قائمة الموقع

مراقبون : الجدار الفولاذي لن يكسر عزيمة المقاومة

2009-12-19T19:36:00+02:00

عسكري: المقاومة تشكل ضمانا استراتيجيا للأمن المصري

سياسي: النظام المصري يتصرف وفق الإملاءات الأمريكية

بلدية رفح: الجهات المصرية تحاول محاربة الأنفاق بشتى الطرق

الرسالة نت - مها شهوان

يرى محللون سياسيون وعسكريون بان دور مصر أسقط كوسيط بين الفلسطينيين والجانب الإسرائيلي حينما تم إغلاق معبر رفح ، وان مصر تحاول بشتى الطرق إخماد المقاومة الفلسطينية، كان آخرها الجدار الفولاذي الذي شرعت مصر بتنفيذه، وأكدوا أن هذا الجدار لن يمنع المقاومة الفلسطينية من مواصلة مسيرتها وأنهم سيبتكرون كافة الوسائل لهدمه.

* انحياز مصري

وفي هذا السياق يرى المحلل العسكري يوسف الشرقاوي أن حصار مصر لغزة أسقط عنها الحق والواجب في دورها كوسيط، موضحا أن أي طرف يقدم نفسه كوسيط لا يمكن أن ينحاز لطرف على حساب آخر كي لا يفقد شرعيته لان الوساطة تتميز بالشفافية والمصداقية.

ولفت الشرقاوي إلى أن مصر بعد اتفاقية كامب ديفيد فقدت دورها الريادي العربي ، لأنها باتت تستجيب للضغوطات الأمريكية والرغبات الإسرائيلية، مشيرا إلى انه يفترض أن تكون مصر أداة ضاغطة على "إسرائيل" لرفع الحصار عن قطاع غزة وليس أن تحاصره وتغلق معبر رفح أمام مواطني القطاع.

بدوره أكد المحلل السياسي د. عبد الستار قاسم الانحياز المصري لطرف دون آخر قائلاً: "مصر منحازة للمشروع الأمريكي الإسرائيلي، ولديها سفارة إسرائيلية وهي ضد المقاومة وتؤيد السلطة الفلسطينية في رام الله"، وأضاف متسائلا: هل من الممكن أن تكون مصر صادقة في مشاعرها التي تتحدث عنها تجاه المواطنين في غزة.

وقال قاسم أنه لا يمكن أن تكون مصر مع التسامح في قطاع غزة لأنها جزء أساسي من الحصار المفروض عليه، بالإضافة إلى أنها عامل أساسي في مواجهة المقاومة على الساحة العربية والإسلامية، مشيرا إلى أن الخلل ليس في مصر إنما في من يحاول أن يفهم النظام المصري خارج العلاقات الجدلية التي تحكم السياسة المصرية.

وكانت صحيفة هآرتس الإسرائيلية ذكرت أن السلطات المصرية تقيم جدارا فولاذيا على عمق 30 مترا تحت الأرض على امتداد 9 إلى 10 كيلومترات لمنع التهريب عبر الأنفاق.

وأضافت الصحيفة أن العمل في الجدار بدأ بالفعل, وأنه سيكون عبارة عن عدد من ألواح الفولاذ في عمق الأرض.واعتبر الشرقاوي أن الجدار الفولاذي الذي تبينه مصر سيكون كارثة عليها في المستقبل ، معتبرا أن المقاومة الفلسطينية تشكل ضمانا استراتيجيا للأمن القومي المصري .

وعن ما إذا ستتأثر صورة مصر خارجيا لبناء الجدار الفولاذي قال قاسم بان صورة مصر متأثرة بالفعل إلا أن المشكلة تكمن في بعض السياسيين بغزة لأنهم لا زالوا يوهمون أنفسهم بان مصر مع التحرير والمقاومة لكن ما يدور على ارض الواقع مغاير لذلك.

وذكر بان النظام المصري مسلوب الإرادة ويتصرف وفق الإملاءات الأمريكية لذلك لا يمكن التوقع بأن تكون هناك إرادة سياسية حرة ، مرجعا ذلك لان مصر تعتمد جزئيا في لقمة خبزها على الولايات المتحدة الأمريكية ولا يمكن أن تتمرد على الإدارة الأمريكية.

في حين اعتبر الشرقاوي أن بناء مصر للجدار جاء نتيجة للضغوطات وليس نابعاً من إرادتها، لكنه في الوقت ذاته يؤكد بان مصر لديها الرغبة في وقف صوت المقاومة ، وان الموقف العربي بات يرى أن وجود "إسرائيل" لابد منه لخدمة النظام العربي الرسمي.

وعن ما إذا كانت هناك خيارات بديلة من الجدار الفولاذي أمام مصر أوضح د.قاسم بأنها لا تستطيع فتح معبر رفح دون إذن "إسرائيل" لان لا سيادة لها على سيناء ، مبينا أن السيادة بيد القوات متعددة الجنسيات المتواجدة في سيناء فإذا حاولت مصر أن تمارس السيادة ستنتهك اتفاقيات كامب ديفيد.

وبحسب قاسم فان مصر في سيناء كالسلطة الفلسطينية في رام الله تدير شئون الناس لكن لا سيادة لها ، مشيرا إلى أن ما بوسع مصر أن تفعله سوى الالتزام بالمعايير الأمنية المصرية الإسرائيلية.

الحدود المصرية

وحول إمكانية تأثر المقاومة الفلسطينية من بناء الجدار الفولاذي أكد الشرقاوي على أن المقاومة الفلسطينية لا يمكن كسرها وأنها ستبتكر أساليب جديدة لإسقاط جدار "العار" كما اسماه.

بينما اعتبر د. قاسم أن الجدار الفولاذي سيسبب بناءه هجوم من قبل أهالي القطاع على الحدود المصرية ، بالإضافة إلى انه سيؤثر على عملية تهريب الأسلحة وإدخال المواد الغذائية التي تعتبر عصب الحياة في غزة.

يذكر بان وزير الخارجية المصري احمد أبو الغيط أوضح في احد تصريحات الصحافية حينما سال عن الجدار الفولاذي بأنه من حق مصر حماية أمنها القومي ولا يحق لأي طرف عربي أن يتدخل بماذا تفعله مصر.

حول ذلك أوضح الشرقاوي بان أبو الغيط يسيء للأمن القومي المصري في تصريحاته ،داعيا الجهات المختصة بان تصعد كلام النظام المصري لإسقاطه لأنه أصبح يلبي طلبات واملاءات الجانب الإسرائيلي.

وأكد الشرقاوي بان الجدار سيسقط كبقية الجدران التي سبقته ،وسيعجل بسقوط النظام المصري وعودة مصر إلى الصف العربي لتحضن المقاومة ضد "إسرائيل ".

بينما يرى د.قاسم بان هناك توجه مصري حقيقي في بناء الجدار الفولاذي لان "إسرائيل" أصبحت خائفة لأنها باتت ترى في غزة مشاكل إستراتيجية، موضحا بان فشلها في حرب الفرقان ينبئ بان قطاع غزة سيصبح أكثر قوة .

وأكد قاسم بأن الأمن القومي المصري مفقود أصلاً في ظل النظام القائم لوجود قوات عسكرية في سيناء إلى جانب التعاون بين المخابرات المصرية والإسرائيلية والأمريكية.

وانتقد الشرقاوي الإعلام العربي الذي لم يكشف عن هذا الجدار الفولاذي وبقى مكتوف الأيدي حتى أتي صحافي سويسري وأعلن عنه، معتبرا أن الإعلام العربي مسخر لمدح الحكام العرب.

الرافعات الضخمة

وذكر رئيس بلدية رفح م. عيسى النشار أن الجانب المصري يبني جدارا فولاذيا بعمق 10 أمتار وطول 10 كيلو متر ممولا من الجانب الأمريكي، موضحا أنه شوهد عدد من الرافعات الضخمة على الحدود المصرية تقوم بإنزال أنابيب حديدية لقاع الأرض.

وأشار النشار إلى أن الجهات المصرية تحاول بشتى الطرق محاربة الأنفاق وتضع العديد من العقبات للحد من دخول المواد الغذائية والبنائية وما يلزم القطاع، لافتا إلى أن الجدار الفولاذي لن يؤثر على نشاط الأنفاق لان المواطنين سيبحثون عن بدائل ووسائل أخرى.

واعتبر النشار بان الجدار الفولاذي مجرد أداة للضغط على الجانب الفلسطيني لتمرير بعض الأمور السياسية.

 

اخبار ذات صلة