الرسالة نت – محمد الشيخ
تتفاقم معاناة الغزيين جراء استمرار وقف ضخ الوقود عبر شريان الحياة –الأنفاق- بين مصر وغزة, بالتزامن مع عودة الطلاب إلى جامعاتهم ومدارسهم, وتتكدس مئات المركبات أمام محطات الوقود في القطاع بينما ينتشر المواطنون على جنبات الطرقات أملاً في مرور المركبات ليصلوا إلى مقاصدهم.
"الرسالة نت" تجولت في محافظات غزة ورصدت بعض جوانب الأزمة وتأثيرها على حياة الفلسطينيين.
الطالب ياسر مطر من الجامعة الإسلامية قال إن: "بعض السائقين يستغلون وضع الطلاب وخاصة في وقت الصباح؛ فيرفع التسعيرة بحجة شح الوقود وانتظارهم لساعات أمام المحطات للتزود به".
وتتفق الطالبة ريهام أحمد من كلية مجتمع غزة مع زميلها قائلة: "المواصلات صعبة للغاية وأحياناً أتأخر عن كليتي لقلة المركبات وتكدس المواطنين على الطرقات أملاً في الوصول إلى مقاصدهم".
ودعت الحكومة الفلسطينية في غزة للتحرك باتجاه إنهاء الأزمة سريعاً مؤكدة أنها لو استمرت لأكثر من ذلك فإنها سوف تشل الحركة بالكامل.
للسائقين رأي
السائق سمير الفصيح قال لـ"الرسالة نت": "أنا توقفت عن العمل لأنه لا يوجد وقود لتشغيل سيارتي، وكل صباح اذهب للبحث عن السولار واقضي ساعات طويلة أمام محطات الوقود وفي النهاية أعود بخفي حنين".
وبالنسبة لزيادة التسعيرة من قبل السائقين دون الرجوع لوزارة النقل والمواصلات, أوضح الفصيح أنه ليس كل السائقين يستغلون قائلاً: "بالنسبة لي آخذ من الراكب وفق التسعيرة التي حددتها الحكومة والجهات المختصة".
الحكومة تحذر
من جهتها, حذرت وزارة النقل والمواصلات بالحكومة الفلسطينية، السائقين وأصحاب المركبات من استغلال المواطنين خاصة طلاب الجامعات، مؤكدة أنها ستتخذ اجراءات صارمة ضد المستغلين والمخالفين.
وقال حسن عكاشة مدير عام الهندسة والسلامة المرورية بالوزارة "السائقين لجأوا لرفع التسعيرة استغلالاً منهم لنقص السولار والبنزين في القطاع, مؤكداً في الوقت ذاته أن أزمة الوقود لا تستدعي رفع تسعيرة المواصلات.
ودعا عكاشة المواطنين إلى الاتصال على الرقم "177" في حال زيادة تسعيرة المواصلات من قبل السائقين، متمنياً على أصحاب المركبات الالتزام بالتسعيرة.
وأوضح أن سبب الأزمة يعود إلى توقف ضخ الوقود عبر الحدود المصرية جراء الإجراءات الأمنية المصرية بعد الأحداث الأخيرة في مصر، قائلاً: "الحكومة الفلسطينية تجري اتصالات واسعة من أجل حل الإشكاليات، وإنهاء الأزمة في القريب العاجل".
التسعيرة ثابتة
رئيس جمعية أصحاب شركات البترول في غزة محمود الشوا نفى رفع تسعيرة الوقود من جانبهم.
وقال الشوا: "أسعار المحروقات في القطاع لم تتغير" مشدداً أن إدعاءات البعض بأن شركات البترول رفعت تسعيرة الوقود عارية عن الصحة تماماً.
أزمة الوقود المستمرة في غزة تكشف أن الحصار لا يزال يضرب بمخلبيه جسد الاقتصاد الفلسطيني المنهك بفعل إغلاق المعابر المستمرة منذ ما يزيد عن خمسة أعوام.