بقلم : أسماء علي كريم-المشهد
في غَفوَةِ الرٌّبان، أَقبَلَ شاطرٌ
في السّاحِ صاحَ صَيحَةَ القُوادِّ
وَعَلى الجَميعِ أَلقى أَلفَ تَحِيَّةٍ
مَغمُوسَةٍ بِالسُمِّ في الأَصفادِ
مُتَمَثِلاً غَدّراً بِزِيِ حَضارَةٍ
قَدْ هابَّهُ الأَسيادُ والشُحاذُ!
في مِنْسَجِ الظُلاّمِ حاكَ ثيابهُ
مِنْ نَسْجِ والِدِهِ راعِيَ الأوغادِ
حَسِبَ الأَنامَ بِحُبِهِ قَدْ قارَعوا
فإِذا الجَميعُ لِدَحرِهِ مُنقادُ
لكنَّهُ بالنَّارِ حَارب دُونَهُم
عَن حِصنِهِ المُرَقَّعِ الأوطادِ
وَبطانَةُ الحَمقى باسمِهِ سَبَّحوا
وَتَؤزُّهُ بِنيرِهِ الشَيطاني
سِكينُهُ مِنْ جِنَّةٍ وَبنادِقٌ
وَسِلاحُهُ عُنوانُهُ العِصيانُ
هامَّ الجُنونُ وَحَارَّ مِنْ أًفعالِهِ
فَحُتوفُهُ مَتاحِفُ الأَزمانِ
وَعَيشُهُ...
بمَ يُمَهِدُّ عَيشَهُ ؟!
بِدَمِّ الرَّضيعِ... يُغَمِّسُ خُبّزَهُ
وبكأسِ ذُلٍّ... يَحسو شايَهُ
وبِدَّمعِ ثَكْلَى... يَنثُرُ فَرّشَهُ
وَبِسَلّبِ طِفلَتِنا يُبادِرُ وَقّتَهُ
وَبأزيزِّ الرّصاصِ يُناجِي رَبَّهُ!
مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقبِلٍ مُدبِرٍ...
متحدٍ...
لا درَّ درُّه...
ما حالُهُ...غَداً ...
أوبَعْدَهُ؟...
فَرَجٌ يَأتي عَلى جَناحِ الرِّيحْ
رُبانُنُا يَصْحُو... وَقِيامُهُ
بِالذّكْرِ يَفتَحُهُ وَبِالتَسبِيحْ
وَعَلى جَوادِ الخَيرِ يَصهَلُ صَّوْتُهُ
بِقِيامِ لَيّلاهُ يُبارِي الرِّيحْ
فَقُدُومُهُ قابَ قَوسَينِ بَدا...
بَلْ أَقرَبُ...
فاصْبِرْ تَصَبَّرْ يا جَرِيحْ:
في الأُفْقِ نورٌ يَظّهَرُ
فَالصُّبْحُ قارَبَ فَجْرُهُ
والفَجْرُ أَقْبَلَ نُورُهُ
والنُّورُ يَسّطَعُ صُّبْحَهُ
وَالصُّبْحُ يَحمِلُ نَصرُُّنا
واللهُ أَمّلى ظالماً ... فَأَزالَهُ...
وَالخِزّيُ رافَقَ عارَهُ...
للهِ دَّرُ مُجاهِدٍ ومُقاتلٍ ومُناضِلٍ
بالنَّصْرِ يَبذُرُ أَرّضَنا وَيُغادِرُ
حَيثُ الخُلُودُ وَأَحْمَدُ
فهُناكَ يَمسَحُ حُزنَهُ
وَهُناكَ يَنظُرُ رَبَّهُ
وَهُناكَ يُجزَى سَعيَهُ
طُوبى لَهُ...طُوبى لَهُ...