قائمة الموقع

غياب صدى أنين الأقصى بالضفة..!

2012-03-07T07:37:41+02:00

الضفة الغربية-الرسالة نت

حجارته تتساقط تباعا.. وجدرانه تتصدع الواحد تلو الآخر.. ملّ الأنين والاستجداء بمن صُمّت آذانهم وعمت أبصارهم.. إلى أن خارت قواه وأضحى يعد أيامه، علّ صلاح الدين يعوده من جديد فاتحا منتصرا ومنقذا له من دنس اليهود.

عصور مرّت على الأقصى المبارك، كان خلالها محط أطماع للصليبيين، وبعدهم اليهود "الصهاينة" الذين يسعون منذ عقود لتهويده وسحب البساط من تحت أقدام المسلمين وأصحاب الحق والأرض، إلا أن عزيمة أهل بيت المقدس ودفاعهم عنه كانت هي الحائل وحائط الصد وخط الدفاع الأول عن الأقصى الشريف.

لكن الحال تغيّر وتبدل، وأضحى أنين الأقصى لا يلقى صداه بالضفة، فأسودها غيّبوا.. منهم من هو الآن بجوار ربه شهيدا، ومنهم من تنازعت عليه سجون الاحتلال والسلطة، حتى فُرّغت الضفة من قياداتها، وغيّبت عنها أي فعاليات شعبية لنصرة الأقصى بفعل التنسيق الأمني الذي نالت السلطة درجة الامتياز في تطبيقه مع الاحتلال (الإسرائيلي).

بدون فعاليات

وفي الوقت الذي يرابط أهالي المدينة المقدسة وفلسطينيون الـ48 في باحات المسجد الأقصى ويدافعون عنه بصدورهم العارية.. لم تشهد الضفة زحوف الأمواج الغاضبة التي اعتاد الأقصى عليها حين تتعرض كرامته وقدسيته للامتهان..

وفي نظرة سريعة.. يدرك أي مراقب للأوضاع الداخلية في الضفة أن الركود في الفعاليات الشعبية لنصرة الأقصى وشحها غير المسبوق يعود سببه لجملة من الأسباب، حالة القمع "السلطوي" الذي تحياه الضفة المحتلة من حظر للمقاومة وإرهاب منظم للمواطنين من شيء اسمه عمل إسلامي ومقاوم، واعتقالات سياسية وتنسيق أمني لم يسبق له مثيل منذ نشوء السلطة أوائل التسعينات من القرن الماضي.

كما يرى مراقبون ان الانقسام يتسبب في جمود الحراك الشعبي، حيث لم تعد أي من قضايا الشعب الفلسطيني تتبع لعفوية الشعب في احتجاجه على أمر ما، بل أضحى كل تحرك شعبي بحاجة لدراسة وتخطيط وتصريح من قبل السلطة.. وإن تمت الموافقة فإن الأخيرة تضع شروطا تعجيزية من شأنها تقليص حجم المشاركة الشعبية والتعتيم الإعلامي للقضية، وما يتبعه من استدعاءات واعتقالات وملاحقات لكل فرد شارك بتنظيم اعتصام لنصرة الأقصى أو الأسرى أو غيرها..

فقدان الثقة بالقيادة

ويرى المحلل السياسي عبد الستار قاسم أن فقدان الثقة بالقيادات والفصائل الفلسطينية له الدور الأكبر في ضعف المشاركة الشعبية والجماهيرية في نصرة الأقصى وقضية الأسرى.

وأضاف في تصريح لـ"الرسالة نت":" الأقصى يُهود منذ 45 عام والناس يسمعون نفس الشعارات والكلمات والقيادات غير قادرة على عمل أي شيء للأقصى والقدس والأسرى، وإذا كان على الشعب أن يتحرك فعليه أن يتحرك ضد القيادات فالمشكلة تكمن فيهم".

وتابع :"أي مظاهرات يخرج بها الشعب لن تجدي نفعا، فالمظاهرات والاعتصامات لن تجدي نفعا ولن تفيد الأقصى، الأقصى بحاجة لشيء عملي على أرض الواقع، ينقذه من هجمة التهويد، هناك سماسرة ولصوص يتحكمون بالشعب ويتاجرون بالقضية ولا يهمهم الأقصى وما يتعرض له الأسرى داخل السجون، وهدفهم إبقاء الشعب بحالة ركود ونسيان لقضيتهم المركزية".

ولم يخف قاسم وجود صعوبة كبيرة جدا في تحريك الشارع الفلسطيني بالضفة والقطاع وفي كل اماكن تواجده بالشتات، داعيا إلى الاستمرار في تحريضهم وتشجيعهم للعمل من أجل التغيير.

مصير القضية

وأشار المحلل السياسي قاسم إلى أنه ومنذ الانتفاضة الأولى بدأت عملية تعثير للشعب الفلسطيني واللعب بمصيره ومصير قضيته، وضربه تربويا وأخلاقيا وضرب نسيجه الاجتماعي، وتحويل اهتماماته لأمور بعيدة كل البعد عن القدس والأقصى والاحتلال.

وأوضح أنه وبناء على ذلك أصبحت عقلية المواطن عقلية فردية ومغيبة عن فكرة الانتماء الوطني، بعد ربط المواطن بسياسات اقتصادية، وصرف انتباه الناس عن ممارسات الاحتلال ومخططات التهويد بالقدس المحتلة".

ولم ير قاسم أن الانقسام الداخلي كان له دور بارز في حالة الركود في الفعاليات الشعبية والجماهيرية، مبينا أن الحراك الشعبي يشهد ركودا قبل الانقسام وبعده، وحتى لو تمت المصالحة فالوضع لن يتغير.

وأضاف:" الناس منشغلين بأمور حياتهم اليومية وتوفير قوت يومهم وسداد ديونهم وقروضهم، في الوقت الذي يستمر فيه الاحتلال بعمليات التهويد والاستيطان ونهب المزيد من الاراضي".

وبين هذا وذاك يبقى أنين الأقصى بلا صدى في الضفة المحتلة، بانتظار رجل بشهامة صلاح الدين الأيوبي ليحررها من رجس الاحتلال..

اخبار ذات صلة
مقال: أنين الأقصى
2023-10-02T10:34:00+03:00