قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: في غزة.. تهدئة بانتظار حرب أخرى!

الرسالة نت - وكالات

يستطيع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة التقاط أنفاسه بعد أربعة أيام متواصلة من الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة أسفرت عن استشهاد 26 مواطنا وإصابة أكثر من ثمانين آخرين بجراح، لكن الدرس الذي خرجت به فصائل المقاومة الفلسطينية التي استطاعت كسر المعادلة الصهيونية بتثبيت وقف العدوان ووقف الاغتيالات أن التهدئة التي تم التوصل إليها بجهود مصرية ستكون مؤقتة وأن على الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة الاستعداد لجولة أخرى مقبلة ربما تكون أقسى وأصعب وأكثر دموية من قبل احتلال لا يقيم وزنا لأية قيمة أخلاقية أو إنسانية.

لا يمكن الحديث عن رابح وخاسر في هذه المواجهة غير المتكافئة والقصيرة بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينية التي ردت على غارات الطيران الإسرائيلي بمئات الصواريخ على المستوطنات الإسرائيلية التي وإن لم توقع قتلى في صفوف المستوطنين وفي صفوف جيش الاحتلال فإنها شلت حياة أكثر من مليون مستوطن اختبأوا في الملاجئ هربا من صواريخ المقاومة مع ما يعنيه ذلك من تعطيل دورة الحياة الاقتصادية للمستوطنات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة تماما حيث قدرت خسائر الاقتصاد الإسرائيلي بعد أربعة أيام من الغارات الإسرائيلية وإطلاق الصواريخ بنحو أربعة ملايين دولار.

الشعب الفلسطيني لن يركن بالتأكيد للتهدئة الجديدة فهو لا يثق بالاحتلال الإسرائيلي ولديه تجربة مريرة معه فعقلية الاحتلال قائمة على الإجرام ونفي الآخر واستباحته بحثا عن الأمن الذي أثبتت الأحداث أنه سيظل منقوصا طالما استمر الاحتلال في ارتكاب جرائمه ضد الشعب الفلسطيني.

سيلملم الشعب الفلسطيني جراحاته ويدفن شهدائه ويداوي جرحاه؛ لكنه يؤمن أن الاحتلال الإسرائيلي سيدفع ثمن كل قطرة دم فلسطينية سالت على الأرض الفلسطينية وهو الإيمان الذي يبقي جذوة القضية الفلسطينية العادلة حية وتعيش في نفوس أبنائه وبناته والأجيال المتعاقبة.

أهم ما استخلصه الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة من دروس وعبر بعد هذه المواجهة الجديدة أن وحدة الشعب الفلسطيني وتماسكه ووحدة فصائل المقاومة وتلاحمها هي خط الدفاع الأول عن الشعب أمام الهجمات والغارات الإسرائيلية وأن استمرار الانقسام وتضارب الرؤى والاجتهادات والمراهنة على مفاوضات سلام عبثية لن تحقق مطالب الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال والدولة الفلسطينية.

لقد أثبتت تجارب الشعب الفلسطيني مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي وآخرها صفقة الجندي الإسرائيلي شاليط أنها لا تفهم غير لغة القوة وأنها لا يمكن أن ترضخ وتعيد حقوق الشعب الفلسطيني وتتوقف عن سياسة القتل والاغتيالات إلا من خلال المقاومة والرد السريع على اعتداءاتها، أما الركون لطريق المفاوضات والسلام المزعوم فسيزيدها توحشا وسيزيد من جرائمها وسيخلق لديها وهما بقدرتها على القضاء على الشعب الفلسطيني ومطالبه العادلة.

صحيفة الراية القطرية ..

البث المباشر