترمة ولا تحترم القوانين الدولية، وأنها تغتال القادة، وقتلت النساء والأطفال في حرب الفرقان، وأن الاحتلال يصادر الأرض ويقتلع أشجار الزيتون "رمز السلام"، ويحاصر غزة.

ولن يغيب عن المؤرخين والكُتاب الكتابة في تاريخ اختلال الشخصية الفلسطينية وما حلَّ بها من نَكَبات ونَكَسات وكيف توسع الاستيطان النفسي في رَوع نُفوس ادعت يوما أنها تحمل القضية، وكيف صَادرت (إسرائيل) إرادة كثير من النفوس وكبرياءها، واقتلعت منهم شهامة كانت يوما علامة مسجلة للشعب الفلسطيني، وكيف أصبح بعضهم جزءا من منظومة الحفاظ على أمن (إسرائيل) كما أصبحت حيفا وعكا جزءا من مدن (إسرائيل) يعترف بها.

وحين أرَّخ المؤرخون علاقة الدم والنار بين قادة العمل الوطني والعدو (الإسرائيلي) -كما كانوا يسمونه- وسجلوا تاريخا طويلا من شهداء قادة المنظمة وحماس والجهاد ومن الأسرى والجرحى وسجلوا تاريخا أطول من الجهاد والتحدي والصبر.. أيضا سيسجل المؤرخون ما وصلت إليه تلك العلاقة بين بعض من تصدر العمل من القادة الجدد وبين الجانب (الإسرائيلي) كمسمى فني للعدو الصهيوني على اعتبار أن كلمة عدو لا سامية.

وسَيُسَجِل التاريخ  ظاهرة الاستحمار السياسي كما يسميها مالك بن نبي -فيلسوف ثورة الجزائر- أو ربما تكون ظاهرة الاستعباد لقادة الـVIP على فلسفة اليهود في أن الله سبحانه خلق الناس (الغويم) ليكونوا عبيدا أو مطايا, وسَيُسَجِل المؤرخون أن من كان يعاقب من تلك القيادات يُحرم تصريح العبور أو إذن المبيت في (إسرائيل)، وأن زعامات التنسيق الأمني توسطت لزعامات النضال الوطني لتمديد التصريح بعد شهادة مشفوعة بالقسم أنهم بريئون من تهمة النضال.

ولأن تاريخ السيد الرئيس ملك القضية والشعب وأن معركة التحرر وكرامة شعب الجبارين لا تحتمل أن يكتب التاريخ أن مجنَّدة على حاجز عسكري تدقق في تصريح العبور والمبيت للرئيس لتكتشف أن التصريح انتهى فيرجع الرئيس للمقاطعة، ولأن رئيسنا لا يمكن أن يكون مثل محمد بو عزيزي يحرق نفسه انتصارا لكرامة مستها موظفة البلدية فيشعل ثورة لا تنطفئ أو كأبي عمار حكم على نفسه بالسجن في المقاطعة.. لذلك كله كان لزاما علينا أن نخوض مع الرئيس معركة "الشعب يريد تمزيق التصريح" كما استوجب فينا خوض معركة تحرير الأرض والإنسان معركة الدم والنار ومعركة إعادة بناء الشخصية الفلسطينية واسترداد ثقافة المقاومة الشاملة كما استرداد الأرض شاملة معركة أن الرئيس أول من يتقدم يموت واقفا أو يتنحى مع التصريح.

اخبار ذات صلة