غزة- الرسالة نت - شيماء مرزوق
أكد د. خليل الحية القيادي البارز في حركة حماس ان حركة فتح تراجعت عن اعلان الدوحة, متهما اياها بتعطل تهيئة اجواء "الحريات" من خلال ممارساتها بالضفة المحتلة، وأوضح أن ربط فتح لمسألة تشكيل الحكومة بضمان اجراء الانتخابات بعد ثلاثة أشهر من تشكيلها هدفه عرقلة المصالحة.
وشدد الحية أن حركته جاهزة لتنفيذ اتفاقات المصالحة, مشيرا الى أن موافقة حماس على فتح مكتب لجنة الانتخابات بغزة كان بادرة حسن نية اتجاه انهاء الانقسام.
واوضح ان اعلان الدوحة فاجأ الجميع لذلك خرجت أصوات تقول رأيها الشخصي دون ان يقول احد ان حماس تراجعت عنه, لافتا الى استحالة اجراء الانتخابات في الوقت الراهن لان حماس لا تتمتع بالحرية في ممارسة عملها بالضفة.
وذكر أن مصر تمر بمرحلة انتقالية والحركة ستتعامل معها بكل حالاتها, مشددا على ان حماس مع الحل السياسي الذي يحقق طموح الشعب السوري كباقي شعوب المنطقة, ونوه في الوقت ذاته الى أن حركته لم تغادر سوريا ولكن الوضع الامني دفع بعض القيادات للخروج منها خوفا على عائلاتهم.
فتح تتراجع
وعن ملف المصالحة، أكد الحية ان الشعب الفلسطيني يريد انهاء صفحة الانقسام نهائياً, متمنيا من الجميع توخي الدقة في التصريحات الاعلامية لان الساحة الفلسطينية لا تحتمل المزيد من السجالات والخلافات خاصة في ظل ما تتعرض له القدس والمسجد الاقصى.
وقال "نحن وقعنا اتفاق المصالحة في مايو من العام الماضي والجميع تابع من الذي عطل تشكيل حكومة التوافق تارة من اجل الذهاب للأمم المتحدة، وتارة بالتمسك بسلام فياض لرئاسة هذه الحكومة", مضيفا "اعلان الدوحة أنهى الجدل حول رئيس الوزراء، فقد وافق خالد مشعل على الاقتراح القطري بان يترأس محمود عباس الحكومة، وحماس ملتزمة بهذا الاتفاق لأنه جزءا لا يتجزأ من اتفاق المصالحة الذي وقع في القاهرة, "فالحكومة والانتخابات والامن والمصالحة المجتمعية ملفات مركزية ولا يمكن الفصل بينها".
وأضاف الحية بأن حماس أكدت للجميع على موقفها الموحد اتجاه اعلان الدوحة وبانها ماضية في المصالحة وذلك خلال اللقاءات التي جرت بين الفصائل الشهر الماضي, لافتا الى انها اعطت عباس تفويضا كاملا لعباس للبدء بمشاورات الحكومة فوراً.
ولكنه أوضح بان عباس ومشعل قد اتفقا بحضور المخابرات المصرية على انهما بحاجة لمزيد من الوقت للمشاورات حول الحكومة.
واعتبر القيادي البارز في حماس بان الكرة في ملعب عباس وعليه ان يبدأ فوراً بالتشاور مع الفصائل وكل الاطراف المعنية لتشكيل الحكومة, قائلاً " يبدو أن هناك تراجعاً من حركة فتح عن اعلان الدوحة وهذا يتضح من التصريحات التي تصدر عنها بين الفينة والاخرى, فالتراجع له عدة ملامح اولها عندما صرح عباس بانه ليس حريصا على هذا المنصب، ثم قال بانه غير متمسك برئاسة الحكومة اذا كان هذا المنصب يتعارض مع القانون".
وطالب الحية عباس بالمضي قدماً بأسرع وقت ممكن في تنفيذ اتفاق الدوحة, موضحاً أن حركته ملتزمة باتفاقات المصالحة التي وقعت عليها.
واعتبر ان عباس يحاول التملص من الاتفاق من خلال ربط تشكيل الحكومة بضمان اجراء الانتخابات بعد ثلاثة أشهر من تشكيلها, لافتا الى ان هذا الربط هدفه عرقلة المصالحة وتعطيلها من جديد لان تشكيل الحكومة جزء اساسي من اتفاق القاهرة ودورها هو قيادة المرحلة الانتقالية.
وذكر أن مهام الحكومة المقبلة تهيئة الاجواء للانتخابات واعادة الاعمار وتوفير جو الحريات العامة للمواطن الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة, وربطها بملف الانتخابات فقط بمثابة تراجع عن اعلان الدوحة, وهذا ما أعلنه عباس عندما صرح بأنه لن يشكل الحكومة الا إذا ضمن اجراء الانتخابات, وانهاء عمل لجنة الانتخابات وتهيئة الاجواء الداخلية لها.
تعطيل أجواء الحريات
وعن عمل لجان الحريات، قال الحية "فتح هي من تعطل تهيئة اجواء الحريات من خلال ممارساتها بالضفة، فحماس هناك ملاحقة ومطاردة ولا تستطيع ان تمارس حقها الانساني والشخصي, عدا عن حقها في الاستعداد للانتخابات, وبالتالي فهذه الاشتراطات هدفها التعطيل واعاقة تشكيل الحكومة".
وتابع بالقول "اتفقنا مع فتح على انهاء ملف الحريات في الخامس من شهر اذار الحالي وقد مضى هذا التاريخ ولم ينته ملف الجوازات والاعتقال والمسح الوظيفي, وبالتالي فان الضفة هي التي تعرقل كل ملفات المصالحة وليس حماس".
وشدد على ان الحركة جاهزة ومستعدة لتنفيذ كل البنود بالتوافق والتزامن مع الضفة كما ينص الاتفاق, موضحاً انه من غير المقبول ان يتم التنفيذ في غزة بينما تبقى الضفة على حالها, معتبرا ان حماس انهت ملف الاعتقال السياسي وسمحت لكوادر فتح بالتنقل والسفر بحرية, كما فتحت مكتبا للجنة الانتخابات كإجراء اولي وبادرة حسن نية, في المقابل الضفة لم تقدم أي شيء.
ونوه الى ان فتح أعلنت بانها افرجت عن 65 معتقلا من حماس, وهو أمر مناف للحقيقة حيث ان بعضهم أفرج عنه خلال اشهر والبعض الاخر ما زال معتقلا, و35 منهم خرجوا بكفالة في انتظار المحاكمة, مؤكدا ان المواطن يجب ان يتمتع بالحرية حتى يذهب الفلسطينيون للانتخابات موحدين, وهي نتيجة حتمية للمصالحة والتوافق, وأشار الى استحالة اجراء الانتخابات في الوقت الراهن لان حماس لا تتمتع بالحرية في ممارسة عملها.
واعتبر أن كل فريق في العمل السياسي يريد ان يحقق لنفسه ولشعبه المصلحة من وجهة نظره ولذلك من حق كل طرف ان يتمترس على مواقفه ويتمسك بها.
وأما عن طبيعة الخلاف داخل الحركة الذي جرى مؤخراً بعد اتفاق الدوحة قال الحية "حماس ليست حركة يحكمها شخص أو مجموعة وانما هي حركة مؤسساتية وتحترم قواعد العمل التنظيمي, واعلان الدوحة فاجأ الجميع لذلك خرجت أصوات تقول رأيها الشخصي دون ان يقول احد ان حماس تراجعت".
وتابع "عندما اجتمع المكتب السياسي في القاهرة وافق على اعلان الدوحة وطالب بالالتزام به وباتفاق المصالحة وبلغنا كل الاطراف باننا متمسكون بما وقعنا عليه وعلى ابو مازن البدء بمشاوراته فوراً", مضيفاً "الحديث عن خلافات داخل حماس غير صحيح وهذه امنية خصوم الحركة دائماً بان تكون هناك خلافات وانشقاقات داخلية وهذا غير وارد فالحركة موحدة أكثر من السابق.
وأوضح أن المكتب السياسي أصدر بيانا رسميا أكد فيه تمسكه باتفاق المصالحة واعلان الدوحة بحذافيره وأبلغ جميع الاطراف القطرية والمصرية وفتح والفصائل بهذا الموقف, معتبرا أن حماس تنظم عملها الداخلي وفق القانون والنظام, وأي ترتيبات او تغييرات على مستوى القيادات تتم من خلال الانتخابات الداخلية.
الاطار القيادي لم يأخذ دوره
وللحديث عن دور الاطار القيادي لمنظمة التحرير في قيادة المرحلة الحالية, أشار الحية الى ان الاطار القيادي اجتمع مرتين ولم يصدر عنه أي موقف، "فهو لم يصل للمستوى المطلوب بعد, ولم يأخذ الدور المنوط به", معتبرا ان هذا الوضع له علاقة بالأطراف المتنفذة في المنظمة التي لا تريد لهذا الاطار ان يأخذ دوره في قيادة المرحلة.
وعزا هذا الموقف لكون الاطراف المتنفذة في المنظمة متمترسة على برنامجها السياسي, والساحة الفلسطينية غير موحدة على برنامج, لافتا الى وجود موقفين اتجاه توحيد البرامج السياسية, الاول يقول بأنه يجب التوافق عليه قبل اصلاح المنظمة, والاخر يرى أن التوافق قبل اعادة هيكلة المنظمة واصلاحها سيوقع الشعب الفلسطيني في المزيد من الانقسام والتسويف وسيكون البحث هو عصف ذهني, خاصة انه توجد فصائل خارج المنظمة, وهذا الموقف الذي تتبناه حماس.
وقال " الافضل أن نصل لإعادة هيكلة وتفعيل المنظمة عبر الانتخابات وتشكيل هياكلها وفق ما تم الاتفاق عليه في كل مراحل المصالحة, وحينها من ينتخبهم الشعب في الداخل والخارج يصبح من حقهم وضع البرنامج السياسي العام, وحق أي فصيل ان يكون له برنامج خاص".
واضاف " بعد اصلاح المنظمة تصبح مناطق السلطة جزءا من عمل المنظمة وليس كما هو الوضع حاليا من تغول للسلطة على المنظمة", وأوضح أن "السلطة جاءت في ظروف غير طبيعية وهي سلطة وظيفية وخادمة للاحتلال أكثر منها راعية للشعب الفلسطيني, مؤكدا ان الحديث عن حل السلطة هو للإعلام فقط وأن هذا الخيار غير مطروح من قبل فتح, وحماس ليس لديها موقف حاسم منه.
وذكر بانه من الجيد ان يدير الشعب الفلسطيني امور حياته من خلال السلطة دون ان تكون مهمتها تثبيت اركان الاحتلال وحماية أمنه, بل ان تكون حاضنة لمشروع التحرير, وقال: "نحن في غزة جزء من السلطة لكنها هنا حامية للمقاومة والثوابت وعلاقاتها منسجمة مع العالم الحر, وعلى النقيض التام في الضفة, معتبرا ان انهاء السلطة يجب ان يكون بقرار جماعي من الشعب الفلسطيني وهذا لن يحدث الا بعد اصلاح منظمة التحرير.
ناسف لدماء السوريين
وأما عن طبيعة العلاقة مع مصر الجديدة أكد الحية ان حماس لديها سياسة واضحة بعدم التدخل في شئون الدول الداخلية, والقبول بسياسة أي دولة اتجاهها ولذلك فهي تعاملت مع مصر زمن النظام السابق وتتعامل معها في هذه المرحلة الانتقالية وستتعامل معها في كل حالاتها, فمصر هي التي تحدد طبيعة العلاقة مع حماس, مؤكداً ان حركته لها طموحات لكنها لا تستطيع ان تفرضها على أي دولة.
وأوضح أن مصر تمر بمرحلة انتقالية وبحاجة لوقت ليستقر الوضع لديها، فهناك انتخابات رئاسية ومرحلة وضع الدستور, وعندما تستقر بكل سياساتها سيكون التعامل معها ايجابيا.
وقال الحية "نحن متفائلون اكثر من السابق بالربيع العربي لكننا واقعيون وندرك ان ثماره لن تأتي سريعا حتى للشعوب التي قامت به وستمر بمرحلة انتقالية وعقبات كثيرة وبالتالي يجب الا نستعجل قطف ثمار هذا الربيع قبل نضجها, وعندما تستقر هذه البلاد ستكون فلسطين والمقاومة هي الرابحة".
وفيما يخص الوضع في سوريا قال " حماس اعلنت موقفها من اليوم الاول للثورة السورية بأنها مع الحل السياسي الذي يحقق طموح الشعب السوري كباقي شعوب المنطقة ونصحنا كل الاطراف بالوصول الى الحل الذي يرضي الجميع بالتوافق, ونأسف للدماء التي تسيل في سوريا لأنها دولة واعدة ومركزية في المنطقة العربية ونتمنى الاستقرار السريع والحل الامن والسلمي لها".
وأضاف بان حماس لم تغادر سوريا ولكن الوضع الامني دفع بعض القيادات للخروج منها خوفا على عائلاتهم, لكن مكاتب الحركة لا زالت موجودة والقيادات تتنقل بين سوريا والدول العربية الاخرى, لكن بسبب الاوضاع فطبيعة العمل السياسي أكثر خارج سوريا.
ومروراً على ازمة الوقود والكهرباء التي تعصف بقطاع غزة حالياً اعتبر القيادي في حماس بانها أزمة سياسية بامتياز وغرضها إبقاء معاناة حماس من أزماتها الداخلية وينظر الشعب لها على انها جاءت للحكم لحل مشاكل وليس لقيادة الشعب, وهذا ما يفسر افتعال المشكلة في مرحلة التوافق والمصالحة.
وأكد ان هدف هذه الازمة هو التأثير على نتائج الانتخابات من خلال تذكير المواطن دائماً بهذه الازمات حتى يرى بان المشكلة في حماس, وفي حال عدم الوصول لمصالحة تبقى غزة تعاني وتغرق في مشاكلها, قائلاً " كل الاطراف التي تسببت في هذه المعاناة مسئولة عن المشكلة السياسية".
وأشار الى انهم في حماس والمجلس التشريعي يتابعون الازمة لكنها تحتاج لسياسات وامكانات, وطالب كلا من حكومة رام الله بان تدفع ما يصلها من الاتحاد الاوروبي لشراء الوقود لمحطة غزة, والجانب المصري بتنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل اليه قبل اسبوعين.
وناشد مصر بتسريع الخطى لتأهيل محطة الشيخ زويد لمد قطاع غزة بالكهرباء والتسريع بإنهاء المناقصة الخاصة بربط غزة بمنظومة الربط الثماني, مشددا على ضرورة فصل ملف الكهرباء عن المصالحة تماماً.
واعتبر ان المواطن الفلسطيني خاصة المقتدر له دور في المساعدة على حل الازمة من خلال دفع مستحقات الكهرباء حتى تتمكن السلطة من شراء الوقود.