قائد الطوفان قائد الطوفان

تعرضت للقرصنة

المواقع الإخبارية بدائرة الاستهداف!

الرسالة نت - لميس الهمص

تعرضت مواقع فلسطينية وإخبارية للقرصنة من مجهولين، ففي حين أرجع متخصصون تلك الاختراقات لكيان الاحتلال ضمن الحرب الإلكترونية المشتعلة بين (إسرائيل) والعرب عزاها آخرون لـ"هاكرز" من أنصار حركتي حماس وفتح استخدموا القرصنة لتصفية خلافات فيما بينهم.

ويبدو أن الحرب الإلكترونية التي بدأت باستهداف مصالح حكومية انتقلت لمحاولات حجب المعلومات والأخبار عن الجمهور.

"الرسالة" هدفا

وكان موقع "الرسالة نت" -التابع لصحيفة الرسالة- قد تعرض فجر الثلاثاء الماضي لاختراق لوحة التحكم الخاصة به والدخول على الصفحة الرئيسية واستبدالها بصفحة هاكرز.

وقال كارم الغرابلي -مدير الموقع- إن اختراق الموقع استمر لخمس ساعات دمرَ خلالها المخترق أربعة أقسام في الموقع، "وتم استبدالها بصور تعبر عن المخترق".

وذكر أن المتخصصين توقعوا بنسبة 70% أن الاختراق تم من داخل قطاع غزة، "ويجري العمل لمعرفة مكان المخترق بالضبط"، مشيرا إلى أنها ليست المرة الأولى التي يتعرض فيه موقع "الرسالة نت" للاختراق.

واستبعد الغرابلي أن يكون الاختراق من الاحتلال، "لأنهم لا يستخدمون الأسلوب نفسه الذي استخدم مع موقع الرسالة نت".

ولفت إلى أن المخترق وضع رسالة تحذير باختراق جميع مواقع حركة حماس، مؤكدا أنهم استبدلوا لوحة التحكم وأجروا جميع إجراءات الحماية اللازمة.

عدة مواقع

وتعرضت عدة مواقع أخرى في السياق للقرصنة خلال الأسبوعين الماضيين، ومنها: موقع الكتلة الإسلامية، والكرامة برس، ووكالة وفا الرسمية، ووكالة فلسطين برس للأنباء، ووكالة معا، وموقع حركة فتح.

وقالت "معا" إنها تعرضت لهجوم قراصنة قوي امتد لساعات وبصورة مكثفة لتعطيل عملها.

وبين مدير تكنولوجيا المعلومات في "معا" هيثم حسين -في تصريح سابق- أن المعلومات المتاحة تبين أن مصدر الهجوم خارجي، مضيفا: "الموقع تعرض لهجومين صباح أمس وتم تحديد مصدرهما من دول أوروبية، ولهجوم كبير بعد الظهيرة".

وتابع حسين: "هدفنا الأساسي هو إرجاع الخدمة وهذا ما تحقق بالفعل حيث تم السيطرة على الهجوم وصده".

ولفت إلى أن المهاجمين استخدموا تقنية متطورة ومجهولة تتسبب بضغط كبير على الموقع، "وذلك بزيارة مئات الآلاف للموقع في الوقت نفسه مما يؤدي إلى توقفه عن العمل".

وقال أشرف مشتهى -المتخصص في أمن المعلومات- من جانبه: "اختراق المواقع الفلسطينية يأتي ضمن المعركة الدائرة بين المخترقين والكيان الصهيوني".

واعتبر أنه من الطبيعي أن تكون المواقع الفلسطينية هدفا رئيسيا في هذه المعركة، "وخصوصا من الهاكرز (الإسرائيليين)"، متوقعا أن تزداد الاختراقات للمواقع خلال الأيام القادمة.

ودعا مشتهى القائمين على المواقع لتوفير إجراءات الحماية، "وخصوصا خلال الفترة الحالية، وذلك بالاستعانة بالشركات المتخصصة في هذا المجال".

يشار إلى أن قراصنة مناصرين للقضية الفلسطينية اخترقوا الموقع الإلكتروني لصحيفة هآرتس العبرية الأسبوع الماضي، كما اخترقوا عددا من مواقع المستشفيات (الإسرائيلية).

استمرارا للحرب

أحد خبراء الإنترنت قال من جهته لـ’العربية’ إن الموضوع سياسي ومبرمج، مرجحا وقوف جهات (إسرائيلية) خلفه، "لأن أكثر من ستة مواقع فلسطينية حجبت في الوقت عينه وبالطريقة نفسها"، مشيرا إلى أن الأمر -على ما يبدو- هجوم مضاد للهجمات التي قام بها هاكرز عرب أخيرا على مواقع (إسرائيلية).

وتمكّن فريق قرصنة فلسطيني من قطاع غزة -يسمي نفسه ’Gaza hacker team’- من اختراق الموقع التابع للإطفائية (الإسرائيلية)، وكتبوا عليه شعار ’الموت لـ(إسرائيل)’، كما كتبت شعارات ضد نائب وزير الخارجية (الإسرائيلي) داني أيالون.

بينما ذكر أحد المتخصصين في مجال تكنولوجيات المعلومات -فضل عدم ذكر اسمه- أن المواقع الإخبارية تعرضت لنوعين من القرصنة، "الأول عبر تقنية تتسبب بضغط كبير على الموقع عبر مئات الآلاف من الزوار في الوقت نفسه, والثاني هو القرصنة والاختراق بالطريقة العادية".

وأوضح أن بعض الاختراقات ترجع للعدو الصهيوني، "لكن بعضها الآخر ينفذها أشخاص من أنصار حركتي فتح وحماس في إطار الخلافات الدائرة بين الحركتين".

وأشار لـ"الرسالة نت" إلى أن عددا من "الهاكرز" في الضفة الغربية وغزة تعرضوا بالاختراق الثلاثاء الماضي لـ150 من مواقع كيان الاحتلال تضامنا مع الأسير خضر عدنان، "ووضعوا صورة الأسير على تلك المواقع في إطار الحرب الإلكترونية التي تشتد رحاها في هذه الفترة".

وكانت إرهاصات الحرب الإلكترونية الصهيونية العربية قد بدأت مع بداية العام الجاري (2012م) عندما نشر أحد قراصنة الإنترنت -يطلق على نفسه اسم "اكس عمر" ويقول إنه سعودي- تفاصيل بطاقات الائتمان الخاصة بآلاف الصهاينة عقب اختراق ما يزيد عن 80 "سيرفر" إلكترونيا (إسرائيليا) على أنها "هدية العام الجديد للعالم".

لم ينتظر "الهاكرز" الموالون للكيان الصهيوني في المقابل كثيرا للرد على الهجمات الإلكترونية العربية، حيث اخترق قرصان إنترنت -يدعى "هانيبال"- تفاصيل نحو 20 ألف مستخدم عربي لموقع (الفيس بوك) ووعد بنشر تفاصيل 2000 إلى 100 ألف صفحة أخرى يوميا.

البث المباشر