الضفة الغربية – الرسالة نت
كشف احد الإعلاميين في فضائية الفلسطينية التابعة لحركة فتح أن الفساد المالي والأخلاق التي تفشى داخل المؤسسة كان سببا وراء قرار الرئيس المنتهية ولايته محمود عباس بإغلاق القناة .
وأكد الإعلامي الذي فضل عدم الكشف عن اسمه أن الفضائية لن تعود للعمل مرة أخرى مشيرا إلى أن الحديث عن عودتها بعد إعادة ترتيب أوراقها هو للاستهلاك المحلي ليس أكثر.
وأضاف الإعلامي "لقد عملت فيها عدة أشهر وكانت علامات الانهيار بادية عليها منذ البداية؛ وبصراحة لم تكن لدينا إدارة جيدة يمكن أن يعول عليها في إنجاح عمل المحطة".
وأشار إلى أن "الفضائح تتالت من داخل الفضائية منذ اليوم الأول لعملها، من حيث التحرشات الجنسية وكذلك الاختلاسات المالية".
وتابع "وللأسف فإن مسألة التحرشات الجنسية التي تمت بحق إحدى العاملات في الفضائية وصلت إلى آذان المسئولين ولكنهم لم يحركوا ساكنًا، هذا عدا عن الحفلات التي كانت تنظم للعاملين فيها ويتخللها السكر"، على حد قوله.
وقال: "حاول (شخص مهم داخل المحطة في رام الله) التحرش بإحدى العاملات لديه وحين رفضت، رفعت شكوى ضده، ولكن للأسف كانت النتيجة أن تم إقصاؤها وأصبح التعامل معها يتم بشكل سيء وكانت أول من فصل بعد إنهاء بث المحطة".
ووفق الإعلامي فإن "علامات التسيب المالي كانت واضحة ولا تخفى على أحد"، مشيرًا إلى أن اللجنة التي شكلها الرئيس محمود عباس من أعضاء اللجنة المركزية من أجل تقديم تقرير له حول عملها وضمت كلا من الطيب عبد الرحيم، ومحمد اشتية، ونبيل شعث، وعزام الأحمد وافته بتفاصيل مذهلة حول فضائح مالية وأخلاقية مما حدا به إلى اتخاذ قرار نهائي بوقفها تمامًا.
واستبعد أن يكون ما يقال عن شح الأموال سببًا في وقف بثها، وقال: "لو كانت الإدارة جيدة منذ البداية لوفرت لها جميع الإمكانيات".
وحول مصير العاملين فيها، قال: إن "قسمًا منهم نقل إلى هيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية، وقسم وزع على مؤسسات السلطة، وقسم أنهيت عقود عمله، وهذا دليل آخر على أن قرار الإغلاق لا رجعة فيه".
وكانت قناة "الفلسطينية" الفضائية الناطقة باسم حركة (فتح) أعلنت الخميس الماضي عن وقف بثها التجريبي مع اليوم الأخير من الشهر الجاري وذلك لأسباب مالية وفنية.
وقالت "الفلسطينية" في إعلانها بعد أن أوقفت برامجها، إنها قررت وقف بثها التجريبي "على أن تعود في أقرب وقت ممكن حالما تتوفر لها عناصر النجاح والاستمرار من الجوانب المالية والفنية".
وقالت إدارة القناة إن إطلاق "الفلسطينية" كان خطوة جريئة باتجاه سد النقص الناتج عن غياب الأدوات الإعلامية الفتحاوية التي تحمل رسالة الحركة إلى الشعب الفلسطيني والعربي، مضيفة" أن القناة لعبت دوراً إعلامياً وطنيًا وتعبويًا خاصة أثناء التحضير وخلال مؤتمر فتح السادس".
وكانت "الفلسطينية" انطلقت قبل نحو 6 اشهر ، وكلف حينها نبيل عمرو بتأسيسها، والذي استقال منها ليتولى مهام إدارتها يحيى يخلف الذي قدم هو الآخر استقالته بسبب صعوبات تتعلق بالتمويل والكادر.
وكانت اللجنة المركزية لحركة فتح قررت وقف بث القناة، بسبب صعوبات في توفير التمويل اللازم لها، إضافة إلى انتقادات وجهت لإداريها الذي بدا متواضعًا، ودون المستوى الذي كانت تطمح إليه الحركة، وفشلت في مواجهة فضائية الأقصى التابعة لحركة حماس، على حد قول أحد أعضاء اللجنة المركزية.