مصطفى الصواف
المتأمل في أحوال قطاع غزة وحكومتها يرى العجب العجاب، فلازال القطاع بحكومته يتعرض لمكيدة قوى الشر التي تحيك له المكائد الشتى ولم يرق لها أن يعيش هذا الجزء العزيز من فلسطين عيشة كريمة مغلفة بالكرامة وعدم الخنوع للمحتل أو السير في مشاريع التنازل والتصفية للحقوق والقضية.
أزمة الكهرباء والوقود، مفتعلة من قوى سياسية عربية وفلسطينية تهدف إلى التضييق على قطاع غزة وأهله بهدف إفشال كل المساعي التي تقوم بها الحكومة من أجل الحفاظ على كرامة المواطن وعدم إسقاطه في بحر الذل والتفريط من أجل رفاهية زائفة مدفوعة الثمن من حقه في العيش بحرية بعيدا عن المال السياسي الذي لا يُعطى للشعوب إلا عندما توقع على صك التبعية والهوان وتصبح سلعة في سوق النخاسة في نظام العولمة الذي تقوده أمريكا ويرسم ثقافته الصهاينة.
الأحوال في قطاع غزة في انتظار صناعة المنقذ من جديد وهذا المنقذ من اطعم الشعب الفلسطيني أوهاما بعد أتفاق أوسلو بالعيش برغد على غرار سنغافورة، واليوم تحاك المكائد ويُضيق على المواطنين من أجل ربط حالة الضيق والحصار بحكومة غزة وحركة حماس من أجل زرع الكراهية ونزع الثقة منها في أية انتخابات قادمة.
ما تخطط له هذه الدوائر هو الانتظار حتى تشكيل الحكومة الانتقالية التي سيتولى أمرها السيد محمود عباس وفق اتفاق الدوحة وعندها ستفتح الدنيا على قطاع غزة ويفتح المعبر ويتدفق البترول والغاز من الجانب المصري الذي يتعامل مع حركة حماس وحكومتها وكأن مبارك لازال يحكم مصر وينفذ السياسات السابقة، لأن الملف الفلسطيني لازال في يد نفس الجهة التي تحكمت به على مدى سنوات طوال رغم وجود التسهيلات التي تتطلبها الأحوال الجديدة في مصر بعد الثورة.
إن منع إدخال الوقود بالطريقة التي كان يدخل من خلالها عبر الأنفاق هو قرار من تلك الجهة التي تتولى الملف الفلسطيني من أجل الوصول إلى صناعة المنقذ الذي سيشكل الرافعة لكل المشاكل التي يعاني منها قطاع غزة، وطالما أن حكومته هي انتقالية للإعداد للانتخابات وإعادة الاعمار فلا بأس أن يمنع البترول وتتوقف الكهرباء لفترة زمنية ليست طويلة ويعاني الناس هذه المعاناة خدمة للقادم والذي سيحمل العصا السحرية ويخلص الناس مما جلبته لهم حركة حماس وبذلك تكون الأجواء السياسة القادمة أما حماس والحصار، أو عباس والانفتاح والرفاهية وإن كانت مدفوعة الثمن من حقوق وثوابت الشعب الفلسطيني.
ولكن هل يعتقد كل هؤلاء أن المواطن الفلسطيني في غفلة مما يخطط له وانه يجهل الأسباب الحقيقية لما يجري من حوله؟، فإذا كانوا يعتقدون ذلك فعليهم مراجعة حساباتهم، والفلسطينيون باتت خياراتهم أكثر وضوحا في ظل الثورات العربية وحالة التغير الحادثة ولن يصابوا بارتكاسة وانكفاء إلى الخلف والماضي والعودة لعهود الفساد والانفلات الأمني وإلى أباطرة الأجهزة الأمنية ومافياتها التي تحكمت في رقاب الناس وحياتهم.
نحن وكل الشعب الفلسطيني ننتظر الانتخابات القادمة التي سيقول من خلالها الشعب الفلسطيني كلمته كما قالها في السابق شريطة أن يمنح الحرية الكاملة وتتهيأ البيئة السياسية في الشارع الفلسطيني التي تشكل قاعدة لإشاعة الحريات العامة بعيدا عن الأجواء البوليسية والملاحقات الأمنية.