غزة- شيماء مرزوق
فاجأت الأمطار الغزيرة التي سقطت خلال الأسبوعين الماضيين سكان قطاع غزة بعد أن عانوا لسنوات من قلة الامطار ونقص مياه الخزان الجوفي، تعالت خلالها الاصوات المحذرة من خطورة الجفاف الذي قد تعانيه البلاد.
الا ان هذا الموسم بدأ بوفرة كبيرة فاقت التوقعات واعادت الامل للغزيين بأن يكون بداية لسنوات من الخير والمطر الوفير, حيث تقدر كميات الأمطار التي هطلت على القطاع خلال هذه المدة ضعف العام الماضي.
موسم مميز
وفي هذا السياق قال د. يوسف ابراهيم رئيس سلطة البيئة في قطاع غزة "للرسالة" ان هذا العام تميز عن الاعوام الماضية من حيث كمية الامطار, موضحاً ان هطول المطر بدأ مبكرا وبكميات متساقطة اكثر من التي كانت تسقط في نفس الوقت من العام الماضي.
ولفت الي انه لعدم انتهاء الموسم لا يمكن تقدير الكميات التي سقطت بشكل نهائي.
ورغم أن الكميات التي سقط وفيرة إلا ان الخزان الجوفي يحتاج لعدة مواسم بمثل هذا المعدل من الامطار لتعويض النقص الذي يعاني منه, مبيناً ان الموسم الحالي سيساعد في البدء بإعادة تأهيل الخزان الجوفي, وسيساعد موسم الزراعة على الانتاج الوفير.
واعتبر ابراهيم ان أمطار هذا العام تميزت بأنها كانت تسقط متتالية ثم تشرق الشمس ثم تعود الامطار لتسقط بنفس النظام وهو ما يساعد التربة على سرعة الامتصاص.
وشدد على ان الموسم الحالي سيؤثر كثيرا على موسم الزراعة التي تعتمد على الامطار مثل الحمضيات والزيتون واللوزيات كما سيساهم في تحسين كمياتها ونوعيتها.
أما كميات الهطول التي وصلت إلى التربة فقال الوحيدي أن وزارة الزراعة قدرتها بحوالي 71 مليون متر مكعب، بينما قدرت الكمية التي وصلت الخزان الجوفي بحوالي 18 مليون متر مكعب.
وأشار الوحيدي إلى أن منطقة الشمال هي اكثر المناطق التي هطلت فيها الامطار, فسجلت المنطقة الشاطئية اعلى نسبة امطار تقدر بــ70% وكانت منطقة رفح، كالمتوقع، الأقل في كميات الهطول بنسبة 44%, من اجمالي الموسم, وهو مؤشر على انتهاء شبح الجفاف وبداية المواسم الوفيرة.
واعتبر بانه توجد فرصة لهطول امطار حتى نهاية يناير وخلال شهري فبراير ومارس وهو ما يزيد الامل بزيادة كميات الامطار التي ستهطل حتى نهاية الموسم.
وأوضح الوحيدي ان التوزيع الاسبوعي لهطول الامطار كان الميزة الابرز، بالإضافة الي انخفاض درجات الحرارة هذا الموسم والتي تبشر بالكثير من التحولات النباتية التي ستساعد على الازهار للمحاصيل الزراعية.
ولفت إلى أن المحاصيل الحقلية تعتبر الأكثر حظا هذا العام، كما أن درجات الحرارة لهذا الموسم كانت منخفضة وكافية لتوجه الأشجار المثمرة كالزيتون والتفاح والعديد من الأشجار الأخرى والمحاصيل إلى الإزهار الجيد والمحصول الوفير.
وكانت وزارة الزراعة بغزة اعلنت أن موسم الأمطار قد تجاوز تماما مرحلة الخطر وأن الكميات التي هطلت حتى الآن تبشر بموسم زراعي جيد، وتغذية الخزان الجوفي بكميات إضافية من المياه.
وأظهرت قياسات الإدارة العامة للتربة والري بالوزارة وتقاريرها للهطول لهذا الموسم 2011 – 2012 أن كمية الهطول بلغت 216.8 ملم بنسبة 61% من المتوسط الإجمالي السنوي للهطول في قطاع غزة، وهي تزيد على ضعف الكمية لنفس الوقت من العام الماضي -حتى نهاية كانون الثاني (يناير)- والتي بلغت 100.9 بنسبة مئوية 28%.