الرسالة نت – عمر عوض
فرضت أزمة الكهرباء والوقود التي تعصف بغزة، واقعاً جديداً على بلديات شمال القطاع، جعلتها تعمل على مدار الساعة للبحث عن الوقود وبدائل أخرى، لتجنب المواطنين كوارث بيئية خطيرة، تهدد حياتهم .
وأكد عدد من رؤساء البلديات، في أحاديث منفصلة لـ"الرسالة نت" أن أخطر هذه الكوارث، تتمثل في توقف آبار مياه الشرب، ومضخات الصرف الصحي عن العمل.
وأكد عصام جودة رئيس بلدية جباليا النزلة، أن أزمة الكهرباء طالت الخدمات التي تقدمها البلدية للمواطنين، سيما إمدادهم بمياه الشرب أو ضخ مياه الصرف الصحي.
وقال: "انقطاع الكهرباء فرض علينا أزمة معقدة جعلتنا نستعين بالسولار لتشغيل الآبار".
تفاقم الأزمة
وبيَّن أن الأزمة تفاقمت أكثر في ظل نقص الوقود؛ مما جعل البلدية في قلق دائم، تبحث عن توفير السولار حتى لا تتضرر حياة المواطنين.
وقال: "المواطن يستحق منا الكثير، ونحن ملزمون ببذل قصار جهدنا لتوفير الخدمات له".
ونوه إلى تواصل البلدية مع محطات الوقود بغزة، لتوفير السولار، بعد تضاعف حاجة البلدية بنسبة 300% من الوقود، مشيراً لحاجة البلدية إلى ما يقارب الـ"3000" لتر سولار يومياً؛ بهدف تشغيل آبار المياه ومضخات الصرف الصحي.
وأشار إلى حالة القلق التي عاشتها البلدية، مع استمرار سقوط أمطار الشتاء، وارتفاع كمياتها، موضحاً أن الخوف كان من نفاد كميات السولار وتوقف مضخات المياه، وغرق منازل المواطنين بالمياه. وقال: "خشينا من كارثة حقيقية، ووقوع حالات غرق في صفوف المواطنين".
وشكر جودة، هيئة البترول على وقوفها إلى جانب البلديات، من خلال توفير كميات السولار اللازمة؛ من أجل مواصلة خدماتها للمواطنين، في ظل أزمة الوقود التي تعصف بقطاع غزة.
وحذر رئيس بلدية جباليا النزلة، من تعطل مولدات الكهرباء التي تستعين بها البلدية لتشغيل المضخات، والآبار، مبيناً أنها تعمل أكثر من 12 ساعة متواصلة، وهذا يفوق الوقت المسموح بتشغيلها من قبل الشركات المصنعة.
توقف الخدمات
رئيس بلدية بيت حانون، الدكتور محمد الكفارنة حذر من خطورة استمرار أزمة الوقود والكهرباء، وانعكاساتها على الخدمات التي تقدمها البلدية للمواطنين، وقال: "استمرار الأزمة يفاقم المشكلة، وينذر بتوقف كافة خدمات البلدية".
وأكد الكفارنة لـ"الرسالة نت"، أن مضخات الصرف الصحي في البلدة مهددة بالتوقف في أي لحظة، مما ينذر بكارثة بيئية كبيرة، قد تغرق منازل المواطنين بالمياه العادمة، سيما الذين يسكنون في منطقة "السكة".
وكشف عن تواصل البلدية مع عدد من المؤسسات لمنع وقوع الكارثة، وعلى رأسها مصلحة مياه بلديات الساحل، التي زودت البلدية بكمية محدودة من السولار التي لا تكفي لتشغيل مضخات مياه الصرف الصحي لثلاثة أيام.
ونوه الكفارنة أن تسرب المياه العادمة إلى منطقة الوادي، سيفاقم من حجم الكارثة، وسيتسبب في نشر الأمراض بين المواطنين.
وأضاف: "على أكثر من صعيد نعمل جاهدين لمنع حدوث الكارثة، ونتواصل على مدار الساعة مع الجهات المختصة للحيلولة دون ذلك".
وطالت أزمة الوقود والكهرباء آبار مياه الشرب في بيت حانون، مما تسبب في عدم وصول المياه للمواطنين بشكل منتظم، وجعلهم يعانون في جلب المياه لمنازلهم.
وقال الكفارنة: "لا يوجد سولار لتشغيل آبار المياه، وضخها للمواطنين، فلجأنا إلى تقسيم المدينة لمنطقتين، شرقية، وأخرى غربية، وسيتم ضخ المياه لكل منطقة يوماً بعد آخر"، مطالباً المواطنين بأخذ احتياطاتهم للحفاظ على المياه وتجنب الإسراف.
كارثة صحية
على جبهة أخرى، تكافح بلدية بيت لاهيا، لتفادي المواطنين ويلات أزمة السولار والكهرباء، وتوفير ما يحتاجونه من خدمات ضرورية لا يمكن الاستغناء عنها في حياتهم.
وكشف رئيس البلدية عز الدين الدحنون، عن تشكيل فريق عمل يعمل على مدار الساعة للتخفيف من انعكاسات الأزمة على حياة المواطنين.
وقال لـ"الرسالة نت": "نحرص على تجنب المواطنين، حدوث كارثة صحية متمثلة بتوقف مضخات الصرف الصحي، وآبار مياه الشرب، وحتى اللحظة الأمور مسيطر عليها".
وكشف الدحنون، عن تعاون مؤسسة بلديات الساحل مع البلدية، لمنع حدوث أية مشكلة قد تطال حياة المواطنين، قد تصيبهم بمكروه، وشكر الدحنون جهاز الدفاع المدني على وقوفه إلى جانب البلدية لمنع وقوع الكوارث في بيت لاهيا.
وطالب المواطنين بالالتزام بتعليمات وإرشادات البلدية، التي تحثهم على الحفاظ على مياه الشرب، وعدم الإسراف فيها، وشدد على حرص البلدية على التواصل مع المؤسسات الأهلية والحكومية للحصول على السولار، لاستمرار عمل مضخات الصرف الصحي، وآبار مياه الشرب.