الرسالة نت - ياسمين ساق الله
بالرغم من الهدوء الحذر الذي يسود اجواء قطاع غزة عقب سريان التهدئة التي أبرمت برعاية مصرية بين فصائل المقاومة في قطاع غزة والكيان (الإسرائيلي) فجر الثلاثاء الماضي، الا أن الوضع في غزة ما يزال على كف عفريت لاستمرار الخروقات (الإسرائيلية)، مما يثير عدة اسئلة حول جدية الهدنة وامكانية نشوب عدوان جديد على القطاع.
محللون سياسيون أكدوا في احاديث منفصلة لـ" الرسالة نت" أن التهدئة بين القطاع و(تل أبيب) هشة ولن تدوم لفترة طويلة, لأن (إسرائيل) ستحاول خرقها في أي وقت.
وكانت الطائرات (الإسرائيلية) قد قصفت صباح الاربعاء، مستودعاً للأخشاب غرب مدينة غزة، مسببة خسائر هائلة، وأضراراً في العديد من المنازل، وذلك في خرق علني لاتفاق التهدئة المعلن بوساطة مصرية.
تهدئة هشة
المحلل السياسي مصطفى الصواف شكك في التزام (إسرائيل) بوقف سياسة الاغتيالات بحق رؤؤس المقاومة الفلسطينية خلال المرحلة المقبلة، وقال: "الأجواء التي تشهدها الساحة الفلسطينية حاليا تعتبر حالة هدوء وليس تهدئة بين الطرفين".
واضاف "(إسرائيل) ستحاول اختراق اتفاق التهدئة في أي لحظة، ولكن في العموم الطرفان الفلسطيني و(الإسرائيلي) بحاجة إلى الهدوء".
الصواف لم يكن يغرد في السرب وحيدا، فقد توقع المحلل مخيمر أبو سعدة فشل التهدئة الحالية لتعود (إسرائيل) على اغتيال رؤوس المقاومة عقب كل اتفاق تهدئة.
وقال :"(إسرائيل) غير معنية باي تهدئة في هذه الاونة، وبالتالي لن تصمد بين الطرفين خلال الأيام القليلة المقبلة".
وكان مصدر حكومي في غزة قد أكد وجود توافق بين الفصائل الفلسطينية على العودة إلى التهدئة، مقابل توقف الهجمات (الإسرائيلية) والتزام واضح بعدم شن غارات، مع تأكيد الفصائل احتفاظها بحق الرد على أي عدوان.
محاولات..
وعاد الصواف ليشير الى أن المخابرات المصرية تحاول ارضاء المقاومة الفلسطينية كي لا يقال أنها فشلت في وقف مجازر الاحتلال ضد غزة عقب خلع نظام مبارك".
اما أبو سعدة، فبين ان المقاومة الفلسطينية تحاول من خلال اطلاق الصواريخ ان تقول لـ(إسرائيل) بأنها هي التي تحدد وتقرر متي تبدأ التهدئة ومتي تنتهي ".
وبلغت حصيلة التصعيد (الإسرائيلي) الذي استمر على مدار الأيام الأربعة الماضية (25) شهيدا و87 مصابا، في حين ردت الفصائل الفلسطينية على هذا التصعيد بإطلاق قرابة 200 صاروخ باتجاه المستوطنات والبلدات (الإسرائيلية) .
من جهتها , أكدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أن التهدئة التي أبرمت مع الكيان (الإسرائيلي) برعاية مصرية تلزم العدو بوقف الاغتيالات.
وقال داوود شهاب المتحدث باسم الجهاد في تصريحات صحافية، إن "التهدئة هذه المرة تختلف عن سابقاتها فهي على قاعدة "إن عدتم عدنا".
من جانبه، أعلن وزير الخارجية المصري محمد عمرو، أن بلاده ستواصل جهودها من أجل تثبيت التهدئة بين قطاع غزة و(إسرائيل)، حقنا للدماء الفلسطينية.
وفي السياق، حمل ممثل حركة حماس في لبنان علي بركة حكومة الاحتلال (الإسرائيلي) المسؤولية الكاملة على التصعيد العسكري الأخير على قطاع غزة، مؤكدا على حق المقاومة في الدفاع عن نفسها وشعبها.
وقال بركة خلال استقباله لوفد من اللجنة الدولية للصليب الأحمر:" ارتكب الاحتلال في عدوانه الأخير على غزة، مجزرة مروعة بحق أبناء شعبنا الفلسطيني من شيوخ ونساء وأطفال على مدى أربعة أيام، وللمقاومة الحق في الدفاع عن شعبنا"، مطالبا في الوقت ذاته المنظمة الدولية بالتدخل العاجل لإنهاء معاناة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال وخصوصاً الأسيرة هناء الشلبي المضربة عن الطعام لليوم 28 على التوالي.