قائمة الموقع

مقال: "الصليب الأحمر الأمريكي" يمسح فلسطين

2012-02-12T12:27:11+02:00

بقلم الناشط الأمريكي: سامي القيشاوي*

الرسالة نت-ترجمة خاصة

بينما كان الصليب الأحمر الأمريكي ينظم حملة للتبرع بالدم في جامعتي، قررت أنا وصديقي التوقف والتبرع، لأكتشف بعدها بساعة، أن هويتي كفلسطيني، أصبحت موضعاً للمساءلة.

فقبل التبرع بأي نقطة من الدم، سألتني الممرضة مجموعة من الأسئلة الروتينية، ومن بين تلك الأسئلة: هل سافرت خارج الولايات المتحدة في غضون السنوات الثلاث الماضية؟، فأجبتها: بأنني قضيت بعض الوقت في غزة-فلسطين، وعند محاولتها العثور على كلمة فلسطين في قاعدة بيانات حاسوبها، لم تجدها!

واستمرت الممرضة لربع ساعة، وهي تفتش عن كل كلمة –حتى قريبة- من "فلسطين" أو "غزة"، بل إنها بحثت في أقاليم جغرافية أخرى.

قالت لي:" أتذكر أنني رأيتها في مكان ما هنا"، قالت هذه الجملة، بينما كانت تهاتف الطاقم الفني، من أجل مساعدتها.

وبحلول ذلك الوقت، قالت الممرضة لموظف الدعم الفني –نقلا عن لساني متذكرة بعضاً من تفاصيل سفري-: لقد سافر المتبرع إلى القاهرة، وركب سيارة لأربع ساعات إلى قطاع غزة، في فلسطين، ومكث هناك مدة أربعة أسابيع، ثم عاد، بواسطة سيارة، إلى القاهرة."

 واستمرت المكالمة لفترة طويلة، وكانت في مرات عديدة، تنتظر على الهاتف، إلى أن ينتهي مدراء الصيانة على الطرف الآخر من محاولات البحث بأنفسهم هم أيضا عن "فلسطين".

وبعد ساعة من الانتظار، أوعز خط الصيانة التابع للمنظمة، على إدراج وجهة سفري تحت بند يسمى "إسرائيل"...لقد كنت متخذاً قراري بالتبرع بالدم، ولكن كان هذا على حساب هويتي الشخصية والثقافية، والعرقية، والسياسية.

ووفقا للممرضة، فإن الصليب الأحمر الأمريكي، قد حدث نظام البرمجيات المستخدم في وحداته المتنقلة قبل بضعة أشهر فقط!!.

وعلى ما يبدو فإن تلك "التحديثات"  تضمنت إحداها إزالة فلسطين من قاعدة بيانات وجهات السفر الدولية.

أشك في أن الصليب الأحمر الأمريكي لم يعد يعترف بفلسطين أو شعبها، ولكن في ظل المناخ السائد الذي نشهده اليوم، عندما ينكر علناً بعض مرشحي الرئاسة وجود فلسطين وشعبها، وعندما تقوم وكالات الأنباء الدولية الكبرى مثل البي.بي سي بالدفاع عن حقها في حذف كلمة "فلسطين"، فإنه ليس من الصعب أن تصل الأمور إلى هذا الحد.

للصليب الأحمر تاريخ واسع من العمل مع نظيره جمعية الهلال الأحمر، والتي مقرها في رام الله، بل إنه تعهد في أكثر من مرة تقديم الدعم المالي للمستشفيات في قطاع غزة، ولهذا فإن حالة عدم الاعتراف هذه كانت مستغربة إلى حد ما، ولكنها تشير أيضا إلى أي مدى يمكن أن تصل آثار احتلال غير مشروع.

سامي القيشاوي، أمريكي من أصول فلسطينية، يدرس حاليا الأحياء وحقوق الانسان، وهو طالب في جامعة شيكاغو، ويرأس كتلة "طلاب من أجل العدالة في فلسطين"، في ذات الجامعة، وعضو اللجنة التنفيذية في منظمة "أمريكيون مسلمون من أجل فلسطين" –فرع شيكاغو، في صيف عام 2011، زار سامي مدينة غزة وأنشأ مدونة أسماها:"ستة عشر دقيقة إلى فلسطين"،مقدما تقارير مفصلة عن اللحظات التي عاشها هناك. 

اخبار ذات صلة