قائد الطوفان قائد الطوفان

وسط تحذيرات من خنق غزة

"الجدار الفولاذي" يدفع فلسطينيين لتخزين البضائع

رفح-هادي إبراهيم-الرسالة نت

شهد سوق السبت الأسبوعي في محافظة رفح إقبالاً كبيراً من قبل المواطنين على شراء البضائع القادمة عبر الأنفاق في ظل الأنباء المتسارعة حول الجدار الفولاذي الذي تشيده مصر على حدودها مع غزة.

ويعتقد السكان الذين يعيشون تحت الحصار منذ ثلاثة أعوام في غزة أن البضائع بمختلف أنواعها ستشح من الأسواق في حال أغلق الجدار المصري الممول من الولايات المتحدة الأمريكية الأنفاق الأرضية التي تحولت إلى رافد أساسي للسلع والمواد الاستهلاكية والإنشائية التي يحتاجها أهالي القطاع.

واعتمد الفلسطينيون في قطاع غزة على السلع والبضائع المصرية القادمة عبر الأنفاق في تلبية احتياجاتهم بعدما حرمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أهالي القطاع من حوالي عشرة آلاف سلعة كانت تدخل إلى القطاع قبل صيف العام 2007.

تقول أم وائل أبو طعيمه التي كانت تتجول في سوق السبت: "بدنا نشتري كل حاجة (..) الواحد ما بعرف شو راح يسير بالبلد". وبينما كانت تتحدث أبو طعيمه سمع إطلاق النار قرب الحدود.

وصاحت الأم أبو طعيمه على نجليها ليحملا ما اشترته من سلع من أجل إيصالها إلى منزل العائلة في حي البرازيل جنوب شرق مدينة رفح.

وأعلن وزير الداخلية الفلسطيني فتحي حماد أن وزارته تحاول السيطرة على ما يقوم به بعض المواطنين من إطلاق النار على الحدود الفلسطينية المصرية، مشيراً إلى أن أمن مصر واستقرارها من أمن الفلسطينيين واستقرارهم.

ويقع سوق السبت الأسبوعي قرب الحدود المصرية وبات مشهد الرافعات العملاقة غير مألوف بالنسبة لسكان المدينة الحدودية.   

وردد بائعون عبارات: "اشتري اليوم قبل ما تولع بكرة" في إشارة لما سيحدث عندما يغلق الجدار الفولاذي الأنفاق الأرضية التي تزايدت خلال السنوات الماضية.

وقال محمود معمر وهو العقد الرابع من عمره: "أكيد أعمل على تأمين كل ما تحتاج أسرتي لكن ليس لدي نقود تكفي لذلك".

وبينما انتقدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بناء مصر للجدار الفولاذي على حدودها الشرقية مع قطاع غزة، أيّد رئيس السلطة المنتهية ولايته محمود عباس  الإجراءات التي تقوم بها مصر، واعتبر أن الأمر يتعلق بسيادتها.

ويعتقد مراقبون أن مصر تهدف من تشييد الجدار الفولاذي لمعاقبة حركة حماس لأنها رفضت التوقيع على ورقة المصالحة ولا تزال تتمسك بشروطها في صفقة تبادل الأسرى مع (إسرائيل).

وقال البائع أسامة القيسي الذي يسعى إلى جمع أكبر قدر من المال من أجل شراء بضائع قد تتضاعف أسعارها خلال الأسابيع المقبل: "نريد إنهاء الحصار وليس جدارا يزيد خنق القطاع".

ولا تزال البضائع تتدفق من خلال القنوات المشيدة أسفل الحدود التي أقيمت في العام 1982.

وقال الخبير الاقتصادي المعروف عمر شعبان "للرسالة نت": "تشييد الجدار الفولاذي دون إنهاء الحصار سوف يضع القطاع أمام كارثة حقيقية".

ويقول مالكو أنفاق أنهم سيعملون على تجاوز الجدار الفولاذي.

وقال رئيس بلدية رفح عيسى النشار إن الفلسطينيين "لن يعدموا الوسيلة في الحفاظ على الأنفاق الأرضية التي تعد رئة القطاع الوحيدة".

 

متعلقات

أخبار رئيسية

المزيد من سياسي

البث المباشر