قائمة الموقع

مقال: حماس بين اختلاف الآراء والمواقف

2012-02-18T08:07:09+02:00

بقلم م. كنعان سعيد عبيد

ربما يتيه التمييز كثيراً عند أبناء حماس بين توحيد الآراء وتوحيد المواقف، مما يجعلهم يقعون في إرباك تقييم الموقف. ولعل الحرص الشديد على وحدة الصف يجعل كثيراً منهم يخشى تعدد الآراء وكأنها فتنة أو بدعة لم يعرفها الصحابة، أو ربما رجسا من عمل الشيطان وجب عنه الاجتناب، أو كأنما وحدة حماس من وهن خيط العنكبوت يوشك أن يمزقه نسيم اختلاف الآراء.

لم يرق لي أن أؤمِّن من خلف شيخ دعا في قنوت صلاة الجماعة " اللهم وَحِّد آراءنا"، وكأننا نخشى من أنفسنا على أنفسنا، أو نخشى الاجتهاد والتفكير.

ولعله يرضى لنا أن نكون على رأى رجل ملهم لا يعزب عنه شيء أو أنه أوتي مفاتيح العقول.

لم يخلق الله الناس أمةً واحدة فما زالوا مختلفين، ولم يجعل الله سبحانه أمة الإسلام على رأي رجل واحد حتى لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي خاطبه الله وشاورهم في الأمر، ولم يكن رأي رسول الله برأي الصحابة في ثمار المدينة ورأي سلمان الفارسي برأي الرسول في حفر الخندق.

هي طبائع البشر ونفوسهم وعقولهم ووعيهم وربما أهوائهم تختلف لتختلف آراؤهم فطرة الله التي فطر الناس عليها ليكونوا مختلفين.

الوحدة عند حماس غير مهددة باختلاف الآراء ولم يؤرخ لحماس أو الإخوان أن عصفت بهم ريح انقسام ولم تكن حماس إلا على موقف واحد وقلب رجل واحد ولم يطلب منها أن تكون على رأي رجل واحد.

وحين لم تعرف حركات التحرر في العالم ولم يكن في ثقافتها معنى الشورى والانتخابات عرفتها حماس في مؤسساتها من المكتب السياسي حتى قيادة الشُعب والأجهزة العسكرية.

وعلى أبناء حماس أن يتقبلوا تباين الآراء في الواقع السياسي وعلى القادة أن يتقبلوا الرأي والرأي الآخر ليعلموا أن التشاور يصعد من القاعدة للقمة والمواقف تنزل من القمة للقاعدة، على قاعدة الاحترام المتبادل.

وكذلك استوجب عليها توسيع دائرة الاستشارة المتخصصة عبر مراكز أبحاث ومستشارين لتنضيج القضايا ذات البعد القومي والاقتصادي والتعليمي، ولابد من اعتماد منظومة استطلاعات لرأي الحركة والعامة لاستمزازج الشارع وتقدير الموقف عبر موازين دقيقة ربما يستلزم لها برامج محوسبة.

وكذلك لابد من تدريب طواقم صناع القرار والشورى على برامج فقه الأولويات والمصالح، ولابد من الإحاطة المعلوماتية قبل أي قرار وتشكيل وحدة تقدير الموقف والمصالح.

ولابد من توزيع الكوادر العقلية المميزة على جميع التخصصات العلمية والاقتصادية والسياسية وعدم تكديسها في تخصصات الطب والهندسة، حين لا تكاد تجد من يبدع في علم الاجتماع والاقتصاد والتنمية البشرية وعلوم الإدارة المتخصصة.

اخبار ذات صلة