في حال منخفض جوي جديد

رجال "الرداء الأحمر" بغزة .. رهن الإشارة !

الرسالة نت – رائد أبو جراد

مياه غمرت الشوارع الرملية الموحلة، وأغرقت عشرات البيوت المصنوعة من الصفيح المتآكل، وأتت على الأخضر واليابس في المنطقة المحيطة بوادي غزة وسط القطاع، ولم تكتف المياه السوداء المجنونة بتدمير المنشئات السكنية لتحصد في طريقها المواشي وما تمكنت من حمله ..

المشهد السابق رصدته عدسات الصحفيين قبل عامين بعدما فتح الاحتلال بوابات تصريف مياه الفيضان في خزان النقب المائي القريب من غزة، الأمر الذي أدى إلى سيول وأضرار جسيمة في أراضيهم.

وتعرض قطاع غزة خلال الأيام المنصرمة لمنخفض جوي شديد، تزامن مع أزمة إنسانية حقيقية في القطاع الساحلي جراء نقص كميات الوقود والانقطاع المستمر للكهرباء.

ولم يمر منخفض جوي شديد كالذي عصف بغزة يومي الخميس والجمعة الماضيين منذ أكثر من عقد حيث أكد خبراء في الأرصاد الجوية أن سرعة الرياح التي عتت بالقطاع فاقت 110 ميل في الساعة الواحدة.

أضرار المنخفض

وأدى المنخفض الجوي إلى هطول كميات كبيرة من الأمطار صاحبها مجموعة من الأضرار والتداعيات والمؤثرات السلبية شملت اقتلاع الأشجار وتطاير أسقف منازل مصنوعة من الصفيح "الزينقو".

ومجدداً؛ تسلل الخوف قلوب الغزيين القاطنين بالقرب من وادي غزة، معيداً بشريط ذكرياتهم إلى مأساة "تسونامي" التي جرفت بالواد قبل عامين إثر حماقة (إسرائيلية)، مما دعا الفلسطينيون يحدثون أنفسهم (هل يثور الوادي من جديد ؟)..

وفي هذا الصدد؛ قال العميد يوسف الزهار مدير الدفاع المدني بغزة إن "جهازه يحاول استغلال ما لديه من إمكانيات لتوسعة حرم وادي غزة؛ من أجل منع تسرب مياهه إلى منازل المواطنين بالمنطقة الوسطى".

وأكد الزهار في تصريح خاص لـ"الرسالة نت" أن طواقمه على أهبة الاستعداد؛ لتقديم المساعدة لأهل غزة في مختلف المحافظات، مضيفاً: "طواقمنا رفعت الجهوزية بنسبة 30% لتقديم خدمات للمجتمع الفلسطيني ولن نخفض هذه الحالة حتى ينتهي المنخفض".

وعمل أصحاب الرداء الأحمر خلال المنخفض الأخير على شفط المياه من الشوارع ووضع سواتر رملية لمنع دخول المياه إلى المنازل.

وفسَر مدير الجهاز ما حدث في منطقة وادي غزة أمس الأحد، عندما ارتفع منسوب المياه، بقوله "عند محاولة تصريف مياه الوادي تسربت كميات كبيرة من المياه أمام بيوت سكان منطقة المغراقة مما رفعت منسوب المياه إلى 1.5متر".

وبين الزهار أن ارتفاع منسوب المياه في الوادي "أثار حالة الهلع بين سكان منطقة المغراقة وسط قطاع غزة".

واتهم سكان منطقة الوادي سلطات الاحتلال بفتح بوابات تصريف مياه الفيضان في خزان النقب المائي القريب من غزة، الأمر الذي أدى إلى سيول وأضرار جسيمة في أراضيهم.

وأردف الزهار: "المواطنون ظنوا أمس أن الاحتلال فتح بوابات السدود باتجاه وادي غزة مرة أخرى"، لكنه أكد أن الدفاع المدني لا يُبرِئ الاحتلال (الإسرائيلي) من أي تهمة.

واعتبر أن تجربة الفلسطينيين مع الكيان في محاربة الإنسانية بلغت مداها، حينما فتح قبل عامين بوابات السدود على منطقة الواد.

إمكانيات ضعيفة

وفيما يتعلق بإمكانيات الجهاز في ظل أي منخفض جوي يضرب الأراضي الفلسطينية، قال الزهار: "إمكانياتنا ما زالت ضعيفة؛ لكننا نعمل جاهدين على تعويض العمل بالجهد الإنساني".

وأشار الزهار إلى تعاون الدفاع المدني مع الوزارات والبلديات ذات العلاقة كل حسب منطقة نفوذه بغزة.

وأثر الحصار المضروب على القطاع الساحلي منذ صيف عام 2006 بشكل كبير على البنية التحتية وقدرتها على أداء المهمة الإنسانية لطواقم الدفاع المدني .

فيما أعلن أدهم أبو سلمية الناطق باسم اللجنة العليا للإسعاف والطوارئ في قطاع غزة جاهزية واستعداد الطواقم الطبية للتعامل مع أي منخفض مرتقب.

وقال أبو سلمية في تصريح لـ "الرسالة نت": "طواقمنا على جاهزية وتنسيق وتكامل مع كافة أعضاء اللجنة العليا للإسعاف والطوارئ".

وأشار إلى أن لجنتهم أوعزت بتعليمات لكافة الطواقم الطبية بالتلبية السريعة والعاجلة لصرخات الاستغاثة التي يطلقها المواطنون الغزيون.

وفي سياق متصل، أفاد أبو سلمية أن المنخفض الذي ضرب غزة مؤخراً أدي إلى وقوع سبع إصابات في صفوف المواطنين نتيجة حوادث الطرق بمحافظات القطاع.

وأرجع أبو سلمية مسببات حوادث الطرق خلال المنخفض المنصرم إلى مياه الفيضانات التي غمرت شوارع غزة وانعدام الرؤية بسبب العواصف وغزارة الأمطار .

يشار أن الجهات الحكومية المختصة في القطاع كانت نهاية الأسبوع الماضي قد شكلت غرف عمليات مشتركة للتعامل مع المنخفض ضمت عدداً من الوزارات ذات العلاقة إلى جانب جهاز الدفاع المدني.

البث المباشر